ماهو العمر الأيضي والبيولوجي في كرة القدم وما علاقة محمد صلاح ورونالدو؟

موقع اخبار كورة - كرة القدم هي رياضة تعتمد بشكل كبير على اللياقة البدنية، السرعة، والقدرة على التحمل، وهي عوامل تتأثر بشكل مباشر بالعمر الأيضي والبيولوجي للاعبين.

ما هو العمر الأيضي والبيولوجي للرياضيين ؟

العمر الأيضي هو الحالة الفسيولوجية للجسم وقدرته على أداء المهام البدنية، بمختلف قياساتها، في حين يعني العمر البيولوجي التقدم الزمني الفعلي للاعب منذ ولادته.

ومع وصول العلوم الرياضية إلى أقصى مستوياتها إلى جانب التغذية الرياضية مع تطور أشكال التدريب المختلفة ، أصبح من الممكن للاعبين أن يحافظوا على أداء مذهل حتى في سن متقدمة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك يتقدمهم الثنائي محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي وكريستيانو رونالدو مهاجم النصر السعودي.

العمر الأيضي للاعب كرة القدم

العمر الأيضي يعتمد على عوامل مثل التمثيل الغذائي، القدرة على التعافي، وكفاءة الأنظمة الفسيولوجية (مثل القلب والرئتين والعضلات).

في ذروة أداء لاعب كرة القدم، التي غالبًا تكون بين 25 و30 عامًا، يكون الجسم في أعلى مستويات الكفاءة الأيضية:

القدرة الهوائية: تصل إلى ذروتها في منتصف العشرينيات، مما يسمح للاعبين بالجري لمسافات طويلة دون إجهاد كبير.

قوة العضلات: تكون في أوجها، مما يدعم التسارع والتسديد والالتحامات البدنية.

التعافي: يحدث بسرعة بفضل ارتفاع مستويات الهرمونات مثل التستوستيرون وهرمون النمو.

مع التقدم في العمر، تبدأ هذه القدرات في الانخفاض تدريجيًا. على سبيل المثال، بعد سن الـ35، تنخفض القدرة الهوائية بنسبة 5-10% كل عقد، وتقل مرونة العضلات، مما يؤثر على السرعة والتحمل. لكن التدريب الحديث، بما في ذلك تمارين القوة والتغذية المتقدمة، يمكن أن يبطئ هذا التراجع بشكل كبير.

العمر البيولوجي وتأثيره

العمر البيولوجي هو العمر الزمني الفعلي للاعب، وعادةً ما يُعتبر منتصف الثلاثينيات بداية مرحلة التراجع في الأداء.

تقليديًا، كان اللاعبون يفكرون في الاعتزال عند بلوغهم الـ35، لكن هذا التقليد تغير مع تحسن أساليب العناية بالجسم:

الإصابات: مع تقدم العمر، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابات، خاصة في الأربطة والمفاصل.

الخبرة: على الجانب الإيجابي، العمر البيولوجي الأكبر يمنح اللاعبين ذكاءً تكتيكيًا أعلى وقدرة على قراءة المباراة، مما يعوض أحيانًا النقص في السرعة أو القوة.

التكنولوجيا والعلاج: تقنيات مثل العلاج بالتبريد والتحليل البياني للأداء تساعد اللاعبين على إطالة مسيرتهم.

حتى الآن، تشير الدراسات إلى أن متوسط عمر اللاعب المحترف في الدوريات الكبرى (مثل الدوري الإنجليزي والإسباني) ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي.

في عام 2010، كان متوسط عمر الاعتزال حوالي 34 عامًا، بينما في 2025، أصبح من الشائع رؤية لاعبين يواصلون اللعب حتى 38-40 عامًا بفضل:

التغذية: برامج غذائية مخصصة تحافظ على كتلة العضلات وتقلل الالتهابات.

التدريب الذكي: التركيز على الوقاية من الإصابات بدلاً من الإجهاد المفرط.

العلاجات الطبية: تقنيات مثل حقن البلازما الغنية بالصفائح تعزز التعافي.

صلاح ورونالدو ومودريتش أشهر اللاعبين الكبار في السن بأداء مذهل

هناك لاعبون استثنائيون تحدوا قواعد العمر البيولوجي وحافظوا على أداء مذهل بفضل العمر الأيضي المتفوق. إليكم أبرزهم بناءً على آخر البيانات حتى فبراير 2025:

كريستيانو رونالدو (40 عامًا - مواليد 5 فبراير 1985)  

الفريق الحالي: النصر السعودي  

الأداء: لا يزال رونالدو يسجل الأهداف بمعدل مذهل، حيث تجاوز 20 هدفًا في الموسم 2024-2025 حتى الآن.  

السبب: نظام غذائي صارم (قليل الكربوهيدرات، غني بالبروتين)، تدريب يومي مكثف، واستخدام تقنيات التعافي مثل غرف الأكسجين. سرعته لا تزال تتجاوز 32 كم/ساعة، وهو رقم ينافس لاعبين أصغر بعشر سنوات.

ليونيل ميسي (37 عامًا - مواليد 24 يونيو 1987)  

الفريق الحالي: إنتر ميامي  

الأداء: قاد فريقه للفوز بلقب الدوري الأمريكي في 2024، مع تسجيل وصناعة أكثر من 30 هدفًا في الموسم.  

السبب: أسلوب لعب يعتمد على الذكاء التكتيكي أكثر من السرعة، مع برنامج تدريبي يركز على المرونة والقوة الأساسية. ميسي يعتمد على خبرته للتفوق حتى مع تراجع طفيف في قدرته البدنية.

لوكا مودريتش (39 عامًا - مواليد 9 سبتمبر 1985)  

الفريق الحالي: ريال مدريد  

الأداء: لا يزال أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، مع قدرة مذهلة على التحكم في إيقاع المباراة وسجل تمريرات حاسمة متميز في موسم 2024-2025.  

السبب: لياقة بدنية استثنائية، تدريب يركز على التحمل، واعتماد أسلوب لعب يقلل من الحاجة للسرعة الخام.

جيانلويجي بوفون (47 عامًا - مواليد 28 يناير 1978)  

الفريق الحالي: اعتزل في 2023، لكنه يستحق الذكر لأدائه حتى سن 45.  

الأداء: لعب حتى 2023 مع بارما، محققًا تصديات مذهلة، وحافظ على لياقته كحارس مرمى حتى اللحظة الأخيرة.  

السبب: تدريبات مخصصة لحراس المرمى، تركيز على ردود الفعل والمرونة، ونظام غذائي خالٍ من الدهون الزائدة.

العوامل المشتركة بين هؤلاء اللاعبين

الانضباط: التزامهم بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والابتعاد عن العادات الضارة.

التكيف: تغيير أسلوب اللعب ليتناسب مع قدراتهم الحالية (مثل الاعتماد على الخبرة بدلاً من السرعة).

التكنولوجيا: استخدام أحدث وسائل التعافي والتحليل البدني.

محمد صلاح (32 عامًا - مواليد 15 يونيو 1992)

محمد صلاح يُعتبر مثالًا بارزًا آخر يستحق الإضافة إلى هذا السياق، خاصة عند مناقشة العمر الأيضي والبيولوجي للاعبي كرة القدم وكيف يؤثران على الأداء.

الفريق الحالي: ليفربول  

الأداء: لا يزال صلاح أحد أفضل اللاعبين في العالم، حيث يواصل تسجيل الأهداف وصناعتها بمعدل مذهل في الدوري الإنجليزي الممتاز. في موسم 2024-2025، حتى الآن، سجل 30 هدف في جميع المسابقات وصنع أكثر من 21 مساهمة تهديفية ، مما يظهر استمرارية أدائه الاستثنائي.

علاقة محمد صلاح بالعمر الأيضي والبيولوجي

على الرغم من أن صلاح لم يصل بعد إلى المرحلة التي يُعتبر فيها "كبيرًا في السن" مثل رونالدو أو مودريتش (حيث يبلغ من العمر 32 عامًا فقط في صيف 2025)، إلا أن طريقته في الحفاظ على جسمه تجعله مرشحًا قويًا للانضمام إلى قائمة اللاعبين الذين يتحدون الزمن:

اللياقة البدنية: صلاح معروف بسرعته الفائقة (تتجاوز 34 كم/ساعة في ذروته) وقوته العضلية، وهي صفات لا تزال بارزة حتى الآن. هذا يشير إلى أن عمره الأيضي لا يزال في مرحلة الشباب مقارنة بعمره البيولوجي.

النظام الغذائي: يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا غنيًا بالبروتينات الخالية من الدهون (مثل الدجاج والسمك)، مع تجنب السكريات والدهون المشبعة، مما يساعد على الحفاظ على كتلة عضلية مثالية وتقليل الإصابات.

الانضباط: صلاح يشتهر بأخلاقيات عمله العالية، سواء في التدريبات أو في حياته الشخصية، حيث يتجنب العادات الضارة ويركز على التعافي (مثل النوم الجيد وجلسات اليوغا التي ذكرها في مقابلات سابقة).

إذا استمر صلاح في نفس نهجه الحالي من التدريب، التغذية، والعناية بالجسم، فمن المرجح أن نراه يقدم أداءً مذهلاً حتى منتصف الثلاثينيات أو أكثر.