وقفة 360: كريم بنزيما يلمع في سماء إسبانيا.. إن غاب القط!

بداية جنونية للموسم مع يعيشها الفرنسي بتحقيق أرقاماً مبهرة، لم تتحقق من قبل لا مع اللاعب ولا مع أي نجم آخر مر على ملاعب إسبانيا في القرن الحادي والعشرين.

بنزيما أصبح يملك رقماً استثنائياً لم يقدر حتى ليونيل ميسي في عز مجده مع برشلونة في الوصول إليه، بالاشتراك في 15 هدفاً لمصلحة الريال في أول 6 جولات فقط من الدوري المحلي.

القناص الفرنسي بدأ يجني ثمار الصبر، وتحول من اللاعب الذي يشارك في المباريات لأي سبب آخر بخلاف كونه رأس حربة الفريق، إلى أبرز أسلحة فريق كارلو أنشيلوتي في الموسم الجاري.

ما وراء الحالة الغير طبيعية لبنزيما

قصص سبورت 360

بنزيما سجل هدفين في مرمى ريال مايوركا وصنع اثنين آخرين من توقيع ماركو أسينسيو ليساعد الفريق في الانتصار في نهاية المطاف بسداسية لهدف، سداسية بصم اللاعب الفرنسي على أربعة أهداف منها، لتؤكد هذه الأرقام كيف أصبح كريم مهماً في اللوس بلانكوس في الآونة الأخيرة.

في الحقيقة ما وصل إليه بنزيما لم يأت من فراغ، الأمر له عدة أبعاد حدثت بشكل تدريجي للغاية، وبعدما كان الجمهور المدريدي سواء في إسبانيا أو في وطننا العربي يصب جام غضبه على كريم في كل المباريات، أصبح محط أنظار وإشادة الملايين.

بداية الأمر جاءت بعدما تخلص بنزيما من فكرة كونه اللاعب الذي يفتح المساحات لزملائه في ظل وجود أيقونة وماكينة تهديفية بحجم كريستيانو رونالدو، صحيح أن هذا الدور مازال يلعبه بنزيما حتى الآن، لكن الضوء الأكبر أضحى يسلط على ما يفعله داخل مربع العمليات وأمام الشباك.

التخلص من رونالدو

رحيل رونالدو عن ريال مدريد ساهم في رفع قدرات بنزيما الهجومية بعدما أحس أن عليه حمل ثقيل لكونه رأس حربة الفريق، تسجيل الأهداف أصبحت وظيفته الأساسية وليس المساعدة، عامل نفسي مهم جداً بدأ به الفرنسي مشوار الألف ميل نحو أرقامه القياسية التي وصل إليها في الآونة الأخيرة مع اللوس بلانكوس.

بنزيما صار شيئاً فشيئاً النجم الأبرز في ريال مدريد بعد انتهاء حقبة رونالدو، لكن وجود ليونيل ميسي في صفوف الغريم التقليدي برشلونة، كان كافياً لتحويل الأنظار إلى الكامب نو بوصف ليو الأيقونة الأبرز في المسابقة بأسرها، وحتى المنافسة معه ولو كانت حامية إلا أن نهايتها معروفة أمام لاعب بحجم ليو.

القط ميسي يغيب

وتخلص كريم من عبء تواجد ميسي في جدول هدافين الليجا، وأصبح الفرنسي بلا منازع، فلا يوجد أحد لا في فالنسيا ولا فياريال ولا إشبيلية، قادر على منافسته، ربما هناك لويس سواريز من بعيد، لكن في الغريم برشلونة لا أحد هناك، حقاً لا أحد بعد ميسي، ويكفي القول أن رونالد كومان نظر لدكة البدلاء في مباراة غرناطة ليعزز هجوم الفريق ليدفع في النهاية بقلب الدفاع جيرارد بيكيه لتنشيط الخط الأمامي.

لم يعد هناك القط الذي يرعب فئران الليجا، القط ميسي ترك الدوري بأسره وغادر لباريس سان جيرمان، وحينها بدأ يشعر بنزيما أن العالم كله في يده، خاصةً في ظل قوة الفريق الهجومية هذا الموسم، على حساب الجانب الدفاعي بالطبع.

الديك الفرنسي صاح في وجه كل منافسيه وأعلن عن نيته ليحقق موسماً تاريخياً مع الفريق الملكي هذا الموسم، وبدأت ثمار نواياه تبدأ مع مضي ست جولات فقط من المسابقة، قوة نفسية كبيرة استمدها بنزيما بعدما وصل إليه إحساس أنه أصبح النجم الأول لليجا، وكأنه يطبق المقولة الشعبية الشهيرة “إن غاب القط.. العب يا فار”، وما يطمئن بنزيما على الأقل لمدة عام واحد، أن ميسي أصبح بعيداً جداً عن فكرة تدمير موسمه التاريخي والاسطوري مع ريال مدريد والذي بدأ يكتب سطوره الأولى ونحن مازلنا على مشارف أكتوبر.

أزمة برشلونة والعامل النفسي

وما يزيد من حماس بنزيما وتوهجه مؤخراً، حالة التخبط والأزمة التي يعيشها برشلونة، فهو يرى بأم عينيه أن الفريق الذي سيطر على الليجا في العقد الماضي، على وشك الانهيار، ويستسلم لفقدان النقطة تلو الأخرى في مرحلة مبكرة من المسابقة، هذا الأمر يمكن أن يفيدنا فيه علم النفس الذي يشدد على وجود حوافز إضافية لدى أي إنسان لاستغلال الفرص، وهو الأمر الذي يسعى بنزيما لاستغلاله بأفضل طريقة ممكنة، فهو لا يدري ما قد يفعله برشلونة في يناير، رغم أن ذلك مجرد افتراض ضعيف طبقاً للأوضاع الحالية.

وساعد بنزيما أيضاً في حالة التوهج، المحيطين به في الميدان، وكلنا نعرف ماذا حدث للمنبوذ فينيسيوس جونيور هذا الموسم، بعدما تحول لأيقونة ومرشح للفوز بالكرة الذهبية في المستقبل القريب، بعدما كان يتلقى الشتائم على إهداره الفرص في مباريات الميرينجي، البرازيلي الشاب أصبح أكثر نضجاً، وأضحى أكثر حسماً أمام المرمى، وحتى عندما لا يسجل نراه يصنع الأهداف بطريقة ممتازة، ولنا في هدف إيسكو أمام مايوركا خير مثال.