فلتسخروا كما شئتم .. لن يسقط برشلونة أبدًا ولو عاش ليلة لشبونة من جديد!

يحل برشلونة ضيفًا على نظيره بايرن ميونخ في لقاء الجولة الثاني من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا على ملعب أليانز إرينا.

اللقاء يتكرر للموسم الثاني على التوالي في دور المجموعات وفي العام الماضي لا تملك جماهير النادي الكتالوني أي ذكريات طيبة من تلك البطولة.

ستكون مواجهة صعبة للغاية على برشلونة وجماهيره أكثر من أي طرف آخر فيها، ربما الطرف الأقل قلقًا في النادي الكتالوني هو البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي كان يرتدي ألوان البافاري في آخر مواجهة بين الفريقين.

لكن في النهاية لا يجب أن يؤثر ذلك القلق على نتيجة المباراة، رغم التاريخ المهول لمواجهات الفريقين والذي لا يصب مطلقًا في صالح برشلونة خلال السنوات القليلة الماضية.

صحيح آخر فوز لبرشلونة على حساب بايرن ميونخ جاء قبل أكثر من سبعة أعوام في ملعب كامب نو بثلاثية شهيرة سجل ميسي منها ثنائية وصنع الثالث لنيمار ليلة أن سقط بواتينج ونوير وبافاريا بأكملها في دقائق قليلة على يد لويس إنريكي وثلاثي مجنون في خط الهجوم، لكن رغم غياب الانتصارات لكل ذلك الوقت لم يسقط برشلونة.

فريق جديد

ربما يكون الثلاثي قد رحل إلى غير رجعة عن النادي وربما تمني جماهير النادي الكتالوني نفسها بعودة درامية لملكهم ليونيل ميسي في اللحظات الأخيرة من مسيرته الكروية، وهذا لن يحدث في لقاء الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا 2022\23، لكن الآن أصبح لديهم ليفاندوفسكي، ونسخة خارقة من عثمان ديمبيلي وعدة عناصر شابة تستطيع أن تجاري بايرن ميونخ.

لما لا وقد نجحوا في أن يقدموا بداية مذهلة للموسم الجديد تحت قيادة تشافي هيرنانديز، وكانوا قد ختموا الموسم الماضي بشكل مقبول بعد انتصارات عريضة على فرق عديدة على رأسها ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا برباعية في قلب ملعبه.

تخفيض التوقعات

رغم ذلك لا يجب أن تنجرف جماهير برشلونة نحو سيناريوهات غير واقعية في مواجهة بايرن ميونخ، ولا يجب أن يسعى نجوم الفريق للانتقام بأي شكل من الأشكل.

المباراة في النهاية عبارة عن 90 دقيقة تمنح الفائز ثلاث نقاط في دور مجموعات إجمالي مجموع النقاط فيه هو 18 نقطة، لو نجح برشلونة في جمع 12 منها سيصعد بسهولة بالغة على الأرجح.

ارتفاع سقف التوقعات ضد بايرن ميونخ قد يأتي بنتيجة عكسية على جماهير النادي الكتالوني والفريق الذي لا يزال يتحسس طريقه نحو العودة للمنافسات ومنصات البطولات.

الآن برشلونة يقدم كرة قدم جيدة ويلعب مباريات طيبة، لكن بقوام فريق يلعب رفقة بعضه البعض منذ أقل من شهرين فقط، وحالة الانسجام الحالية مهددة في أي وقت بأي تعثر أكبر من المنتظر.

جزء كبير من عملية حماية المدرب للاعبيه ولفريقه تأتي من تخفيض التوقعات عند اللزوم، وفي مواجهة فريق منسجم منذ سنوات عديدة مثل بايرن ميونخ يطرأ عليه الحد الأدنى من التغييرات كل موسم يصبح تقليل التوقعات لازمًا.

بمثل هذه طريقة لن تتحطم جماهير برشلونة حال خسر فريقها ضد فريق منظم ومنسجم ولم يعان ربع المشاكل التي غرق فيها النادي الكتالوني مؤخرًا.

لن يسقط برشلونة

النادي الكتالوني مر بالكثير في السنوات الماضية، لكنه لم يكن بمثل القوة التي هو عليها الآن في أي وقت خلال السنوات التي تلت 2016 تحديدًا.

ما بين مشاكل الإدارة السابقة والديون وأزمة الرواتب ورحيل ليونيل ميسي ومباراة لشبونة الشهيرة التي انتهت بفوز بايرن ميونخ بثمانية أهداف لهدفين، وأمور أخرى كثيرة، عانى برشلونة وتألمت جماهيره لسنوات، لكن كل ذلك لم يسقط القلعة الكتالونية.

نفس الفريق الذي عانى من كل ذلك عاد واستطاع ضم أبرز نجوم القارة خلال سوق الانتقالات الصيفية ليبدأ تشافي تشكيل جيل جديد يستطيع أن ينافس على الألقاب.

الفريق الذي لم يسقط بعد كل ذلك لن يسقط اليوم ولو خسر من بايرن ميونخ بثمانية أهداف جديدة، فمشروع تشافي أكبر بكل تأكيد من نتيجة مباراة واحدة أمام فريق متمكن فرض سيطرته على القارة ومحليًا في السنوات الأخيرة.

بيت القصيد

لا يجب على الجماهير الهدم لو جاءت النتيجة سلبية، وهذا لا يعني التشاؤم أو انتظار الخسارة على العكس تمامًا، لكن الهزيمة قد تقع في أي وقت من الموسم أمام فرق منتصف أو مؤخرة الدوري، وستقع بالتأكيد لأن ذلك هو حال كرة القدم.

لذلك يجب عندما يحدث ذلك أن ينظر الجميع للصورة الأكبر التي يظهر فيها برشلونة يخطو أولى خطوات الدرج نحو العودة للمنافسة، وأن يتجاهلوا النظر إلى أي سخرية منتظرة عند أول تعثر في موسم يسير بشكل جيد حتى الآن.