توروب وعبدالرؤوف.. معركة العقول تشعل نهائي السوبر المصري

موقع اخبار كورة - تترقّب جماهير الكرة المصرية والعربية نهائي كأس السوبر المصري 2025 يوم الأحد المقبل، حين يتقابل الأهلي مع غريمه التقليدي الزمالك على أرضية استاد محمد بن زايد في أبو ظبي، في مواجهة تحمل كل معاني الإثارة والتاريخ، بعد أن نجح الفريقان في تخطي عقبتين قويتين في نصف النهائي.

الأهلي.. خبرة تحسم المواعيد الكبرى

دخل الأهلي نصف النهائي أمام سيراميكا كليوباترا بثقة البطل، لكنه لم يجد الطريق مفروشًا بالورود، فالمباراة شهدت فترات من التوتر وتبادل السيطرة، قبل أن يحسمها "المارد الأحمر" بنتيجة 2-1 بفضل تماسكه وخبرته في مثل هذه المواجهات.

افتتح محمود تريزيجيه التسجيل للأهلي في الدقيقة 19 بعد جملة هجومية متقنة بدأت بعرضية أحمد سيد زيزو، لينهيها جناح المارد الأحمر برأسية قوية في الشباك.

لكن سيراميكا لم يتراجع، ونجح في إدراك التعادل عبر مروان عثمان بالدقيقة 41 بعد ضغط متواصل على دفاع الأهلي.

في الشوط الثاني، ظهر الأهلي أكثر تحفظًا، وبدأ في إدارة المباراة بعقلانية، مستفيدًا من خبرة عناصره الدولية وقدرتهم على التحكم في الرتم.

وبرغم محاولات سيراميكا الجادة للعودة، فإن الفوارق الفردية والجماعية كانت في صالح الأهلي الذي حسم اللقاء في الوقت المناسب.

تحليل فنيًا، أظهر الأهلي مرونة كبيرة في التحوّل من الدفاع للهجوم، وكان أداء تريزيجيه ومحمد هاني على الأطراف أحد أبرز مفاتيح الفوز، في حين نجح الدفاع بقيادة ياسر إبراهيم في التعامل مع الهجمات المرتدة الخطيرة.

ومع ذلك، ظهرت بعض الثغرات في العمق الدفاعي، خصوصًا خلال الشوط الأول، وهو ما قد يستغله الزمالك في النهائي إن لم يتم تداركه.

الزمالك.. صلابة دفاعية وأعصاب من حديد

أما الزمالك، فقد خاض مواجهة تكتيكية من العيار الثقيل أمام بيراميدز، وانتهت بالتعادل السلبي 0-0 في الوقت الأصلي، قبل أن يحسمها بركلات الترجيح بنتيجة 5-4.

المباراة كانت مغلقة إلى حد كبير، إذ لعب الفريقان بحذر مفرط، مع تفوق تكتيكي واضح في التنظيم الدفاعي من جانب الأبيض، الذي عرف كيف يغلق المساحات أمام قوة بيراميدز الهجومية بقيادة أحمد عاطف قطة ومحمود زلاكا.

المدرب اعتمد على الكثافة في وسط الملعب بقيادة أحمد ربيع ومحمد شحاتة، مع ترك حرية الحركة الهجومية لـ ناصر ماهر، الذي قدّم واحدة من أفضل مبارياته منذ انضمامه للزمالك، وصنع أكثر من فرصة خطيرة.

ورغم غياب الأهداف، إلا أن الزمالك خرج من اللقاء بأهم مكسب ممكن: الثقة.

فبعد سلسلة من المباريات الصعبة، أظهر الفريق شخصية قوية وثباتًا انفعاليًا أمام الضغط، ونجح في الحفاظ على تركيزه حتى ركلات الترجيح، التي نفذها باقتدار كبير.
ولعل ما يميز الأبيض حاليًا هو التماسك الدفاعي، وقدرته على امتصاص الضغط، وهو سلاح مهم قبل مواجهة الأهلي في النهائي.

قراءة فنية قبل القمة

من الواضح أن مواجهة الأحد ستكون مختلفة عن كل ما سبق، فالأهلي يدخلها بثقة الانتصار والأداء المتوازن، بينما يدخل الزمالك بروح معنوية عالية بعد تفوقه في ركلات الترجيح وظهور شخصية البطل في المواقف الصعبة.

الأهلي يمتلك قوة هجومية منظمة بقيادة تريزيجيه ورضا سليم، مع دعم خط الوسط بقيادة أليو ديانج وعمرو السولية.

في المقابل، الزمالك يعتمد على الصلابة الدفاعية وذكاء ناصر ماهر في صناعة اللعب، إلى جانب سرعة أحمد سيد زيزو الذي يمثل التهديد الأكبر لأي دفاع.

من الناحية التكتيكية، قد نشهد مباراة يغلب عليها الحذر في بدايتها، فالأهلي سيحاول فرض أسلوبه بالاستحواذ والضغط العالي، بينما سيبحث الزمالك عن المرتدات السريعة واستغلال المساحات خلف دفاع الأهلي.

معركة العقول.. ييس توروب vs عبد الرؤوف

المواجهة ستكون أيضًا صدامًا تكتيكيًا بين مدربين من مدارس مختلفة:

المدرب الدنماركي ييس وتوروب يعتمد على المرونة التكتيكية والضغط المستمر، وهو يفضّل الحسم المبكر وتجنب الدخول في دوامة الأعصاب.

في المقابل، أحمد عبد الرؤوف مدرب الزمالك يراهن على التنظيم والانضباط الدفاعي، مع التحول السريع للهجوم، وقد أثبت أمام بيراميدز أنه قادر على قراءة المباراة بدقة وتعديلها في الوقت المناسب.