تصريحات منسوبة وتعنت وانحياز لأوروبا .. أمم إفريقيا تتحدى الأزمات

GOAL [2] 0 تعليق 1 ارسل طباعة تبليغ حذف

تنطلق في التاسع من يناير 2022 النسخة الثالثة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية، والتي كان من المفترض إقامتها في عام 2021، لكن تأجلت لعام كامل بسبب جائحة فيروس كورونا.

البطولة التي تشهد مشاركة 24 منتخبًا للمرة الثانية في تاريخها، حملت معها العديد من المواقف التي أثارت الجدل حول إمكانية إقامتها من الأساس.

الأزمات أحاطت ببطولة أمم إفريقيا قبل انطلاقها بعدة أشهر، وسط تصريحات تهاجم البطولة من جهة، وتعنت في المواعيد من جهة أخرى، بالإضافة إلى الخطر الأكبر بطبيعة الحال، جائحة فيروس كورونا.



جاء ظهور المتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا ليثير الذعر من جديد في جميع أنحاء العالم، ويهدد كرة القدم بشكل كبير.

المتحور "أوميكرون" هو الأسرع انتشارًا على الإطلاق لفيروس كورونا، وهو ما تؤكده الأرقام في جميع أنحاء العالم.

ومع زيادة الأعداد، كاد فيروس كورونا يعصف بأمم إفريقيا مرة أخرى، وهذه المرة لم يكن الأمر ليقتصر على التأجيل.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ومع وصول المنتخبات إلى الكاميرون، ظهرت العديد من الإصابات بين اللاعبين والأطقم الفنية.

وتم الإعلان عن إصابة بيير إيمريك أوباميانج وماريو ليمينا من الجابون، بالإضافة إلى عدم سفر عصام الحضري مدرب حراس مرمى مصر ومحمد أبو جبل الحارس الثاني بسبب الإصابة، وهذه مجرد أمثلة بسيطة لما تعانيه منتخبات إفريقيا مع فيروس كورونا قبل انطلاق البطولة.

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، التي هاجم فيها الفيفا وكرة القدم الأوروبية، وتحداهم نصرةً للقارة السمراء خلال استضافة بلاده لكأس الأمم الإفريقية 2022.

صامويل إيتو الذي جال في الملاعب الأوروبية على كاهله مسؤولية كبيرة في هذه الأثناء لاستضافة الكاميرون المونديال الإفريقي، والذي يأتي في وقت تفشي فيروس كورونا في العالم ومعاناة الجميع مع هذا الوباء ومتحوره أوميكرون.

المنتشر أن إيتو قال أن المنصة الشرفية للملعب الذي سيستقبل افتتاحية كأس الأمم الإفريقية لن يتضمن سوى أساطير القارة السمراء فقط.

وذهب الأسطورة الكاميرونية للهجوم على رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، بالقول أنه لن يجلس في الأعلى وأسطورة إفريقيا والكاميرون، روجيه ميلا في الأسفل.

يُضاف إلى ذلك ما قيل أن إنفانتينو أعرب عن أسفه من هذه التصريحات، بل وخرج وأكد استحالة المساواة بين إفريقيا وأوروبا في المقاعدة بالمونديال نظرًا لاختلاف المستوى في كرة القدم بين القارتين.

والحقيقة أنه لا يوجد أي مصدر لتصريحات إيتو حول المنصة الشرفية لافتتاح كأس الأمم والهجوم على الفيفا وإنفانتينو بهذا الحد.



خرج الألماني يورجن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي قبل مواجهة فريقه أمام بورتو البرتغالي في الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا ليصف كأس أمم إفريقيا بأنها "بطولة صغيرة".

تصريحات كلوب لم تمر مرور الكرام، حيث تعرض لهجوم من أحد الصحفيين الأفارقة بعد مباراة بورتو.

أحد الصحفيين اتهم كلوب بالتقليل من قيمة أمم إفريقيا، ليحاول بعد ذلك المدرب الألماني الدفاع عن نفسه.

كلوب أكد أن سياق تصريحاته لم يُفهم كما ينبغي، وأنه لم يكن أبدًا ليفكر بتلك الطريقة.

حتى قبل أسبوعين، لم يكن من المعلوم إمكانية إقامة البطولة من الأساس، بسبب عدم إنهاء الكاميرون، البلد المستضيف، لكافة الأمور المتعلقة بالبنية التحتية للبطولة.

وخرجت تقارير تفيد باستعداد مصر والمغرب لاستضافة البطولة إذا لم تكن الكاميرون جاهزة لذلك.

لكن باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم شدد أثناء تواجده في الكاميرون قبل أسبوعين على إقامة البطولة على انطلاقها في موعدها.

في الصيف الماضي، شهدنا إقامة بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2020"، والتي نظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في 11 دولة مختلفة دفعة واحدة.

"يورو 2020" تم تأجيلها من موعدها الأصلي في يونيو 2020 لمدة عام كامل، لكن لم يتم بعد ذلك أي حديث عن تأجيل آخر.

"يويفا" تحدى الجميع حينها، ونظم البطولة في يونيو ويوليو 2021، وهو ما ترتب عليه حينها تغيير "فيفا" لخططه بإقامة كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة.

"يويفا" تمادى وتمسك بإقامة المباريات بجماهير في كافة المدن المنظمة، رغم عدم السيطرة بالكامل على فيروس كورونا.

وحينها وافق "يويفا" على أن تقام المباريات في ملاعب تتراوح سعة الحضور فيها بين 33 إلى 100% حسب استعداد كل مدينة ووضعها مع الجائحة.

تضافر كل الجهود حينها من "فيفا" و"يويفا" والسلطات الصحية في المدن المستضيفة، يؤكد أن ما يحدث مع أمم إفريقيا والمطالبة بتأجيلها هو حالة كيل بمكيالين غير تقليدية، وأنهم بالفعل ينظرون بدونية إلى البطولة.

جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أكد دعمه الكامل لتغيير موعد بطولة أمم إفريقيا، رغم تشديده على أهمية البطولة.

إنفانتينو قال في تصريحات خلال اجتماع مع أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم: "أمم إفريقيا تقام كل عامين، ونحن نفهم أهميتها،  قبل أعوام قليلة لم يكن أحد يهتم بأن البطولة تُلعب في الشتاء ولكن الآن أصبح الأمر مشكلة لأن لاعبين أفارقة كثر يلعبون لأندية كبرى".

وأضاف السويسري: "تلك الأندية تخسر لاعبيها خلال فترة هامة من الموسم. إذا استطعنا تغيير المواعيد، والتأكد من لعب كأس الأمم الإفريقية خلال نافذة سبتمبر الدولية بدلا من يناير وفبراير، سنحل مشكلة كبيرة لدوريات كثيرة تضم لاعبين أفارقة".

حسنًا، هنا تصريحات إنفانتينو تفتقر إلى الدقة، حيث أن الموعد التقليدي للبطولة هو أن تُقام في الشتاء بسبب الظروف المناخية في القارة، وطالما ظهر فيها نجوم يلعبون لأكبر الأندية الأوروبية، الأمر ليس جديدًا أبدًا.

رابطة الأندية الأوروبية، وقبل أسبوعين من انطلاق أمم إفريقيا، وجهت رسالة إلى "فيفا" تهدد فيها بعدم ترك لاعبيها للمشاركة مع منتخبات بلادهم في البطولة.

وتحصنت رابطة الأندية الأوروبية بالبروتوكولات الخاصة بفيروس كورونا، في ظل انتشاره السريع.

وجاء في الرسالة: "على حد علمنا، لم يعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حتى الآن عن بروتوكول طبي وتشغيلي لكأس أمم إفريقيا، وفي غيابه لن تتمكن الأندية من تحرير لاعبيها من أجل البطولة".

وبالإضافة إلى البروتوكولات الصحية للبطولة، تحدثت رابطة الأندية الأوروبية عن خطر غياب اللاعبين الدوليين عن فرقهم لفترة أطول مما كان متوقعًا سابقًا، وذلك بسبب "الحجر الصحي وقيود السف" المرتبطة بشكل خاص بتفشي متحور أوميكرون.

واستناداً إلى القواعد المخففة لتسريح اللاعبين الدوليين والتي أكدها فيفا عدة مرات منذ أغسطس 2020، يمكن للأندية الامتناع عن تسريح لاعبيها إذا كان "الحجر الصحي لمدة خمسة أيام على الأقل إلزامياً لدى الوصول" إلى البلد الذي يلعب فيه المنتخب الوطني أو لدى العودة إلى الفريق الذي يلعب فيه اللاعب.

وأكد المجلس الإداري لرابطة الأندية الأوروبية في ديسمبر الماضي على ضرورة احترام هذه المبادئ بشكل صارم كما جاء في الرسالة.

موقف آخر من الاتحاد الدولي لكرة القدم أظهر خلاله عدم احترامه للمنتخبات المشاركة في البطولة، وبالتحديد منتخب مصر، مع إعلان موعد بطولة كأس العالم للأندية 2021.

"فيفا" أعلن انطلاق مونديال الأندية 2021، الذي تستضيفه الإمارات، في الفترة بين 3 و12 فبراير القادم، وهي الفترة التي تشهد إقامة المراحل النهائية من أمم إفريقيا.

ويبدو أن "فيفا" لم يحترم مشاركة منتخب مصر في أمم إفريقيا، بالنظر إلى أن الأهلي يمثل قارة إفريقيا في كأس العالم للأندية، بصفته بطل دوري أبطال إفريقيا.

وإذا ما واصل منتخب مصر مشواره في البطولة، فإن الأهلي سيفتقد بالتأكيد لستة من بين أهم لاعبيه في كأس العالم للأندية.

ورغم محاولات الأهلي واتحاد الكرة المصري الحثيثة لتأجيل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية لأيام قليلة، إلا أن "فيفا" أصر على موقفه في تعنت واضح ضد ممثل إفريقيا في البطولة.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق