هالاند في مانشستر سيتي .. لا تصدق كل هذه الضجة!

GOAL [2] 0 تعليق 2 ارسل طباعة تبليغ حذف

صفقة من العيار الثقيل بكل تأكيد، هي التي قام بها بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي بالتعاقد مع النرويجي إرلينج هالاند من بوروسيا دورتموند.

سيتي دفع 60 مليون يورو فقط لضم النرويجي الذي تبلغ قيمته السوقية 150 مليون يورو، لذلك ما تم دفعه في الكواليس من عمولات ومكافآت أكبر بكثير من القيمة المعلنة.

ضجة واسعة صاحبت هذه الصفقة، لما لا وأن هالاند هو المرشح الأكبر مع كيليان مبابي لاعتلاء عرش كرة القدم بدلًا من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لسنوات طويلة.

ولكن وسط هذه الضجة المبالغ فيها، يجب الالتفات إلى بعض الأمور المختلفة عن ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، من توقعات حول تدمير هالاند لكل المنافسين وابتعاد سيتي عن الجميع بسنين ضوئية بسبب هذه الصفقة.

وقبل قراءة السطور القادمة، يجب معرفة أنها ليست بهدف التقليل من موهبة هالاند، ولكنها مجرد دعوة للنظر إلى الجانب الآخر من الموقف بعيدًا عن كل هذه الضجة..

تنبؤات مستحيلة

لسنا بحاجة للعودة بالذاكرة بعيدًا، من أجل إدراك حقيقة صعوبة التنبؤ بنجاح اللاعبين في فرقهم الجديدة بعد كل صفقة، لأن دائمًا ما تكون هناك نسبة مجازفة.

ولسوء الحظ أن العديد من الصفقات التي تصاحبها ضجة هائلة لا تنجح أبدًا مثل صفقة القرن بانتقال نيمار لباريس سان جيرمان بـ222 مليون يورو، أو تظهر بشكل أقل من التوقعات مثل دوشان فلاهوفيتش مع يوفنتوس وجاريث بيل في ريال مدريد.

فكرة تسجيل هالاند أعداد ضخمة من الأهداف مع دورتموند لا تعني أننا سنرى هذه الأرقام في الدوري الإنجليزي مع سيتي، ولنا عبرة في العديد من النماذج الأخرى.

من كان يتوقع فشل إيدين هازارد في ريال مدريد؟ وكوتينيو في برشلونة؟ وتراجع روميلو لوكاكو بهذا الشكل مع تشيلسي، رغم وصوله لمستوى دفع البعض لمقارنته مع رونالدو الظاهرة في إنتر.

المهاجمون القادمون من الدوري الألماني كذلك ليسوا أصحاب السمعة الأفضل عندما يخرجون منه، وتيمو فيرنر من أبرز الأمثلة على ذلك ومعه لوكا يوفيتش الذي أصبح جليسًا لدكة البدلاء مع ريال مدريد بعدما كان موهبة استثنائية في ألمانيا.

كاي هافيرتس كذلك قدم مستويات مبهرة في ألمانيا مع ليفركوزن، مما دفع تشيلسي لدفع 80 مليون يورو لضمه والناتج أضعف بكثير من المتوقعات.

آخر المقالب الألمانية كانت جادون سانشو، جناح دورتموند وزميل هالاند السابق الذي انتقل لمانشستر يونايتد بـ85 وكان من أسوأ صفقات الموسم الماضي.

الجميع توقع أن يلتهم ليونيل ميسي شباك الخصوم في الدوري الفرنسي بتكوين ثلاثية رهيبة مع كيليان مبابي ونيمار، ولكن كيف كانت النتيجة؟

ثلاثية مفككة وأداء متواضع لميسي في دوري أسهل بكثير من الإسباني الذي تألق فيه مع برشلونة وحقق به كل الأرقام القياسية الممكنة، لتكون المحصلة في فرنسا 6 أهداف فقط في 26 مباراة بالدوري، فهل هالاند أفضل من ميسي ليكون نجاحه مضمونًا بهذه الدرجة؟

كل هذه الأمثلة لا تعني بالتأكيد أن هالاند سيفشل مثل كل هؤلاء، ولكنها مجرد أدلة على صعوبة التنبؤ بنجاح أي لاعب بشكل مؤكد عمومًا، ولكن ماذا عن حالة هالاند بالتحديد؟

متطلبات مختلفة

فور الإعلان عن صفقة انتقال النرويجي لسيتي، شاهدنا مئات بل آلاف التعليقات والتوقعات بأن سيتي سيغزو العالم أجمع بهالاند ومعه رياض محرز ورحيم ستيرلينج وكيفين دي بروينه وبرناردو سيلفا وغيرهم من النجوم.

شاهدنا العديد من اللقطات التي يظهر فيها هالاند وهو يتسبب في تطاير المدافعين بالدوري الألماني في الهواء، بسبب قوته الجسمانية الخارقة، ومع ذلك سرعة الكرة في إنجلترا لا يمكن لأي لاعب تحملها وفيرنر كان أبرز الشاهدين على هذه الحقيقة.

الأمور ليست بهذه السهولة في الدوري الإنجليزي، لأن المتطلبات البدنية أعلى بكثير، وهو ما يعني أن نسبة نجاح هالاند مع سيتي تبدو عالية بسبب قدراته من هذه الناحية، ولكن ماذا عن سجله مع الإصابات خاصة الموسم الماضي؟ هل سنشاهد هازارد آخر في مانشستر سيتي؟

الرقم الأعلى لأي هداف بالدوري الإنجليزي في موسم واحد كان لمحمد صلاح في 2018 عندما سجل 32 هدفًا، بفارق هدف عن لويس سواريز الذي سجل 31 هدفًا في 2014 وكريستيانو رونالدو صاحب نفس الرصيد في 2008.

هل يمكن لهالاند تخطي رقم صلاح؟ الأمر ظاهريًا غاية في السهولة للاعب سجل 86 هدفًا في 89 مباراة مع دورتموند لكن على الأرض الواقع ليس كذلك، لأن المتطلبات في الدوري الإنجليزي صعبة خاصة على المهاجمين.

حقيقة أن هالاند تألق خارج ألمانيا في دوري أبطال أوروبا سواء في سالزبورج أو دورتموند، لا تعني بالضرورة تكرار ذلك في سيتي بنفس الطريقة، لأن مرة أخرى التوقعات في ملعب الاتحاد أعلى وأكبر بكثير من الثنائي الألماني والنمساوي.

تاريخ جوارديولا

من أهم السمات التي اعتمد عليها بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، هي الاعتماد على شخصيات معينة بفريقه، تلعب فقط من أجل الفريق ولا يضعون اسمهم فوق الجميع.

ربما تعلم الإسباني من دروس التعامل مع شخصيات مثل يايا توريه وصامويل إيتو وزلاتان إبراهيموفيتش، حيث فشل تمامًا في استغلال أي منهم بالشكل المطلوب لمواجهته مشكلة واضحة في التعامل مع هذا النوع من اللاعبين.

برناردو سيلفا، رياض محرز، رحيم ستيرلينج، جواو كانسيلو وحتى النجم الأكبر في سيتي وهو كيفين دي بروينهم، جميعهم ليسوا من النجوم الذين يحبون الظهور كنجوم شباك يستحوذون على الأضواء بمفردهم، وهذا ينعكس على تقبلهم حب جوارديولا في التدوير المستمر وجلوس أي لاعب مهما كان اسمه على دكة البدلاء.

شخصية هالاند لا تتماشى أبدًا مع سياسة جوارديولا في ملعب الاتحاد، فهو يحب الظهور الإعلامي ولفت الأنظار وعمره لا يزال 21 سنة، ومن المتوقع أن يتصاعد الأمر عندما ينتقل لدوري يحظى بمشاهدة واسعة بمختلف أنحاء العالم مثل الدوري الإنجليزي.

هل يمكن لبيب التعامل مع النرويجي واحتواء شخصيته؟ واستيعاب طموحات اللاعب الشخصية التي قد تتضارب مع مصلحة الفريق في بعض الأحيان؟ التحدي سيكون كبيرًا على كل منهما ولن يكون سهلًا كما يتوقعه البعض.

وعند التحدث عن تطلعات هالاند وطموحاته الشخصية، يجب علينا التطرق أيضًا على رغبته الواضحة في اللعب لريال مدريد، فهو يرتدي قميص سيتي وعينه على سانتياجو برنابيو، وهناك أقاويل حول وضعه لشرط جزائي في عقده يتيح له الرحيل إلى النادي الإسباني بالمستقبل القريب.

وهو ما يضع المزيد من الشكوك حول لاعب من الجنون التقليل من قيمته وحجم موهبته العظيمة، ولكن يجب الالتفات فقط لصعوبة تحدي اللعب لمانشستر سيتي والاكتفاء بالتطلعات المنطقية بدلًا من حسم الأمور بأن المنافسة انتهت تمامًا في إنجلترا فور قدوم النرويجي لملعب الاتحاد.

اقرأ أيضًا ..

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق