لمسة إسبانية تُتوج مجهود الرفاق
بدأت المُباراة بين السيتي والبايرن قوية كما كان مُتوقعاً، ولم يلجأ الفريقان للبداية المُتحفظة، وكانت رغبة الفوز واضحة لدى نجوم الفريقين.
اختار جوارديولا خوض اللقاء بكافة أسلحته الهجومية، فالهداف هالاند حاضر، وخلفه صانعي الفرص واللعب جريليش وبيرناردو سيلفا وجوندوجان بالإضافة لكيفين دي بروين.
في المقابل، اعتمد توخيل على جنابري في مركز رأس الحربة، وخلفه الثلاثي السريع ليروى ساني وجمال موسيالا وكينجسلي كومان.
طبق لاعبو السيتي ضغطاً عالياً في الدقائق الأولى للشوط، وعانى لاعبو البايرن في الخروج من منطقتهم، وبدأ تهديد السيتي لمرمى البافاريين بتسديدة من هالاند في الدقيقة 5.
ورد البايرن سريعاً بتسديدة من ألفونسو ديفيز في الدقيقة 10، قبل أن يقترب هالاند في الدقيقة 13 من هز الشباك بعد أن ضغط على حارس البايرن يان سومر على خط المرمى.
بدأ أبطال البوندسليجا في الاقتراب أكثر من منطقة الخطر لدى مُنافسهم مُعتمدين على انطلاقات الجناحين وإسهامات خط الوسط، وكاد ساني أن يصنع هدفاً لزميله موسيالا الذي سدد بقوة ولكن روبن دياز تصدى للكرة بكل براعة في الدقيقة 25.
بدا يان سومر حارس البافاري مُتوتراً خلال دقائق الشوط الأول، وتجلى ذلك في لقطات خروجه غير المُوفق من مرماه، وكاد أن يُكلف فريقه كثيراً.
نجح الإسباني الدولي رودري في تسجيل الهدف الأول بلمسة فنية رائعة بعد تسديدة قوية غالطت الحارس البافاري بمهارة كبيرة، ليتمكن بلحظة توهج فردي في تتويج مجهود رفاقه على أرض الملعب في الدقيقة 27.
قدم ثلاثي دفاع السيتي ناثان أكي وروبن دياز و مانويل أكانجي أداءً رفيع المستوى في أول 45 دقيقة، وكانوا حائط صد لكافة مُحاولات البايرن لهز الشباك.
وكاد ليروى ساني أن يُعادل الكفة بنفس طريقة رودري في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ولكن تسديدته ابتعدت قليلاً عن المرمى.
أظهرت الإحصائيات تفوقاً نسبياً للبايرن في الاستحواذ على الكرة حيث بلغت نسبتهم ما يُساوي 55%، ولكن عاب على الأداء البافاري عدم الفاعلية الهجومية فلاعبي الفريق سددوا 4 تسديدات ليس من بينهم أي تسديدة على المرمى.
أمام السيتي فقد سدد لاعبوه 7 كرات من بينهم 3 كرات على المرمى، ليتضح جلياً أن جودة الخط الأمامي للسيتيزنز هي العامل الذي رجح كفة جوارديولا في اختبار الشوط الأول.
الجودة تحسم المُواجهة
ظهر فارق الجودة في الشوط الأول من اللقاء، وتجلت الفروقات الفنية أكثر في الشوط الثاني رغم البداية القوية للبافاريين.
نجح إيدرسون في التصدي لتسديدتين في اللحظات الأولى من الشوط الثاني، واقترب ساني من جديد من هز شباكه.
واقترب المُدافع دي ليخت من تسجيل أول أهداف فريقه بايرن ميونخ في الدقيقة 52، ولكن ناثان أكي حرمه من ذلك.
كان واضحاً أن توخيل يُعاني من نقطة ضعف كبيرة بتواجد المُدافع الفرنسي دايوت أوباميكانو في الخط الخلفي.
لم تُسعف أوباميكانو خبرته الشابة أمام السيتي، وكاد أن يُكلف فريقه هدفاً في الدقيقة 49، وتواصل مستواه المذبذب دون تدخل من المُدرب لإخراجه بعد أن بدا واضحاً أنه أصبح خارج المُباراة.
كلف أوباميكانو فريقه هدفاً ثانياً في الدقيقة 70، وذلك بعد أن قُطعت الكرة منه بعد ضغط جريليش، الذي مرر لهالاند فأرسلها بدوره لزميله بيرناردو سيلفا فأسكنها الشباك برأسه.
جاء الهدف الثاني بعد لعبة رائعة من نجوم الخط الأمامي للسيتي، فجاءت المُكافأة بالهدف الثالث الذي صنعه المُدافع ستونز للهداف هالاند في الدقيقة 78 لتحُسم المُواجهة تقريباً.
الإصرار على الفوز
أظهر لاعبو مانشستر سيتي شخصية قوية للغاية في الشوط الثاني، وبدا واضحاً أن رغبة السيتيزنز لحسم المُواجهة أكبر بكثير، ومُستندة أيضاً على عوامل قوة راسخة.
لم يهتز الخط الخلفي لرجال المُدرب جوارديولا في لحظات الضغط البافاري، وكان إيدرسون حاضراً بقوة في مرماه في الكرات الخطيرة التي وصلته.
قدم الفريق بكامل خطوطه مُباراة أقرب للكمال، فانطلق الظهيران، وتحرك نجوم الوسط، وقدم الخط الأمامي مُباراة رفيعة المستوى، ولكن كان دفاع أصحاب القمصان السماوية هو النجم فوق العادة.
استبسل ثلاثي الدفاع أكانجي ودياز وأكي ومعهم جون ستونز في الذود عن مرمى إيدرسون، ولم يكتفوا بذلك بل ساهموا بشكلٍ فعال في التهديد الهجومي فاقترب دياز وأكي من هز الشباك بفرصٍ شديدة الخطورة، ونجح ستونز في صناعة الهدف الثالث.
لم يخرج السيتي مُنتصراً رغم الثلاثية في صراع الاستحواذ على الكرة، واكتفى لاعبوه بنسبة استحواذ بلغت 44% فقط، ولكن تسديداتهم على المرمى وصلت إلى 9 كرات من أصل 17 تسديدة بشكلٍ عام، فيما اكتفى البافاريون بأربعة تسديدات في الشوط الثاني على المرمى من أصل 12 تسديدة بشكلٍ عام.
حسابات بافارية
سيكون على المُدرب توماس توخيل إعادة النظر في خياراته لمُباراة الرد، فكان واضحاً على سبيل المثال انهيار الأداء الدفاعي بوجود أوباميكانو.
وبدا واضحاً أيضاً ابتعاد خط الهجوم عن مستوى الفعالية المطلوب في هذه النوعية من المُواجهات، وسيكون عليه دراسة إمكانية مُشاركة ساديو ماني أساسياً في جولة الإياب إذا أراد تحريك المياه الراكضة في الثلث الأمامي.
وأنقذ يان سومر فريقه من هزيمة أثقل بكثير رغم توتره في الشوط الأول، وعلى مدار دقائق اللقاء نجح في التصدي لست كرات من بينهم خمسة تصديات لكرات من داخل المنطقة.
ولن تكون مهمة البايرن سهلة في مُباراة العودة، ولكن تبقى كل الأمور واردة فالمُستحيل ليس ألمانياً كما علمتنا الكرة، وستُجيب جولة الإياب على أرض ميونخ عن كافة الأسئلة المُعلقة.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : Sport 360 , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : Sport 360 مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.