لعنات برشلونة ومقالب إنجليزية .. احذر عندما تدفع مائة مليون في أي لاعب!

لا شك أن الأموال أصبحت من أهم العناصر في كرة القدم الحديثة، إن لم تكن أهمها، ولكن هل تجيد الأندية إنفاقها؟

مبالغ طائلة تنفقها الأندية في كل فترة انتقالات، ولكن نجد أحيانًا أنها ذهبت في مهب الريح بلا أي فائدة.

ربما يكون برشلونة هو المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة، حيث أنفق على عثمان ديمبيلي وأنطوان جريزمان وفيليب كوتينيو دون أي نتيجة.

مبلغ المائة مليون أصبحنا نسمعه بشكل متكرر، ولكن هل يستحق الأمر المجازفة لدفع هذه القيمة على لاعب كرة قدم؟

معاناة كتالونية

تتعالى اللعنات في كل مرة يظهر فيها اسم جوسيب بارتوميو الرئيس السابق لبرشلونة، بسبب الإنفاق الضخم الذي أهلك ميزانية النادي وجعله يدفع الثمن غاليًا.

بارتوميو دفع 135 مليون يورو في كوتينيو، 140 مليون في ديمبيلي، بالإضافة إلى 120 مليون يورو للتعاقد مع جريزمان.

وهو ما يعني أنه أنفق 395 مليون يورو على 3 صفقات جميعهم فشلوا، الأول تم التخلص منه معارًا إلى أستون فيلا، والثاني على وشك الرحيل بالمجان أو بمقابل مخفض، والثالث تمت إعارته إلى ناديه السابق أتلتيكو مدريد.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل تم إرهاق ميزانية النادي ليدخل في أزمة مالية طاحنة، تسببت في تدميره ورحيل نجمه الأول ليونيل ميسي، مع عدم القدرة على تعويضه بسبب غياب السيولة.

الموقف ليس أفضل حالًا للغريم ريال مدريد، حيث تحولت الأمور إلى كارثة عندما تخطى النادي حاجز المائة مليون يورو.

إيدين هازارد جاء من تشيلسي بـ115 مليون يورو وأصبح زائرًا مستمرًا لعيادة النادي، وجاريث بيل تحول من نجم إلى عالة منذ قدومه من توتنهام بـ101 مليون يورو.

كوارث في الدوري الإنجليزي

فشل روميلو لوكاكو في إثبات نفسه مع تشيلسي ليرحل إلى إيفرتون ويتألق، لينتقل إلى أحد الكبار وهو مانشستر يونايتد ليفشل مرة أخرى.

ذهب لوكاكو إلى إنتر من أجل إعادة اكتشاف نفسه، ليبهر الجميع ويقود الفريق للدوري الإيطالي، لتكون النتيجة دفع تشيلسي 113 مليون يورو بناء على طلب توماس توخيل لاستعادة النجم البلجيكي.

ظن وقتها توخيل ورومان أبراموفيتش مالك النادي، أن هذا المبلغ لا يساوي أي شيء، نظير الحصول على كنز اسمه روميلو لوكاكو، أحد عمالقة الهجوم في العالم.

والنتيجة كانت كارثية بكل المقاييس، بتسجيله 8 أهداف في 24 مباراة مع البلوز، هذا بخلاف المستويات الكارثية بعيدًا عن الأرقام.

هل تريد معرفة ما هو أسوأ من ذلك؟ إنتر تعاقد مع إدين دجيكو بدلًا منه "بالمجان" وسجل 12 هدفًا في 29 مباراة وقام بتعويض رحيل لوكاكو بصورة مناسبة.

وفي نفس الصيف، واصل بيب جوارديولا هوايته المفضلة بإنفاق الملايين مع مانشستر سيتي، ليتعاقد مع جاك جريليش من أستون فيلا مقابل 117.50 مليون يورو، ليقدم لاشيء مع الفريق حتى الآن.

وأما الحالة الثالثة التي تم تخطي فيها هذا المبلغ بالدوري الإنجليزي، فهي لبول بوجبا نجم مانشستر يونايتد، المنتقل للفريق بـ105 مليون يورو، ليقضي معظم مسيرته مصابًا أو في مشاكسات مع مدربيه والآن هو على وشك الرحيل بالمجان في الصيف.

ماذا عن هالاند؟

عندما نتحدث عن الصفقات الفاشلة التي تخطت قيمتها 100 مليون يورو، فهذا لا يعني عدم الإنفاق نهائيًا بهذه القيمة، ولكن يجب فقط التأكد أن الأمر يستحق المجازفة.

وعندما نتطرق إلى النرويجي إرلينج هالاند، فالمجازفة هنا تبدو منطقية، حتى ولو كنت تشك أن اللاعب عبارة عن مقلب وفخ مثل معظم الهدافين الذين خرجوا من الدوري الألماني وكان آخرهم تيمو فيرنر.

هالاند عمره 21 سنة، أرقامه خارقة، سجل 80 هدفًا في 79 مباراة مع بوروسيا دورتموند بكل البطولات، قدراته البدنية مرعبة، سرعته مبهرة تمامًا مثل إمكانياته أمام المرمى وإنهاء الفرص.

قيمته السوقية الآن 150 مليون يورو، والتعاقد معه قد يتطلب دفع هذه القيمة أو أكثر بكثير بسبب عمولة وكيله، وهناك بعض الأنباء حول بند جزائي في عقد بأقل من هذه القيمة يمكن تفعيله الصيف القادم.

وفي كل الحالات تبدو المجازفة هنا منطقية، ودليل على أنه نعم يمكنك دفع أكثر من 100 مليون يورو في لاعب، بشرط أن تتوافر فيه صفات هالاند.

لماذا؟ لأن أمامنا الدليل الحي على ذلك، وهو الفرنسي كيليان مبابي الذي تكلفت قيمة انتقاله إلى باريس سان جيرمان 180 مليون يورو، وتألق مع النادي الفرنسي وسجل معه 151 هدفًا في 199 مباراة.

هالاند قد يكون اللاعب الوحيد مع مبابي القادر على الوصول إلى مكانة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ومعهما محمد صلاح، ولكن اقترابه من سن الـ30 يضع الكثير من الشكوك حول دفع قيمة ضخمة لضمه.

ربما لا يمثل نيمار الدليل الأفضل على اتخاذ المجازفة، لأنه كلف باريس 222 مليون يورو، ولم يفعل ما يجعله يستحق هذه المبلغ، ولكنها كرة القدم، المجازفة مطلوبة أحيانًا ولكن بحساب !

اقرأ أيضًا ..