بعد عدة أشهر من الانتظار والتلميحات، حصل محمد صلاح أخيرًا على ما أراد، بالتوقيع على عقد ضخم مع ليفربول وراتب أسبوعي قيمته 350 ألف جنيه استرليني، ولكن هل قام المصري برد الجميل؟
صلاح استحق بكل تأكيد أن يكون اللاعب الأعلى أجرًا في النادي الإنجليزي، حتى ولو تكلف الأمر رحيل زميله ساديو ماني لصعوبة التساوي بينهما.
ولكن ما حدث بعد التجديد صاحب الـ30 سنة يجعلنا ننظر للأمر وكأنه جرس إنذار بسبب مستوى صلاح المتواضع منذ توقيعه على هذا العقد الضخم.
اختفاء في ظروف غامضة
الجميع يعرف أن ليفربول يمر ببداية صعبة جدًا للموسم على المستوى المحلي، وكذلك الأوروبي الذي شهد خسارة الفريق 4/1 أمام نابولي الأسبوع الماضي، وذلك يرجع للعديد من الأمور أهمها تجديد هجوم الفريق برحيل ماني وقدوم داروين نونيز وإصابات خط الوسط وهبوط مستوى فيرجيل فان دايك وترنت آرنولد وغيرهما مما تسبب في كوارث دفاعية.
ولكن في السنوات الماضية تعودنا أن مستوى صلاح هو الثابت وأداء من حوله هو من يتغير، عكس ما نراه الآن من اختفاء تام وعدم تأثير حتى أمام الفرق الصغيرة.
من الناحية الرقمية صلاح سجل 3 أهداف في 8 مباريات، وهذا رقم معقول، لكن في العديد من الأوقات نجد صلاح من أسوأ اللاعبين في الملعب، مثلما حدث أمام نابولي وإيفرتون على وجه التحديد.
الأمر قد يحمل بعض الأسباب، مثل تأثر خط هجوم ليفربول برحيل ماني وعدم تناغم فريق المدرب يورجن كلوب بشكل عام، وسبب آخر يخشى منه جرايم سونيس أسطورة النادي الإنجليزي.Getty/Pressbox
سونيس قال لصحيفة "ديلي ميل":"حتى الآن لم أرَ صلاح الذي أعرفه بعدما وقع على العقد الكبير الذي أراده، آمل حقًا ألا نراه يجلس على كرسي الراحة بسبب ذلك".
وأضاف:"هناك حاجة إلى الحدة بالفريق، إذا كان شخص ما لا يتمتع بهذه الصفة فإن النظام بأكمله ينهار ويسقط وتكون مجرد فريق يلعب على الهجمات المرتدة".
وما اتضح لنا منذ بداية الموسم، هو افتقاد صلاح وغيره من اللاعبين لهذه الصفة، ولكن موضوعنا هو المهاجم المصري الذي كان يسير على خط واحد مع كريم بنزيما الموسم الماضي في المنافسة على الكرة الذهبية لمعرفة ما حدث له وهل فعلًا انخفض مستواه بسبب تواجده في منطقة الراحة بعدما اطمئن على مستقبله براتب مالي كبير.
ماذا عن محرز؟
Gettyلو كان صلاح يعاني بسبب ليفربول وحالة الفريق وهذا مبرر تراجع مستواه، هناك نموذج آخر للنجم الجزائري رياض محرز البالغ من العمر 31 سنة الذي جدد عقده مؤخرًا مع مانشستر سيتي.
محرز كان يتقاضى 120 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا قبل التجديد، ووفقًا للعديد من التقارير المختلفة، فإن هذا الراتب ارتفع بشكل ملحوظ دون الإعلان عن رقم ثابت ومحدد لقيمة عقده الجديد حتى 2025.
الجميع قال إن أخيرًا فرصة محزر جاءت ليحصل على وضعه الذي يستحقه مع سيتي، بعد رحيل رحيم ستيرلينج وجابرييل جيسوس، ليكون مكانه محجوزًا بتشكيل المدرب بيب جوارديولا وانتهاء كابوس الدكة.
ولكن في الحقيقة وضعه أصبح أسوأ مما شاهدناه الموسم الماضي، حيث لعب كأساسي مرتين فقط فقط في 7 مباريات لعبها سيتي بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم حتى الآن.
والأسوأ من ذلك أن محرز لم يسجل أو يصنع أي أهداف مع حامل لقب الدوري الإنجليزي، في سيناريو غير متوقع أبدًا دون وجود أي أعذار واضحة للدوري الجزائري.
سيتي ليس لديه منافسة شرسة على مركز الجناح في الوقت الحالي، والفريق لا يعاني مثل ليفربول بل تحسن هجوميًا بعد قدوم إرلينج هالاند، ومحرز نفسه قدم مستويات مميزة الموسم الماضي، إذن أين المشكلة؟
هل هي منطقة الراحة؟
Gettyما يعاني منه صلاح ومحرز هذا الموسم، ربما يدفعنا للاعتقاد أن مخاوف سونيس هي الأقرب للحقيقة، عندما يحاول اللاعب الحصول على شيء سواء مركز أساسي أو راتب أكبر، تنخفض الدوافع لديه بشكل كبير.
دافع الانتقال لنادي أكبر أو فريق آخر مثل ريال مدريد وبرشلونة كان يتسبب في منح اللاعبين قوة أكبر ودوافع أبعد للاستمرار نحو تجربة جديدة ومختلفة.
ولكن هذا الدافع اختفى لدى صلاح ومحرز لأن فكرة تهافت ريال وبرشلونة أو بايرن ميونخ عليهما عندما يبلغان من العمر 33 سنة وتقترب عقودهما من الانتهاء أصبحت ضعيفة جدًا.
لذلك قد وجد الثنائي أنفسهما الآن في منطقة الراحة، بفريق لا توجد به منافسة شرسة على المركز، خاصة لصلاح الذي يعتبر مكانه محجوزًا في ليفربول، ولا توجد طموحات للحصول على راتب أعلى أو مكانة أعلى بأحد عمالقة أوروبا.
التاريخ يؤكد لنا هذه الحقيقة، خاصة لو نظرنا إلى ما حدث مع مسعود أوزيل في آرسنال بعد توقيعه على عقد مع المدفعجية بنفس راتب صلاح واختفت الدوافع تمامًا عنده بعد بلوغه 30 سنة، وزميله السابق أليكسيس سانشيز الذي ترك آرسنال للحصول على 500 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا مع مانشستر، لينهار هو الآخر ليصبح مصيره حاليًا الدوري الفرنسي مع مارسيليا، كأحد أسوأ الصفقات بتاريخ الشياطين الحمر.
بيير أوباميانج نموذج آخر لدى آرسنال، حيث كان اللاعب الأهم في النادي اللندني، وقاد الفريق للحصول على كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدرع الخيرية في 2020، قبل أن يختفي تمامًا وينخفض معدله التهديفي ويصبح كسولًا ويدخل في خلافات مع مدربه ميكيل أرتيتا.
نفس الأمر حدث كذلك مع ديلي ألي لاعب توتنهام الذي تمت مقارنته بدييجو مارادونا خلال فترة تألقه مع النادي اللندني، وارتبط بالانتقال لريال مدريد من قبل، وفور حصوله على الراتب الذي أراده انحدرت مسيرته والآن يلعب بالدوري التركي، ولكنه ذهب لمنطقة الراحة في سن صغير جدًا عكس كل هؤلاء.
وفي النهاية يبدو الحل أمام صلاح ومحرز هو البحث عن دوافع جديدة لو كانت هذه الأزمة، لأن كرسي الراحة نهايته سيئة ويمكننا الاستعانة بما حدث لأوزيل وديلي ألي وسانشيز كخير دليل!
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق