جمع للقمامة، خيانة وابتزاز .. حكايات هيرفي رينارد

لاعب متواضع، قلب دفاع دون أي إنجازات تُذكر، مدرب متألق، ملك أفريقيا المتوج بلقبين قاريين، وحش مع المنتخبات و"قطة" مع الأندية، متخصص إحياء الأحلام الميتة .. إنه المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

صاحب الـ53 عامًا وبعد مسيرة ذهبية في أفريقيا مع منتخبات زامبيا وكوت ديفوار والمغرب قرر الرحيل إلى آسيا للعمل مع المنتخب السعودي، والبدايات تبدو مبشرة للغاية في تصفيات القارة لنهائيات كأس العالم 2022.

اقرأ أيضًا | 

كواليس وحكايات حياة رينارد الشخصية ومسيرته المهنية كثيرة ومثيرة، اليوم نستعرض أبرزها ... 

مسيرة رينارد كلاعب لم تكن كبيرة كما يعلم الجميع، ولذا كان طبيعي أن يُعاني بعد اعتزاله كرة القدم لكسب رزق يومه.

الفرنسي لن يجد أمامه سوى تأسيس شركة لتنظيف المحال التجارية وجمع القمامة ليلًا، وقد امتهن تلك المهنة قبل أن يحترف التدريب.

وقد قال عن ذلك قبل خوض نهائي كأس الأمم الأفريقية مع زامبيا عام 2012 "

رينارد نفسه تحدث عن هذا الأمر قبل خوض نهائي كأس أمم إفريقيا 2012 مع زامبيا، إذ قال "كنت أجمع القمامة في فرنسا لمدة 8 سنوات، والآن سأخوض نهائي كأس أمم أفريقيا".

علاقة رينارد بالقارة السمراء على المستوى المهني كبيرة جدًا، منها كانت انطلاقته الحقيقية حين عمل مساعدًا لكلود لوروا في تدريب غانا، وهي من شهدت أبرز نجاحاته مع زامبيا وكوت ديفوار والمغرب، وكانت السبب في منحه شهرة عالمية.

رينارد لم يكتف بالعلاقة المهنية مع أفريقيا بل يبدو أن عشقه لها وصل إلى حد الزواج من إحدى جميلاتها، وقد تزوج بالسنغالية فيفيان دييه، وقد ظهرا معًا على غلاف مجلة "هولا ماروك".

"لن تبقى وحدك، سأحملك" .. ربما سمعنا تلك الجملة كثيرًا في أفلام هوليود الملحمية لتُظهر مدى الترابط بين أعضاء الفريق الواحد، سواء كان جيشًا عسكريًا أو مجموعة من الأصدقاء.

ملعب الصداقة في الجابون شهد واحدة من تلك اللحظات العاطفية الخالدة في كرة القدم السمراء، حيث انتهت مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا فوز زامبيا على كوت ديفوار، وقد بدأ اللاعبون جميعًا الاحتفال باستثناء المصاب غير القادر على المشي جوسيف موسوندا.

رينارد اتجه له وقال له "لن تبقى وحدك، سأحملك"، وبالفعل حمله ونقله لمنطقة الاحتفال بالكأس مع زملائه لينقذه من ذكريات سلبية كانت سترافقه مدى الحياة.

يمتلك رينارد إنجازًا فريدًا في أفريقيا وهو قدرته الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية مرتين مع منتخبين مختلفين.

الفرنسي تُوج بالبطولة أولًا مع زامبيا عام 2012 وبعدها مع كوت ديفوار عام 2015، ولم يستطع أي مدرب آخر تكرار هذا الإنجاز حتى الآن.

استقر الاتحاد المصري لكرة القدم عام 2015 على التعاقد مع رينارد لخلافة شوقي غريب في تدريب المنتخب، وقد تواصلوا معه ومنحهم موافقته بعد الحديث مع وكيله، حسبما أكد برنامج "جمهور التالتة".

المدرب الفرنسي فاز بالكأس القارية مع كوت ديفوار ووعد المصريين بتوقيع العقود بعد حفل التكريم الذي سيُقيمه رئيس البلاد، لكن ذلك الحفل أوقف كل شيء.

رئيس كوت ديفوار رفض رحيل رينارد عن تدريب المنتخب ومنحه راتبًا أعلى كثيرًا ليُفضل المدرب البقاء في "منصبه ويتراجع عن اتفاقه مع مصر.

واحدة من الحكايات الصعبة التي عاشها رينارد تتعلق بابنته "كانديد"، حيث تعرضت لمحاولة اعتذاء جنسي خلال تصويرها إحدى البرامج الشهيرة في فرنسا.

القصة تعود لعام 2018 حين كانت تُشارك كانديد في برنامج "koh – lanta" الشهير وتعرضت خلال تصوير إحدى الحلقات لاعتداء جنسي من أحد زملائها مما دعاها لإيقاف التصوير ومغادرة المكان فورًا، وقد تقدمت ووالدها بشكوى للجهات المختصة وتم إلقاء القبض على الفاعل فيما بعد.

مسيرة رينارد المهنية غريبة جدًا، إذ شهدت دومًا نجاحات كبيرة مع المنتخبات وقصص فشل كبيرة أيضًا مع الأندية.

حقق رينارد إنجازًا تاريخيًا مع زامبيا وعاد وكرره مع كوت ديفوار، وأعاد المغرب لكأس العالم بعد غياب 20 عامًا، والآن يُحقق نتائج قوية مع السعودية آخرها الفوز على اليابان.

المدرب الفرنسي تولى مهمة تدريب عدة أندية أبرزها ليل وسوشو بجانب اتحاد العاصمة الجزائري، لكنه لم يكمل مهمته في أي منهم وخرج مقالًا أو مستقيلًا بعد سوء النتائج.

تعرض رينارد لما يُمكن وصفه بالخيانة من 6 من لاعبي منتخب المغرب خلال تواجدهم في مصر للمشاركة في كأس أمم أفريقيا.

المنتخب كان سيواجه بنين في دور الـ16 وسط توقعات كبيرة بانتصاره ومروره لربع النهائي، لكنه خسر بركلات الجزاء الترجيحية في مفاجأة صادمة.

ظهرت صورًا فيما بعد لعدد من لاعبي المنتخب أكدت تواجدهم في ملهى ليلي ليلة المباراة أبرزهم ياسين بونو وفيصل فجر ونبيل درار ومروان دا كوستا.

قال رينارد في مقابلة أخيرة مع قناة تيلي فوت أن تجربة كوت ديفوار هي الأفضل والأجمل في مسيرته المهنية، حين قاد المنتخب للفوز بكأس أمم أفريقيا 2015.

وأشار إلى أن تجربة نادي ليل الفرنسي هي الأسوأ والأقسى، حيث أقيل بعد 13 مباراة مما تسبب في تشويه صورته داخل فرنسا.

المدرب قال أن الإدارة وعدته بمشروع كبير ولم تنفذه أبدًا، وأوضح أنه طلب ضم لاعبين ولم يصلوا وتألقوا بقوة بعد ذلك.

كشفت صحيفة الصباح المغربية عن محاولة ابتزاز تعرض لها المدير الفني للمنتخب السعودي بواسطة عصابة إجرامية مختصة في ذلك النوع من الجرائم في المغرب.

القصة بدأت بتواصل شخصين مع رينارد عبر تقنية الفيديو وباستخدام حساب مزور في السوشيال ميديا لفتاة ادعيا أنها من لبنان، وقد قاما بإغرائه باستخدام شريط مفبرك ليتم تصويره في أوضاع مخلة بالآداب.

وقد طلبا بعدها من الفرنسي الحصول على مبلغ مالي مقدر بـ10 ملايين سنتيم مغربي وإلا سيتم نشر الفيديو على السوشيال ميديا، وهو ما دفع المدرب إلى التوجه للسلطات المغربية في واد زم حيث حدثت الحادثة، وقد انتهت القضية باعتقال أفراد العصابة.