ملاحظات من فوز مانشستر يونايتد على فياريال .. انتصار وهمي

من السهل جداً الحديث عن انتفاضة مانشستر يونايتد في النصف ساعة الأخيرة التي قلب فيها الطاولة على فياريال وانتصر خلالها بهدفين مقابل هدف، لكن في الواقع هذا نفاق كروي، لأن الانتصار جاء بعد معاناة شديدة، بل يمكننا القول أن الشياطين الحمر خطفوا انتصاراً غير مستحق على أرضية ميدانهم ملعب أولد ترافورد.

أولي جنار سولشاير استجاب لضغوط الجماهير ووسائل الإعلام في مباراة اليوم وقرر إبعاد فريد من التشكيلة الأساسية، وأقحم الثنائي بول بوجبا ومكتومناي في محور خط الوسط، كما اعتمد على الرباعي برونو فيرنانديز، ماسون جرينوود وجادون سانشو وكريستيانو رونالدو في خط المقدمة.

الشكل الباهت الذي ظهر عليه مانشستر يونايتد لم يكن سببه الأسماء في التشكيلة ولا حتى توظيف اللاعبين داخل الملعب، وإنما الاستراتيجية العقيمة التي يتبعها أولي جنار سولشاير أولاً، وعدم دراسته لفياريال ثانياً. وفي هذا التقرير سوف نستعرض لكم أبرز الملاحظات المهمة من المباراة:-

الضغط العالي الوهمي لمانشستر يونايتد

هناك قواعد وأسس للضغط العالي على الخصم في مناطقه، ويجب الالتزام بها بشكل صارم لأنها استراتيجية خطيرة تكلف الفريق كثيراً في حال لم تطبق بالشكل الصحيح. وفي الحقيقة، سولشاير ليس لديه أي دراية بها.

قصص سبورت 360

طوال الشوط الأول مانشستر يونايتد كان يضغط على دفاعات فياريال لكن بشكل وهمي، مجرد وقوف المهاجمين أمام رباعي خط الدفاع، بدون أدنى فكرة لما يجب القيام به بعد ذلك، أو ما هو الهدف أساساً من تقدم اللاعبين إلى هذا الحد.

أحد أشكال الضغط الشهيرة التي تمارسها الفرق الكبيرة ضد الفرق المتوسطة هو إغلاق زوايا التمرير بشكل كامل على حامل الكرة، لكن مانشستر يونايتد لم يكن يفعل ذلك أبداً، وهذا يعود إلى عدم تقدم الظهيرين لمراقة أجنحة فياريال، وتحفظ ماكتومناي بمراقبة اللاعب الذي يسقط في العمق من الغواصات.

فياريال كان يستغل الشكل الوهمي لضغط مانشستر يونايتد لكي يخرج بالكرة بكل سهولة، حتى أننا لا يمكننا تسميتها بالهجمات المرتدة، هي هجمة منسقة بشكل طبيعي، لكن عدم ترابط منظومة اليونايتد جعلت هذه الهجمات تبدو كأنها ارتداد سريع من الغواصات. وكان يمكن أن ينتهي الشوط الأول بخسارة رونالدو ورفاقه بهدفين أو أكثر.

تثبيت رونالدو كرأس حربة تقليدي

نعم، رونالدو لم يعد لاعب جناح منذ عدة سنوات، وموسم بعد الآخر يصبح أقرب لمنطقة الجزاء، لكن سولشاير ما زال لا يفهم كيف يستفيد من الدون ويجعله خطيراً، وهذا بسبب الثبات الممل لمراكز اللاعبين في خط المقدمة، بحيث لا نشهد أي تبادل للمراكز لخلخلة دفاعات الخصم، الأمر الذي يجعل من السهل احتواء الدون.

رونالدو يحتاج للاعبين بجواره يلعبون في العمق ويتبادلون معه المراكز، مثل موراتا وديبالا وكريم بنزيما، وهذا الدور يجيده جيسي لينجارد في مانشستر يونايتد، وإدينسون كافاني، لهذا شعرنا بخطورة المهاجم البرتغالي بشكل كبير في النصف ساعة الأخيرة.

سولشاير لم يحضر لفياريال

مشكلة سولشاير في مباراة اليوم أنه لم يحضر لفياريال، حيث تشعر أنه أعد الأسلوب والتشكيلة لمواجهة فريق في الدوري الإنجليزي، وهذا يتمثل بالضغط الناعم، وترك المساحات، وعدم تكثيف الهجوم بالقدر المطلوب.

الفرق الإسبانية لا يمكن اختراقها والتعامل معها بهذه الطريقة أبداً، فإذا لم تضغط بشكل صحيح، وتهاجم بكثافة عددية كافية، وتحاول إغلاق العمق، فسوف تكون العواقب وخيمة، وشاهدنا اليوم كيف أهدر فريق الغواصات شلال من الفرص السهل، وكيف عانى اليونايتد من خلق الفرص في المقابل حتى النصف ساعة الاخيرة.