مسلحون لكن ظرفاء .. قصة خطف نجم ريال مدريد في كأس العالم للأندية!

مع حلول موعد مشاركة ريال مدريد في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في المغرب هذه الأيام تحل علينا ذكرى الحديث عنها يجلب بعض اللطف والدعابات الآن، لكنها في وقتها قبل حوالي ستون عامًا كان الحديث عنها مفزعًا.

الحديث هنا عن واقعة خطف النجم الكبير ألفريدو دي ستيفانو نجم ريال مدريد في ذلك الوقت، الذي كان قد حصد الأخضر واليابس من البطولات الجماعية والألقاب الفردية.

كأس عالم مصغرة

في ذلك الوقت لم يكن كأس العالم للأندية قد ظهر بالشكل المعروف الآن بوجود أبطال القارات، لكن كان هناك محاولات لتنظيم أشكال مختلفة من بطولة تجمع أبطال عدة من دول مختلفة وقارات بعيدة عن بعضها البعض.

ما بين "كوبا ريو" والعديد من البطولات التي تم تنظيمها لتجمع أبطال من عدة دول مرورًا بـ "كأس العالم المصغرة" ووصولًا إلى الشكل الحالي للبطولة، كانت المحاولات لبداية كأس عالم للأندية عديدة.

أحد أبرز تلك المحاولات هي التي تحدثنا عنها قبل أسطر "كأس العالم المصغر"، والذي كان يتم تنظيمه من قبل فنزويلا بمشاركة فرق من أمريكا الجنوبية وأوروبا.

وفي عام 1963 أقيمت البطولة بمشاركة ريال مدريد الإسباني وبورتو البرتغالي وساو باولو البرازيلي ولكن الأجواء في السياسية في فنزويلا لم تكن الأفضل وقتها.

خطف دي ستيفانو

استيقظ العالم فجأة على خبر اختطاف أحد أبرز نجوم ريال مدريد والعالم في ذلك الوقت وهو ألفريدو دي ستيفانو من فندق إقامة ريال مدريد في فنزويلا.

عملية الخطف جاءت بشكل غريب ولم يستطع أحد أن ينقذ الرجل الحاصل على خماسية تاريخية في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد.

وفجأة تحول اهتمام العالم أجمع من بطولة ودية تقام بين عدة أندية أبطال إلى رغبة كبيرة في الاطمئنان على أحد أفضل نجوم كرة القدم على الساحة في ذلك الوقت.

"الشرطة تريدك"

بعد أن خاض ريال مدريد أول مباراة له في البطولة أمام بورتو عاد النادي إلى فندق بوتوماك في كاراكاس للراحة وبدء التحضير لمواجهة ساو باولو في اللقاء النهائي.

فجأة رن هاتف غرفة دي ستيفانو في السادسة صباحًا وأخبره أحد موظفي الاستقبال إن الشرطة تنتظره، تجاهل دي ستيفانو المكالمة واعتبرها مجرد مزحة، حتى اتصل به الموظف من جديد وأخبره أن الشرطة ستأتي للبحث عنه لو لم ينزل لهم من غرفته.

بالفعل استجاب دي ستيفانو وكان إدعاء هؤلاء الأشخاص إنهم بحاجة للحديث معه في قضية مخدرات وقع قوي عليه جعله يرافقهم إلى خارج الفندق بشكل فوري، وبالفعل وبمجرد أن صعد إلى سيارتهم قاموا بعصب عيناه وأخبروه إنه تم اختطافه من قبل الجبة المسلحة لتحرير فنزويلا.

خاطفون لكن ظرفاء

في بداية عملية الخطف كانت الأمور حادة، وتوقع دي ستيفانو أنه سيتعرض للأذى، لكن على العكس ورغم أنه ظل مخطوفًا لمدة أكثر من 70 ساعة إلا أنها كانت فترة ظريفة للغاية.

الجهة المسلحة جعلت وقت دي ستيفانو ظريفًا حيث سمحوا له بالاستماع إلى مباريات كرة القدم ولعب بعض العناصر الدومينو معه ، كما سمحوا له بالخروج للتنزه في المزرعة التي تم خطفه فيها.

الهدف من عملية الخطف لم يكن أن يتعرض اللاعب الكبير للأذى، لكن أن يتم لفت أنظار العالم لجبهة التحرير التي حققت هدفها بالفعل وقررت إطلاق سراحه بعدها.

مباراة بعد الخطف بـ 24 ساعة

في اليوم الثالث لعملية الخطف تم إطلاق سراح النجم الشهير في شارع قريب من السفارة الإسبانية، واستقل سيارة أجرة وذهب إلى هناك وتم نشر خبر تحريره بشكل فوري.

بعدها بساعات كان ريال مدريد على موعد مع ساو باولو لخوض مباراة أخيرة في البطولة، ورغم المصاعب التي عاشها دي ستيفانو فقد أصر على خوض اللقاء الذي لعب شوطه الأول كاملًا.

لكن كابوس النجم الكبير مع جبهة التحرير لم ينته بتحريره، حيث شاهد بعضهم يراقبونه في المؤتمر الصحفي الخاص به، كما شاهدهم في المطار في طريق رحيله، لكنه لم يتحدث عن الأمر سوى بعدها بسنوات.