لم يُنكر مبابي يوماً أن توهج نجم رونالدو كان مصدر الضوء الذي أنار طريقه، ومرت الأيام وأبصر العالم أخيراً خُطى الدون وهي تقود موهوب فرنسا إلى القلعة الملكية في مدريد.

تهنئة الدون ليلة تحقيق الحلم

لم ينسَ مبابي قدوته رونالدو في ليلة تحقيق حلمه بالانضمام إلى ريال مدريد قبل ما يُقارب الشهر.

وتجسد ذلك في نشر صور تجمعه مع الدون حينما كان صغيراً وهو يرتدي زياً رياضياً يحمل شعار ريال مدريد.

ومن جانبه، علق رونالدو على المنشور بتعليقٍ مُثير قال فيه :”حان دوري، مُتحمس لرؤيتكَ وأنتَ تتوهج في سانتياجو برنابيو”.

رونالدو ومبابي..احترام مُتبادل بين النجمين

تبادل رونالدو ومبابي التصريحات التي عبر فيها كلاهما عن تقديره للآخر وذلك على مدار السنوات الماضية.

ونقل تقرير نشرته في فبراير 2020 تصريحاً رائعاً للدون رونالدو قال فيه :”مبابي هو المُستقبل والحاضر، هو لاعب رائع وسريع جداً، مبابي سيكون نجم المُستقبل”.

ومن جانبه فإن مبابي أدلى بتصريحاتٍ كثيرة عبر فيها عن احترامه للدون، وكان آخرها ما أدلى به صباح يوم الخميس قبيل المُواجهة المُرتقبة.

وقال مبابي، في تصريحاتٍ نقلتها ، :”الجميع يعرف التقدير الذي أكنه دائماً لرونالدو، لقد سنحت لي فرصة الحديث معه كثيراً”.

وتابع :”نحن نتواصل مع بعضنا البعض، ورونالدو دائماً يُحاول إعطائي النصائح الجيدة، هذا من دواعي الشرف”.

وأكمل مبابي :”مهما حدث فإن رونالدو سيظل أسطورةً، ولكني أتمنى أن نتأهل في مُباراة الجمعة”.

وتابع :”لا أشعر بالحسد أبداً، ولكني أريد فقط إظهار إعجابي بروعة رونالدو، لن يكون هُناك أحد مثله، لقد ترك بصمةً في تاريخ كرة القدم”.

رونالدو ضد مبابي..كيف سارت المُواجهات السابقة؟

لن تكون مُواجهة اليوم هي الأولى بين رونالدو ومبابي على أرض الملعب، ولكنه ربما سيكون النِزال الأخير بالنظر لتقدم عُمر الدون.

على مستوى الأندية، واجه رونالدو مبابي في مُبارتين سابقتين، وكانتا في ذهاب دور الـ 16 لبطولة دوري أبطال أوروبا في موسم 2017/ 2018.

اللقاء الأول في جولة الذهاب أقيم على أرض ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد يوم 14 فبراير 2018، وانتصر الميرنجي بنتيجة 3-1، وسجل رونالدو الهدفين.

أما اللقاء الثاني فقد كان في إياب نفس الدور على أرض ملعب حديقة الأمراء في باريس، وأقيم اللقاء يوم 6 مارس 2018، وفاز ريال مدريد من جديد بهدفين لهدفٍ.

وشهد اللقاء تألق الدون من جديد، ونجح في تسجيل الهدف الأول وصناعة الهدف الثاني الذي سجله كاسيميرو.

وعلى مستوى المُنتخبات، لعب مبابي ضد رونالدو في مُبارتين سابقتين أيضاً.

الأولى كانت في دور المجموعات لمُسابقة دوري أمم أوروبا يوم 11 أكتوبر 2020، وأقيم اللقاء على أرض ملعب ستاد دو فرانس في باريس، وانتهت المُباراة بنتيجة التعادل السلبي 0-0.

أما المُباراة الثانية فكانت في دور المجموعات لبطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2020″، وأقيم اللقاء على أرض ملعب بوشكاش أرينا يوم 23 يونيو 2021.

وانتهى اللقاء بتعادل المُنتخبين بهدفين لكل منهما، سجل الدون هدفي بلاده البرتغال من ركلتي جزاء، فيما سجل هدفي فرنسا كريم بنزيما، ووضع مبابي بصمته بصناعة الهدف الأول للديوك بعد أن تسبب في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول.

ذكرى سعيدة لرونالدو في مُواجهة الديوك الزرقاء

لعب رونالدو 7 مُباريات مع مُنتخب البرتغال ضد فرنسا، لم يُحقق فيهم سوى انتصارٍ وحيد، ولكنه كان انتصاراً ليس ككل الانتصارات.

في يورو 2016، كان البرتغاليون على موعد مع البطولة الأولى في تاريخ مُنتخبهم ذي التقاليد العريقة.

وصلت البرتغال لنهائي البطولة بعد مشوار صعب، وكان لزاماً عليهم مُواجهة أصحاب الأرض فرنسا على أرض ملعب ستاد دو فرانس بضاحية سان دوني في باريس يوم 10 يوليو 2016.

تعرض رونالدو في بداية اللقاء للإصابة، وحاول أن يتحامل على نفسه ليقود رفاقه إلى النجمة الأوروبية الأولى، ولكن الألم كان أقوى منه، ولم يتمالك عينيه وهي تذرف الدموع بغزارةٍ مُعلناً رفع راية الاستسلام.

انتهى الوقت الأصلي بنتيجة التعادل السلبي بدون أهداف، واحتكم الفريقان للأوقات الإضافية، وفي لحظة الإثارة القصوى استلم إيدير الكرة واستدار بها قبل أن يُطلق تسديدة صاروخية عانقت شباك هوجو لوريس.

ذرفت عينا الدون الدموع من جديد، ولكن شتان الفارق بين دموع الحسرة ودموع السعادة الخيالية.

 أعلن رونالدو حينها أن سجله الخالي من الألقاب الدولية أصبح يحتضن أغلى الكؤوس الأوروبية، وبالتأكيد فإنه يُمني نفسه بسيناريو مُماثل في نهاية قصته مع كرة القدم.