وليد الفراج .. سلكت الطريق الخاطئ في رحلة البحث عن التطور!

أتفهم تمامًا أن لوليد الفراج قطاع كبير من الجمهور، فهو لا تتوقف حدوده عند حدود المملكة العربية السعودية فقط، إنما تخطاها منذ سنوات، وأصبح له شعبية كبيرة في الوطن العربي بشكل عام.

أتفهم تمامًا أن له طريقته ومدرسته التي يحبها البعض، وأعلم يقينًا أنه صنع لنفسه خطًا يسير به وحده دون غيره من الإعلاميين، لكن لا أظن أن هذا بالمعنى الإيجابي للأمر!

دعنا من التلاسنات والشد والجذب الذي إذا كان تجاه فريقك المنافس، تجلس وتصفق له، وإذا كان تلاسنًا تجاه فريقك، فأنت أول المعارضين والناقدين.

لنتحدث بكلام عقلاني ومهني، بعيدًا عن الحب وكره والتأييد والمعارضة..

اعتاد الفراج على السخرية والاستهزاء بنادي النصر وجماهيره، قد يفعلها على استحياء مع بعض الأندية، لكنها تكون على فترات، ليس بالشكل المكثف الذي يتبعه مقدم برنامج "أكشن مع وليد" مع العالمي، لذلك حديثنا سينصب على مواقفه مع النصر.

في ظل الأزمة الحالية بين النصر والاتحاد والمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، لا أحد يعلم مدى صحة التسريبات والمكالمات التحريضية بين اللاعب وحامد البلوي؛ المدير التنفيذي للعميد، النصراويون يدافعون عن ناديهم والاتحاديون كذلك، لكن دون علم مؤكد بمدى صحة التسريبات، لكن الدفاع نابعًا من الانتماء وفقط، حتى من هو عقلاني منهم طالب اتحاد الكرة بمعاقبة المخطئ أيًا كان حتى لو كان ناديه، من أجل نصرة الحق، أما الفراج جزم بعدم صحة التسريبات وبسلامة موقف العميد، وخرج ساخرًا من النصر..

"شغلكم دائما "دنفسه" .. تسريبات صوتية .. صور .. اتهامات في احياء واموات .. شيطنه كل من لا يسمع الكلام . اعرفكم من زمان low standards"، تغريدة كتبها الفراج مع انفجار الأزمة، وقبلها قال في حلقته: "فيه تسجيل مفبرك، واللي سواه يعرف أنه مفبرك، وجزء كبير ممن نشروه يعلمون أنه مفبرك".

أجزم الفراج بذلك دون أن تحقق الجهات المسؤولة في القضية حتى كيف نقول أن لديه معلومة حصرية، فقط اتخذ هذا الموقف لأنه اعتاد على الوقوف ضد العالمي في أي موقف.

وعندما ارتفعت أمواج الغضب تجاهه، حتى من إعلاميين رياضيين لا ينتمون للنصر ولا للاتحاد، خرج مبررًا موقفه ومدافعًا عن مدرسته، وكتب: " في الاعلام الرياضي لا مكان للحياد السلبي .. يجب ان تنحاز لما تراه الحق والعداله مهما كانت الاصوات مرتفعه، لا احد يحب ان يشاهد مذيعا يطرح الاسئلة فقط لان بعض الاجابات لايمكن قبولها حتى لو من باب المجاملة، نظرية المذيع الذي لا يضع لمسه من رأيه الشخصي على مايقدمه هى مدرسة قديمة ارتبطت بالنشرات والبرامج الاذاعية ثم انتقلت الى التلفزيون حتى اعتقد البعض ان لتقديم المواد الاعلامية مدرسة واحدة لا تتطور".

لكن لنقف هنا دقيقة ونعود بالذاكرة للحلقة التي خصصها برنامج "أكشن مع وليد" لمنافشة قضايا النصر في مارس الماضي، قبلها وعد الفراج جمهور العالمي أن الحلقة ستكون "موضوعية، معلوماتية، عقلانية" وطالبهم بمتابعتها!

يعلم تمامًا الفراج أنه لا يكون موضوعيًا ولا عقلانيًا فيما يخص النصر وإلا ما كان قد خرج قبل الحلقة ليقطع على نفسه هذا الوعد للجماهير.

تقول "لا مكان للحياد السلبي؟!"، فهل يخطئ النصر دائمًا أم أنك عاهدت نفسك على الوقوف ضده دون التفكير لأسباب لا يعلمها أحد سواك؟!

نعم أحيانًا لا يكون مقدمو البرامج حياديين، لكن حتى عندما يقولون آرائهم، فإنه يكون بطريقة تليق بقيمة المذيع ومبادئ ميثاق الشرف الإعلامي، لا بطريقة ساخرة فجة.

ذكرت في تغريدة قديمة لك: "تشرفت بالمشاركة في إنشاء ورئاسة أول قناة تلفزيونية لنادي النصر في عام 2008 لصالح شبكة راديو وتلفزيون العرب ART.. لا أزال أذكر يوم إعلانها في مؤتمر صحفي بالنادي بحضور أعضاء الشرف وجماهير النادي، علاقتي من النصر قديمة وراسخة وتمتد من كبار شخصياته وأكثرها وقارًا وثقلًا"، عن أي علاقة تتحدث وأنت تعلق باستهزاء وتقليل من الشأن النصراوي على طول الخط؟!

دافعت عن مدرستك وأنك تبحث عن التطور وأنه لا بد أن يكون لك رأيك، لكن أين مبادئ كرسي المذيع؟، قد تليق أن تكون ضيفًا من العيار الثقيل، صاحب الآراء الجريئة، لكن ما إن قررت أن تجلس على كرسي المحاوِر، فاخلع ثوب الانحياز لوجهات النظر، كي تتطور بالمعنى الإيجابي للتطور.

بالطبع تبحث عن التميز، بالفعل تميزت فكنت أقل من كل من حولك من الإعلاميين حتى من هم أقل خبرة منك.

كمشاهد لا أنتمي لأي طرف، إذا أردت الإطلاع على قضية مثارة من كافة الجوانب بشكل صادق ومحايد، سأبحث عن أمثال تركي العجمة، بتال القوس، خالد الشنيف، وسأتجنب وليد الفراج تمامًا!

طالبت النصر مرارًا وتكرارًا بتخفيف تعصبه وتهنئة الهلال بإنجازاته! فإذا كان مجرد الامتناع عن التهنئة للمنافس تعصب، فبماذا تسمي ما تفعله أنت في برنامجك؟

قلت من قبل: "والله لا أكره النصر ولا أي نادٍ، لكن بعض الجمهور يريد سماع ما اعتاد سماعه من الآخرين، نحن لسنا مثل غيرنا والحقيقة تؤلم، تغضب وتستاء اليوم لكنك تؤكد بعدها أننا كنا على حق"، الأفعال أصدق من مجرد كلام في الهواء، وما تقوله ليست حقائق، بل هي سخرية واستهزاء فج ومتعمد لإثارة الجدل.

تظن أنك تقلل من النصر بطريقك، لكن حقيقة الأمر أن طريقتك لا تقلل إلا منك، لم يعد المشاهد مغفلًا، حتى من يفرح بأسلوب قصف الجبهات الذي تتبعه.

اقرأ أيضًا..

المريسل يهدد وليد الفراج: لو كنت شجاعًا لا تحذف تغريدتك!

هجوم على وليد الفراج؟ .. رموز نصراوية لا تختلف عنه

الفراج وحجازي وبيومي .. محللون لكرة القدم لم يمارسوها!