"تحيا الحكومة" .. إنه عصر بنزيمًا ووداعًا ظل رونالدو!

من كان يقف في الخلفية يصفق للجميع على فوزهم بالجوائز الفردية، والتي لم تكن تعرف له طريقًا، جاء الدور عليه ليقف في المقدمة، وينهال عليه المديح من كل حدب وصوب.

كريم بنزيما، قائد ريال مدريد الإسباني، والذي لطالما كان يصفق للجميع على فوزهم بالجوائز، جاء الدور عليه مساء الخميس ليقف في الواجهة، وهو يتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2021-22.

بنزيما، وبعد أن قاد ريال مدريد إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشر في تاريخه، وكان عاملًا أساسيًا في حصد النادي الملكي للقب الدوري الإسباني في موسم 2021-22، توج موسمه الماضي بجائزة فردية هي الأبرز في أوروبا بالتأكيد.

بنزيما حامل لواء ريال مدريد!

إذا سألتني قبل عام 2018، هل يمكن أن ترى بنزيما في مثل هذا الموقف؟ كنت سأجيبك بمنتهى البساطة، لا.

لكن التحول الهائل في مستوى كريم بنزيما منذ موسم 2018-19، وتحديدًا منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد كان مذهلًا بحق.

تطور بنزيما منذ ذلك الوقت كان ملحوظًا، لدرجة أن غيابه عن ريال مدريد كان يعني كارثة محققة وعدم وجود أي خطورة هجومية من النادي الملكي.

بنزيما في موسم 2018-19 سجل 30 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة في 53 مباراة في كافة البطولات.

وفي موسم 2019-20، تراجعت أرقام الفرنسي قليلًا، بعد أن سجل 27 هدفًا وقدم أيضًا 11 تمريرة حاسمة، لكن في 48 مباراة في كافة المسابقات.

وتحسنت أرقام بنزيما في موسم 2020-21، حيث لعب 46 مباراة في كل البطولات، سجل خلالها 30 هدفًا وقدم تسع تمريرات حاسمة.

انفجار بنزيما الحقيقي جاء في موسم 2021-22، والذي سجل خلالها 44 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة في 46 مباراة في كافة البطولات.

وتوج بنزيما في الموسم الماضي بلقب هداف الدوري الإسباني برصيد 27 هدفًا، بالإضافة إلى هداف دوري أبطال أوروبا، بعد أن هز شباك منافسي ريال مدريد في 15 مناسبة.

تحسن بنزيما خلال المواسم القليلة الماضية يؤكد بطريقة أو بأخرى أن تواجد رونالدو أضر بالفرنسي أكثر مما أفاده، خاصة فيما يتعلق بالتواجد داخل منطقة الجزاء، والسيطرة على ركلات الجزاء والضربات الثابتة.

صحيح أن بنزيما لطالما أشاد بالبرتغالي في أكثر من مناسبة، وأكد أنه تعلق منه الكثير، لكن حقيقة أن بنزيما لم يكن النجم الأول، كان ظلمًا حقيقيًا له.

متعطش للمزيد

ويبدو أن بنزيما متعطش للمزيد من الجوائز الفردية والجماعية خلال الموسم الجديد، خاصة بالنظر إلى تصريحاته أثناء تسلم جائزة أفضل لاعب في أوروبا.

بنزيما قال في حفل جوائز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: " أود أن أشكر زملائي في الفريق ومدربي والرئيس".

وأضاف: "دون رئيس ريال مدريد وأنشيلوتي لم أكن لأفوز بهذه الجائزة". واختتم بنزيما: "نحن في ريال مدريد لا نعرف كيف نستسلم، نحن نقاتل على كل شيء حتى آخر لحظة".

وبالتأكيد فإن فكرة القتال على كل شيء تؤكد أن بنزيما لن يتوقف، وأنه يسعى إلى المزيد، سواء على الصعيدين الجماعي أو الفردي.

ولعل الهدف التالي الذي يطمح إليه بنزيما هو الكرة الذهبية، والتي يتطلع للفوز بها للمرة الأولى في مسيرته، والتي ستكون تتويجًا لمسيرة استثنائية للاعب كان محط سخرية الجميع حتى وقت قريب.