جابرييل جيسوس .. وحش آرسنال الذي فشل جوارديولا في ترويضه!

GOAL [1] 0 تعليق 8 ارسل طباعة تبليغ حذف

"أنا لست هنا حتى أكون النجم الأول، جئت لهذا الفريق للاستمتاع بكرة القدم ومساعدة زملائي، تمامُا مثل العائلة نفعل كل شيء معًا، أنا هنا للتعلم مثل جميع اللاعبين"

كلمات بسيطة من جابرييل جيسوس قالها بعد تسجيله هدفين في المباراة الودية لآرسنال أمام نورينبرج بالفترة التحضيرية للموسم الجديد، ولكنها تحكي الكثير عنه وتفسر سبب ركض الجميع لمحاولة التعاقد معه وبالتحديد ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال.

أرتيتا يبحث عن شخصيات بعينها في مشروعه مع المدفعجية، نوعيات من اللاعبين تشبه ما نراه في مانشستر سيتي، الفريق الذي عمل به كمساعد لبيب جوارديولا قبل العودة إلى ملعب الإمارات.

جيسوس عكس بيير أوباميانج ومسعود أوزيل وغيرهما من النجوم الكبار الذين لا يحب أرتيتا التعامل معهم لرغبتهم في خطف الأضواء والحصول على معاملة خاصة، فهو يريد الاستمتاع فقط وتسجيل الأهداف، لا يتحدث عن نفسه بل يترك الجميع يتحدث عنه.

الخطة تسير حتى الآن بنجاح، لأن جيسوس أحد أنجح الصفقات بالميركاتو الصيفي الحالي، بسبب التأثير السريع له مع آرسنال الذي طمأن جماهير الفريق بأن مركز المهاجم الصريح في أمان.

ولكن وسط فرحة آرسنال بخطف صاحب الـ25 سنة، كانت هناك تساؤلات، لماذا جيسوس مانشستر سيتي مختلف عن نسخته الحالية مع آرسنال؟

كيف بدأ جيسوس؟

صاحب الـ25 سنة ظهر مع بالميراس في 2015 بعد التدرج بمراحل الشباب، وكان بالنسبة للجميع في البرازيل "النجم الجديد القادم" على خطى نيمار وغيره من المواهب الفذة.

مستواه المميز وموهبته وسرعته جعلت بيب جوارديولا يقتنصه قبل الجميع في يناير 2017 مقابل 32 مليون يورو، لمساعدة سيرخيو أجويرو الذي اعتاد على الغياب بسبب الإصابة.

البداية كانت مميزة في أول نصف موسم لعبه جيسوس مع سيتي، حيث سجل 7 أهداف في 10 مباريات ليتنبأ الجميع أن النادي الإنجليزي وجد خليفة لأجويرو بل ربما يتفوق عليه.

جيسوس تطور كثيرًا مع بيب في الكثير من النواحي سواء بالضغط أو التمركز والتحركات بمختلف أنحاء الملعب، وأصبحت موهبته واضحة للجميع ولكنها موهبة غير مكتملة.

عندما نتحدث عن مركز المهاجم الصريح فإن الجميع سيذهب لإلقاء نظرة على أرقامك مهما كانت إسهاماتك الأخرى مع الفريق، كم عدد أهدافك مع الفريق؟

عندما تلعب مع جوارديولا بفريق مثل سيتي يصنع كم هائل من الفرص، فأنت مطالب بتخطي حاجز الـ20 هدفًا في الموسم بالدوري، وهو الأمر الذي لم يقترب جيسوس منه في ملعب الاتحاد قبل رحيله في يوليو الماضي.

ولذلك جاءت هذه الأرقام لتكون سببًا في انخفاض أسهمه ليرحل إلى آرسنال مقابل 52 مليون يورو، بعد منافسة شرسة مع توتنهام وتشيلسي وبعض الأندية الأخرى.

أرقام خادعة

مهاجم لم يتجاوز سجله التهديفي الـ14 هدفًا في أفضل مواسمه بالدوري الإنجليزي وليس أساسيًا، لماذا تتهافت عليه الأندية وتريد التعاقد معه؟

لاعب كان جوارديولا يفضل اللعب بلا مهاجم في ظل وجوده على الدكة واستخدام فيل فودين كمهاجم وهمي أو رحيم ستيرلينج، لماذا حاول الجميع ضمه، هل كانت الأرقام خادعة؟

المؤشرات الحالية وبرؤية أعمق لمسيرة جيسوس، سنجد أن الأرقام لدى جيسوس لم تكن منصفة له على الإطلاق والمشكلة في طريقة الاعتماد عليه أكثر من وجود تقصير منه.

جيسوس سجل 95 هدفًا وصنع 46 في 235 مباراة مع مانشستر سيتي بكل البطولات وأحرز 58 بالدوري الإنجليزي على وجه التحديد، رقم جيد لكنه لا يكفي، لذلك تعاقد جوارديولا مع إرلينج هالاند كان منطقيًا ولا يمكن لومه عليه.

ولكن كيف سجل جيسوس أهدافه؟ المهاجم البرازيلي أحرز 53 هدفًا في البريمييرليج في 99 مباراة لعبها كأساسي مع سيتي، وهذا ليس بالرقم العادي بل رقم مميز ومبهر للغاية.

وعلى الجانب الآخر سنجد أن جيسوس لم يسجل سوى 5 أهداف فقط في 60 مباراة لعبها كبديل بمجموع 1242 دقيقة، وهو ما يعني أن ببساطة أننا نرى نسخة مغايرة تمامًا منه عندما يلعب كأساسي.

أرقامه الدولية ليست سيئة أيضًا، حيث سجل 19 هدفًا في 56 مباراة، ولكن العلامة الأسوأ بمسيرته مع البرازيل كانت في الفشل بالتسجيل في 5 مباريات بكأس العالم 2018.

البرازيلي سجل 20 هدفًا وصنع 5 في 38 مباراة مع مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا، ليكون هذا الرقم بمثابة الدليل على أن جيسوس ليس لديه مشكلة ضخمة في التهديف كما كان يبدو.

لا يعرف مركزه

تيم فيكري محلل شبكة سكاي سبورتس قال عن جيسوس قبل قدومه إلى آرسنال:"لقد قضى 5 سنوات ونصف في الدوري الإنجليزي مع فريق يقضي معظم الوقت في منتصف ملعب الفريق الخصم ويصنع أعداد ضخمة من الفرص ولم يثبت نفسه كمهاجم هداف".

وأضاف:"تحدثت مع تيتي مدرب البرازيل عنه قال لي إنه أحضر جيسوس يومًا ما وسأله عن مكانه المفضل واللاعب تردد كثيرًا وبعدها أخبره بأنه يريد اللعب كجناح، شعرت وكأنه يريد الهروب من المقارنات خاصة مع أجويرو، لذلك على آرسنال الحذر لو أرادوا ضمه كمهاجم صريح".

كلمات توضح لنا حالة عدم اليقين التي عانى منها جيسوس مع جوارديولا، لأنه لم يثق به يومًا ما بالشكل الكافي لمنحه الفرصة الكاملة لفرض نفسه حتى بعد رحيل أجويرو مع برشلونة.

صاحب الـ25 سنة كان كذلك من ضحايا سياسة التدوير واللامركزية التي يعتمد عليها الإسباني مع سيتي، فمرة نراه كجناح ومرة أخرى كمهاجم، ليعجز اللاعب تمامًا عن إيجاد الفرصة لإثبات نفسه في المكان الذي يريده.

جوارديولا لم يقم بتهميش جيسوس، بل منحه دورًا ثانويًا واستفاد منه بشكل جيد بقدرته على الضغط والمراوغة وسرعته الفائقة واحتفاظه بالكرة، دون الإيمان به كمهاجم هداف، لأنه لديه العديد من المصادر الأخرى مثل رحيم ستيرلينج قبل رحيله وفيل فودين وكيفين دي بروينه ورياض محرز وغيرهم، قبل أن يجد هالاند الذي يعتبر جديرًا بالثقة أكثر من جيسوس ليكون المهاجم الرئيسي لقيادة الفريق لتعزيز سيطرته المحلية بنجاحات أوروبية أيضًا.

يقين أرتيتا

هدفين في مباراتين والعديد من الأهداف في الفترة التحضيرية ومستويات مبهرة من جيسوس، جعلت الجميع يحسد آرسنال على هذه الصفقة، في ظل معاناة مانشستر يونايتد وتشيلسي من أجل التعاقد مع مهاجم، وسخرية من إنفاق ليفربول 80 مليون يورو على داروين نونيز.

ميكيل أرتيتا عمل معه في سيتي ويعرفه جيدًا، وأدرك ما ينقصه .. الثقة واليقين والفرصة الكاملة، وهو ما وجده في ملعب الإمارات، فرصة ليلعب بمركز المهاجم الصريح الذي يريده، بعيدًا عن المقارنات والشكوك والتدوير المرهق.

ومع ذلك سيظل جيسوس ممتنًا لما فعله معه جوارديولا، الذي جلبه من البرازيل وساهم في تطويره في العديد من النواحي التي تخص اللعب الجماعي الذي يشبه منظومة آرسنال، والعديد من الجوانب الفردية الأخرى التي جعلته لاعبًا متكاملًا لا ينقصه سوى الأهداف.

المشكلة الوحيدة في المدرب الإسباني هي فشله في استغلاله كمهاجم صريح بالشكل المطلوب، وتركه في حالة عدم اليقين والشكوك والانشغال بالمقارنات مع باقي المهاجمين بالدوري التي ساهمت في فقدان بعض الثقة بنفسه.

مباراة ليستر سيتي التي فاز بها آرسنال 4/2 وتحركات اللاعب ومعدل لمساته في مناطق الخطورة وخريطته الحرارية، تؤكد أن آرسنال قد يكون وجد المهاجم المتكامل الذي يسجل ويساعد منظومة الفريق ويساهم في إنجاحها.

الصفقة كانت تستحق المجازفة لأنه حتى لو يمنح جيسوس الإضافة كلاعب هداف، كان سيخدم آرسنال لتطبيق أسلوبه بتحركاته المميزة وقدرته على إزعاج الخصوم خلال عملية استرداد الكرة والضغط، لدرجة جعلت بيب جوارديولا يصفه بأنه الأفضل في العالم بهذه المهمة.

ربما من المبكر الجزم بأن جيسوس نجح مع آرسنال، ولكن المؤشرات الحالية وما فعله اللاعب ضد كريستال بالاس وليستر سيتي بأول جولتين بالدوري الإنجليزي، تبشرنا بأن البرازيلي سيرد على تيم فيكري وباقي المحللين والمتابعين ويؤكد أنه يعرف ما يريد وهو أن يصبح الرجل الأول والنجم الرئيسي دون حتى أن يطلب ذلك!

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق