موقع اخبار كورة - جزء كبير من متعة كرة القدم يبقى في الحماس ، في كل مباراة تتباين الانفعالات التي تتوزع ما بين الفرح بالمكسب والحزن بسبب الخسارة لكن يبقى في نفوسنا جميعًا شيء من الإعجاب باللعبة الحلوة والارتباط الوجداني بالنجوم في الملعب.
حتى اليوم ما زالت توابع رحيل أحمد مصطفى زيزو نجم نادي الزمالك المرتقب عن ميت عقبة وتعاقده المنتظر مع النادي الأهلي تتوالى ومعها تكثر التأويلات والتكهنات وفي ظل هذا الصخب تغيب حقائق كثيرة، ويُصَوَّر الأمر بوصفه انتصارًا لطرف على حساب آخر.
"ثقافة التريند" واصطياد اللقطة في قضية زيزو كما هو الحال في الكثير من القضايا الرياضية تتسبب في حجب جزء مهم من المعلومات التي يتم معها اختزال الصورة أو قصرها في زاوية ضيقة يراد لها أن تتضخم في إطار رغبة محمومة في وضع مزيد من التوابل على الخلطة.
كمدخل طبيعي لفهم الأمر في سياقه علينا أن نطرح سؤالاً مبدئياً، لماذا يتحول انتقال لاعب مثل زيزو من ناد إلى آخر - في حالة إذا تم بالفعل- إلى مثار للسجال والصخب ؟! أليس الأمر واردًاد ومحتملاً ؟!
أعلم يقينا أن الصورة لا تبدو بهذا القدر من البساطة وأن العلاقة بين النجم وفريقه أعمق من هذا بكثير لكن في اعتقادي أن علينا من أجل فك تشابكات وتعقيدات كثيرة أن نضع عدد من الحقائق الغائبة في مواجهة بعضها البعض حتى نضع الصورة برمتها في الإطار الصحيح على النحو الآتي:
الحقيقة الأولى : الاحتراف وقوانين العرض والطلب
كرة القدم في مصر كما في غيرها من دول العالم لعبة لها قواعد في مقدمتها الاحتراف الذي ينظم السوق وفق قواعد العرض والطلب ويجعل لكل لاعب سعر معين وفي ظل احتياجات الفرق وإمكانياتها تتم عمليات الانتقال وفي كل الأحوال فإن النجم أيًا كان اسمه يلعب في النادي الذي يرتدي قميصه ويحصل منه في الوقت ذاته على راتبه ولديه رغبة بشكل دائم في تقديم أفضل ما لديه.
الحقيقة الثانية : دين الجماهير في رقبة النجوم
لكل نجم مهما بلغت شهرته وموهبته دين من الصعب أن يوفيه حقه للجماهير التي منحته الكثير من الدعم والتشجيع خاصة في البدايات فالنجم لا يولد نجمًا لذا عليه أن يدرك أن لحظات الفراق خاصة في الثقافة العربية ترتبط بمشاعر سلبية في ظل العاطفة التي تحكم الكثير من تصرفاتنا، وبصريح العبارة فإن الانتقال من فريق إلى فريق منافس لن يخلو من انفعال لكنه يجب أن يكون لحظيا ولا يدوم طويلاً.
الحقيقة الثالثة: يرحل اللاعبون وتبقى الأندية
لا يتوقف مصير ناد على نجم مهما بلغت شهرته ، الزمالك بتاريخه الطويل قادر على أن نطوي الصفحة سريعا وزيزو من حقه أن يمضي في الطريق الذي اختاره لنفسه، من مصلحتنا جميعا أن نبدأ من أول سطر جديد.
الحقيقة الرابعة :الثمن الفادح للخطأ
في داخل البيت الزملكاوي أظن أن الجميع مطالبون بمراجعة أنفسهم فإذا افترضنا أن ثمة خطأ في رحيل زيزو المرتقب عن ميت عقبة فالسبب الأساسي هو أن هناك من قرر بقصد أو بدون قصد أن يترك ملفاً بكل هذا القدر من الأهمية معلقًا طوال هذه الفترة ودون أي حسم ، عندما تترك أعواد الثقاب في أيدي الصغار لا تندم بعدها إذا احترق المنزل !
الحقيقة الخامسة : فضيلة عدم تصدير الأزمات
على الكثير من الأندية ومجالس الإدارات أن تكون أكثر شجاعة وحسمًا في التعامل مع الملفات الخاصة بها وأن تكون أكثر وعيًا في التقريب بين الجماهير وبناء حالة من الوعي الجمعي بأن الرياضة مكسب وخسارة وأن التعصب مجرم بقوة الأخلاق والدين والقانون.
في آخر المطاف علينا أن ندرك أمرين مهمين:
أولا- نادي الزمالك قبل وبعد زيزو بكل تاريخه أحد أكبر الأندية المصرية والعربية وليس لدي على المستوى الشخصي أدنى شك في أنه قادر على أن يواصل تفريخ المزيد من المواهب الكروية .
ثانيا- أحمد سيد زيزو أحد نجوم الكرة المصرية ولا يمكن لأي شخص أن يهيل التراب على تاريخه أو أن يصادر حقه في تقرير مصيره وحسم مستقبله.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : كورة بلس , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : كورة بلس مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
أخبار متعلقة :