"أي فعل من أي شخص يتم إخراجه من سياقه فهو ملعون"
سيرجيو بوسكيتس هو أفضل لاعب في المراحل النهائية من بطولة دوري الأمم الأوروبية بعد تقديم مباراتين على أعلى مستوى أمام بطل يورو 2020، إيطاليا، وبطل كأس العالم 2018، فرنسا.
جافي يصبح أصغر لاعب في تاريخ إسبانيا مشاركة، وظهر بشكل رائع أمام وسط مكون من ماركو فيراتي وجورجينيو وتفوق بشكل ملحوظ.
ديباي ساهم في عديد الأهداف خلال الفترة الماضية مع منتخب بلاده سواء بالصناعة أو التسجيل رغم بداية متوسطة مع برشلونة.
نماذج مختلفة للاعبين تصفهم الجماهير بالعاهات تارة والصغار غير القادرين على قيادة الفريق تارة، بل حتى ويخرج مدربهم بين الحين والآخر ليصرخ بعد كل إخفاق بأنّه لا يمكن طلب المزيد من هذه المجموعة والوصول للمركز الرابع في الليجا إنجاز.
ورغم كل ذلك، نجدهم ينتظرون فترة التوقف الدولي ليتألقون مع منتخبات بلادهم ويصنعون الحدث، ولكن تنتهي فترة التوقف ويعود كل منهم لبرشلونة ليصبح ملعونًا.
كل شيء خارج السياق ملعون
في حفل توزيع الأوسكار عام 2000 حصل كيفين سبايسي على جائزة أفضل ممثل على فيلمه "American Beauty" أو الجمال الأمريكي إن أردت الترجمة، وأثناء حصوله على الجائزة وبعد شكر كل هؤلاء الذين وقفوا بجواره، قال أحد أبرز الجمل الملهمة في تاريخ خطابات الأوسكار.
"أي فعل من أي شخص يتم إخراجه من سياقه فهو ملعون"
بالطبع كان يتحدث عن شخصية "ليستر" التي ظهرت في الفيلم، ولكن هذا ليس موقفنا الآن، نحن فقط نحتاج إلى هذه الجملة، السياق.
لماذا يظهر أغلب نجوم برشلونة بشكل متوسط مع الفريق وبشكل أفضل مع منتخبات بلادهم؟ السياق.
لا يوجد لاعب عظيم بمفرده ولا لاعب سيء بمفرده، ولكن هناك منظومة تقتل ومنظومة تنقذ، منظومة ترفع ومنظومة تُسقط، هناك سياق يحكم ويتحكم في النتيجة النهائية لمردود كل لاعب.
السياق هو من جعل فريق بايرن ميونخ يخسر مع نيكو كوفاتش أمام فرانكفورت بالخماسية، ثم بعدها مع مدرب آخر في سياق آخر هو هانز فليك يحطم كل المنافسين ويحقق السداسية التاريخية.
السياق في كرة القدم مقصود به المنظومة، ونعم كل لاعب حتى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بحاجة إلى المنظومة.
اقرأ أيضًا:- انهيار نيمار .. كيف "قتل" والده والجمهور إنسانية ابن البرازيل!
بيرلو تألق مع كارلو أنشيلوتي بسبب وجود منظومة جعلته ارتكازًا فريدًا من نوعه رغم أنّه لم يكن يملك القدرات البدنية وذلك بوجود جاتوزو الذي قام بهذا الدور عوضًا عنه.
زيدان قرر الاعتماد على كاسيميرو بجوار مودريتش وكروس وضحى بنجم هو خاميس رودريجيز ليحقق بعدها دوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي، لا نقول هنا إن كاسيميرو أفضل من خاميس ولا وجه للمقارنة أصلا لكن السياق والمنظومة احتاجت كاسيميرو أكثر من رودريجيز.
هذا ما يحدث في إسبانيا، منظومة لعب مميزة من لويس إنريكي يستخدم فيها بوسكيتس وجافي وجارسيا ومن قبلهم في يورو 2020 كان بيدري وألبا بشكل أفضل من استخدام كومان لهم، فبالتالي ماذا يحدث؟ يظهر كل لاعب بأفضل نسخة لديه.
المنظومة ساعدت بوسكيتس نفسه على أن يكون من أهم نجوم برشلونة في النصف الثاني بعد تحول الشكل إلى 3-5-2 وأعطته المجال لنثر سحره بتمريراته الكاسرة لخطوط المنافس، بل حتى تسبب ذلك في تطور فرينكي دي يونج وتقديم نسخة أفضل بمراحل من نسخته الحالية.
ولكن كومان لا يتعلم، ولا حتى من نفسه، وبالتالي هؤلاء الذي يبدعون مع بلادهم، يصبحون أشباحًا في "كامب نو".
ابتسم تبتسم لك الحياة
لو سألت أي شخص عن وظيفة أحلامه فربما تتعدد الإجابات، لكن لو سألتهم عن الظروف التي تجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم في هذه الوظيفة فلن تتغير الإجابات كثيرًا.
بحسب علم الإدارة، فإنّ وظيفة كل رئيس أن يوفر لمرؤوسيه البيئة المناسبة والآمنة لتقديم كل ما لديهم، بل لو نجح حتى في ذلك فسيكون كافيًا ليصبح رئيسًا عظيمًا.
في برشلونة لا يوجد هذه البيئة، بل هي بيئة عدائية تلعن الكل وتصب الغضب على الجميع، ومدرب يرى نفسه أفضل ما يمكن أن يحظى به برشلونة في الوقت الراهن فيخرج ليركل ويرفص الجميع في وسائل الإعلام وهو عاجز عن صناعة فرصة واحدة أمام قادش وبنفيكا.
بيئة تقول للجميع إنهم أهداف سهلة ويمكن التخلص منهم دون معاناة، فحتى الهداف التاريخي رحل عن النادي لأسباب اقتصادية، وربما يحاول جوان لابورتا توفير الأمان للشباب بتجديد عقد بيدري القريب والمحاولة مع أنسو فاتي وجافي والبقية، لكن هناك نماذج شابة لم ترى الأمان مثل موريبا مع الإدارة وريكي بوتش مع المدرب.
اقرأ أيضًا:- ظالم أم مظلوم .. بوسكيتس وألبا ينسفان انتقادات جماهير برشلونة!
البيئة فاسدة، لا تصلح أبدًا للإبداع والاسترخاء وتقديم الأفضل والاستمتاع بكل يوم داخل النادي سواء في الملعب أو التدريبات.
ومن الضحية السهلة؟ اللاعبون فقط أو المدرب فقط وكأن هؤلاء يعيشون دون سياق يحيط بهم وكأنهم ليسوا بشرًا لديهم مشاعر تتأثر وتؤثر على المستوى العام.
لماذا يظهر نجوم برشلونة بشكل أفضل مع منتخبات بلادهم؟ لأن هناك مدربًا عاجز عن إيجاد السياق الفني القادر على الاستفادة من لاعبيه، بل ويضع بعضهم أحيانًا في مراكز مصممة فقط لإظهارهم بشكل أسوأ.
ولأن المدرب في شجار مع الإدارة، والإدارة في أزمة اقتصادية، والإعلام يستغل هذا وذاك لأجل الضجة والمزيد من الأخبار، والجمهور يصب غضبه على أقرب عنصر دون نظرة شاملة.
إن أراد برشلونة العودة، عليه بالهدوء والصبر والتفكير والنظر للصورة الكاملة بدل من لعن أقرب شخص وكأنّ رحيله فقط هو الحل.
أي شيء خارج السياق ملعون، وبرشلونة خارج السياق مدموم!انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمة
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.