الشناوي أنقذ الأهلي من "أخطاء" موسيماني، ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان للرجاء

قاد محمد الشناوي ناديه الأهلي للصعود إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد تصديه لأكثر من فرصة محققة للرجاء المغربي في مباراة الإياب التي جمعت الطرفين على ملعب محمد الخامس، إذ انتهت المباراة بالتعادل 1-1 وقد استفاد حامل اللقب من فوزه ذهابًا 2-1.

الرجاء تقدم مبكرًا بهدف فابريس نجوما لكن الأهلي عادل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بهدف محمد عبد المنعم وبعدما أهدر علي معلول ركلة جزاء تصدى لها أنس الزنيتي، وقد حاول الرجاء جاهدًا الوصول لهدف الفوز في الشوط الثاني لكن افتقاده للمسة الأخيرة الإيجابية وتألق الشناوي حال دون ذلك.

اقرأ أيضًا | المحليون، الهوية الجديدة والسلبية الوحيدة .. 3 نقاط من انتصار الهلال

موسيماني خاطر بالأهلي لكن الشناوي والشخصية أنقذاه

الأهلي واجه ظروفًا سلبية كثيرة في المباراة، منها حالة الشحن الجماهيري والإعلامي ضده خلال الأيام السابقة التي تلت لقاء الذهاب وخطأ الحكم في احتساب ركلة جزاء لصالحه، وسوء مستوى لاعبيه خاصة مجموعة المهاجمين، وإصابة البعض وعودة آخرين من الإصابة حديثًا، وأخيرًا تغييرات مدربه بيتسو موسيماني! رغم كل هذا نجح الفريق في الصمود أمام الرجاء وسط آلاف الجماهير الصاخبة والعودة إلى القاهرة ببطاقة نصف النهائي.

الأهلي بدأ اللقاء جيدًا جدًا اليوم، وقد استطاع تجاوز كل تلك الظروف الصعبة والشحن الجماهيري وإظهار شخصية الفريق وروحه القتالية وإنهاء الشوط بالتعادل 1-1 وإبعاد خطر الرجاء عن مرمى الشناوي إلا في لحظات نادرة.

اختلف الحال تمامًا في الشوط الثاني، وخاصة بعد تغيير موسيماني الغريب بإخراج الشحات أفضل لاعبي الأهلي في المباراة وإشراك المدافع أيمن أشرف، تغيير أوحى للاعبين بأنه حان وقت العودة للدفاع ونسيان الهجوم، وأوحى للمنافس أنه حان وقت الهجوم الضاغط القوي ولا داعي للخوف من هدف أهلاوي آخر.

وهذا ما حدث بالفعل، دقائق من الضغط المغربي الشرس مقابل مجرد إبعاد الكرة من داخل منطقة جزاء الأهلي دون القدرة على الخروج بالكرة أو صناعة أي هجمة مرتدة على مرمى الرجاء .. لماذا كل هذا التلاعب بأعصاب الملايين من المشجعين؟ واضح جدًا أن الفريق جودته أعلى من منافسه فرديًا وجماعيًا، وأنه قادر تمامًا على إحراز الهدف الثاني والتقدم بالنتيجة وحسم الأمور تمامًا لصالحه.

المدرب أصلح الخطأ نسبيًا بإعادة التوازن الهجومي للفريق بإشراك محمد شريف وأحمد عبد القادر بدلًا من عبد المنعم وطاهر محمد طاهر، لكنه لم يؤثر كثيرًا على أرض الملعب سوى في اللحظات الأخيرة، وذلك لأن الرجاء امتلك ثقة الهجوم والضغط على الأهلي في مناطقه الدفاعية.

موسيماني خاطر ببطاقة نصف النهائي كثيرًا اليوم، كان يُمكن للشناوي ألا يتصدى لواحدة من الفرص المحققة التي تصدى لها، أو كان يمكن للحكم أن يحتسب أي لقطة جدلية لصالح الرجاء مع هذا الضغط الجماهيري القوي ... مخاطرة لم يكن لها أي داعٍ مع فارق الجودة بين الفريقين كما أسلفت.

الرجاء دفع ثمن سوق الانتقالات ولم يكن هناك فرصة للأفضل

الرجاء حاول بجدية خطف بطاقة التأهل، لكن ليكن مشجعوه صريحين مع أنفسهم .. مع تلك الجودة في الفريق لا يمكن لهم القيام بأفضل مما حدث، الخروج أمام الأهلي في ربع النهائي نتيجة منطقية تمامًا مقارنة بجودة الفريق الفردية وافتقاده لمهاجم قادر على ترجمة فرصه لأهداف.

الإدارة الرجاوية فرطت بنجوم الفريق في الصيف، سفيان رحيمي ومالونجا وعبد الإله حافيظي، وقد دفعت الثمن اليوم خاصة مع عدم تعويضهم بأسماء قادرة على الحفاظ على الجودة.

الرجاء لم يُقدم أداءً أفضل من الأهلي بمجموع المباراتين، وقد أنقذه حارس مرماه من نتيجة كبيرة حاسمة ذهابًا ولم يشفع دعم جمهوره في تخطي شخصية وروح الأهلي القتالية وتألق حارس مرماه اليوم.