موقع اخبار كورة - لم يكن كأس العالم للأندية في نسخته المجددة مجرد بطولة رسمية ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بل تحوّل إلى محطة مفصلية في تاريخ اللعبة، ليس بسبب مستوى التنافس أو الألقاب فحسب، بل بسبب الأموال الطائلة التي تدفقت إلى خزائن الأندية، والتي غيّرت ملامح سوق الانتقالات الصيفي الحالي.

جوائز مالية غير مسبوقة.. وتشيلسي أكبر المستفيدين

أشارت صحيفة "آس" الإسبانية في تقرير لها نشر اليوم الأربعاء إلى أنه من أبرز ما لفت الأنظار في البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة، كانت الجوائز المالية الضخمة التي وزعها الفيفا، والتي وصلت إلى 900 مليون يورو تم ضخها في خزائن الأندية الـ32 المشاركة. وكان تشيلسي الإنجليزي – الفائز بالبطولة – الأكثر ربحًا، واستفاد من ذلك بإنفاق 279.65 مليون يورو حتى الآن في السوق، وهو الأعلى بين كل الفرق المشاركة.

إجمالي إنفاق الأندية: 1.459 مليار يورو

وفقًا للبيانات الرسمية، فإن الأندية الـ32 المشاركة في كأس العالم للأندية أنفقت حتى اللحظة ما يقرب من 1.46 مليار يورو، وهو رقم ضخم يعكس مدى التأثير المباشر للجوائز المالية.

أكثر 5 أندية إنفاقًا:

تشيلسي = 279.65 مليون يورو

مانشستر سيتي = 176.9مليون يورو

ريال مدريد = 167.5مليون يورو

أتلتيكو مدريد = 153 مليون يورو

يوفنتوس = 118.5 مليون يورو

المال السعودي في قلب الحدث

التمويل الهائل الذي ميّز النسخة المجددة من البطولة لم يكن بعيدًا عن الاستثمارات السعودية، حيث ظهر صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) وشركة أرامكو ضمن الرعاة الرئيسيين، فضلًا عن الصفقة المثيرة التي أبرمتها منصة DAZN لحقوق البث، إذ عرضت مليار يورو مقابل بث البطولة عالميًا مجانًا، قبل أن تشتري السعودية 10% من المنصة بنفس القيمة تقريبًا.

باتت البطولة أشبه بـ"هبة من السماء"، كما وصفتها بعض الصحف الأوروبية، وساهمت في إقناع الأندية الكبرى بالتعامل معها بجدية، رغم ازدحام الأجندة وقلة الراحة الصيفية للاعبين.

مفارقات السوق.. باريس سان جيرمان لم يصرف يورو واحد!

في مفارقة لافتة، لم يُنفق باريس سان جيرمان بطل دوري أبطال أوروبا أي مبلغ حتى الآن في سوق الانتقالات، رغم امتلاكه واحدة من أقوى التشكيلات. النادي الباريسي يبدو منشغلًا أكثر بمحاولة التخلص من اللاعبين الزائدين عن الحاجة مثل: ماركو أسينسيو، وكولو مواني، وريناتو سانشيز، فيما تشير التقارير إلى اقترابهم من ضم زابارني وشيفالييه.

وبالمثل، لم يُنفق إنتر ميامي، وأوراوا ريدز، وأوكلاند سيتي، وسياتل ساوندرز أي أموال، لأسباب تتعلق بتوقيت الموسم أو قيود الميزانية.

آثار بعيدة المدى.. والهدف كأس العالم للأندية 2029

من الواضح أن هذه النسخة من كأس العالم للأندية قد رسمت ملامح المستقبل، خاصة مع ارتباط البطولة بشكل وثيق بالدعم السعودي، وتأكيد استضافة المملكة لبطولة كأس العالم 2034. والنتيجة؟ الأندية باتت تتعامل مع البطولة كهدف استراتيجي، لا مجرد "بطولة بلا تقاليد".

وفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية فإن الاتحاد الدولي بقيادة جياني إنفانتينو نجح في إعادة صياغة قواعد اللعبة.. أموال ضخمة، بث عالمي مجاني، دعم سعودي، وعائدات مالية غير مسبوقة، دفعت الكبار لمراجعة أولوياتهم. لا عجب إذًا أن تحركات سوق الانتقالات باتت مرآة تعكس آثار "مونديال الأندية المجدد".