فهد المولد .. ما الذي تريده؟ ألا يكفيك ما فعلته بكورونادو!

خسر الاتحاد أمام الشباب بهدفين دون رد، ولم يكتف نجمه فهد المولد بتقديم أداء مخيب جدًا لمدة ساعة من اللعب، والتسبب بقصد أو دونه بتراجع مستوى زميله إيجور كورونادو .. بل أساء لنفسه وفريقه بالخروج غاضبًا حين قرر المدرب كوزمين كونترا تغييره.

الاتحاد بدأ الموسم جيدًا، بغض النظرعن الخسارة أمام الفيحاء، ووصل إلى الصدارة وهزم النصر والأهلي، ولكنه دخل مرحلة من الشك في المباراتين الأخيرتين، بتعادله مع التعاون وخسارته أمام الشباب، والأهم تقديمه لأداء متواضع في المباراتين على الصعيدين الفردي والجماعي.

الفريق أحوج ما يكون الآن إلى الهدوء والتعامل الإيجابي من جميع عناصره، وبالتالي لا داعٍ أبدًا لما فعله أحد قادة الفريق "فهد المولد" بخروجه الغاضب من الملعب خلال تغييره، خاصة أن المدرب كان محقًا تمامًا في إخراجه بل ربما تأخر عن اتخاذ هذا القرار.

المولد لم يُقدم خلال المباراة أي شيء يُذكر، اكتفى بـ3 تسديدات قطع الدفاع 2 منهن ومرت واحدة إلى المرمى تعامل معها فواز القرني، فيما مرر 13 تمريرة فقط كان منها 12 سليمة لكنها كانت تمريرات عادية وسهلة.

لهذا خروجه من الملعب ومنح الفرصة لزميله الجيد جدًا عبد العزيز البيشي كان قرارًا منطقيًا تمامًا من المدرب الروماني، بل ربما تأخر نظرًا لتأثير المولد السيئ والسلبي على كورونادو، وهنا أوجه رسالة لكونترا .. ألا ترى ما يحدث في الملعب؟

ما الذي يحدث في الملعب وكيف يُؤثر المولد سلبًا على أداء كورونادو؟

المولد اعتاد اللعب في خانة الجناح المهاجم لكن ليس على طرف الملعب، أي لا يتحرك طوليًا على الخط ويدخل لتمرير الكرة عرضيًا، بل هو يلعب في الجناح لكن كمهاجم ثانٍ يقتحم منطقة الجزاء ويحوم حولها لمحاولة التسديد أو المراوغة.

كوونادو يلعب كصانع لعب خلف المهاجم، لكنه يجمع بين خصائص صانع اللعب والتريكوارتيستا، أي يُمكنه التمرير الذكي وصناعة الأهداف والفرص، وكذلك الانطلاق والمراوغة والتسديد واقتحام منطقة الجزاء والتحول إلى مهاجم.

عمليًا، أدوار اللاعبين والأهم "مساحات" تحركهما بينهما تداخل كبير في الملعب، لذا الحل إما أن يلعب أحدهما ويجلس الآخر أو يبحث المدرب عن حل تكتيكي ما يُتيح وجودهما معًا في الملعب.

الصورة أعلاه تُوضح تحركات كورونادو خلال مباراة أبها التي سجل بها هدف وصنع ثلاثة، وتحركاته خلال لقاء اليوم أمام الشباب الذي لم يُقدم به الأداء المطلوب.

كما نرى في يسار الصورة، أمام أبها كان يتحرك على حدود منطقة الجزاء وداخلها ويتجه للجانب الأيسر لكن ليس كجناح يلعب في أقصى اليسار بل كصانع لعب يعود للوسط أحيانًا لاستلام الكرة وتوزيع اللعب ورؤية اللاعبين بشكل أفضل.

وفي يمين الصورة، لم يجد المساحة أمام منطقة الجزاء خلال مباراة الشباب لأن فهد المولد يتحرك فيها، ولذا تحرك أكثر في الجانب الأيسر وكأنه هو المهاجم الطرفي الأيسر والمولد هو صانع اللعب أو المهاجم الثاني.

والصورة أعلاه تُوضح تحركات فهد المولد اليوم لتؤكد أنه تحرك كمهاجم متحرك وصانع لعب أكثر من تحركه كجناح أيسر، أي تحرك في المساحة التي يجب أن يتحرك فيها كورونادو

الآن بالنظر لأداء وفعالية المولد وكورونادو خلال الموسم الجاري .. يتضح جليًا أنه إن وجب التضحية بأحدهما، يجب أن يكون اللاعب السعودي! 

وجود العبود والبيشي حول كورونادو هو المفتاح الأهم لعودة البرازيلي إلى مستواه وفعاليته وإنتاجه الوفير على صعيد إحراز وصناعة الأهداف، وخروج المولد من التشكيل الأساسي ليس بالخسارة الكبيرة بل صدقًا ومع كامل الاحترام للاعب وموهبته فهو مكسب للفريق حتى يستعيد مستواه الممتاز ويقلب الموازين لصالحه.