مُني بخسارة جديدة على يد بايرن ميونخ الألماني، وعاد بالخسارة بهدفين دون رد من ملعب أليانز أرينا، مساء الثلاثاء، في الجولة الثانية من دور المجموعات بمسابقة دوري ابطال أوروبا.

خسارة جديدة أكدت على عقدة البايرن إلا أنها كانت في طريقها للحل، لولا أن الرياح سارت عكس ما تشتهي سفن البلوجرانا، في لقاء عرف تقديم البارسا مباراة جيدة على كافة الأصعدة، وكان فريق تشافي هيرنانديز الطرف الأخطر والأفضل في معظم فترات اللقاء.

بيدري – برشلونة – الدوري الإسباني

برشلونة يدفع الثمن

برشلونة قدم 45 دقيقة مثالية في أليانز أرينا، وكان ينقصه فقط التسجيل، كل شيء كان يسير على ما يرام، لكن البولندي روبرت ليفاندوفسكي لم يكن في يومه، السفاح الذي أرعب خصوم البارسا هذا الموسم لم ينجح في وضع بصمته في شباك فريقه السابق في أكثر من فرصة هدف محقق.

قصص سبورت 360

البارسا أضاع الكثير، وتقريباً من أول فرصة حقيقية، في الشوط الثاني، نجح الفريق البافاري في التقدم من خطأ في دفاع الفريق، حيث ترك الفرنسي لوكاس هيرنانديز بدون رقابة أثناء الركلة الركنية.

هدف البايرن كان بمثابة صدمة للاعبي برشلونة، ورغم حقيقة أن من خسر 8-2 أمام البايرن كان لاعبين فقط من أصل 11 في تشكيلة برشلونة الأساسية، إلا أن نفسية اللاعبين تأثرت وظهر فريق تشافي تائه ذهنياً في الدقائق التي تبعت الهدف، ما أسفر عن هدف ثان سريع، بسبب خطأ واضح في قلب الدفاع.

ودفع البارسا ثمن إهدار الفرص، ونجح البايرن في استغلال فرصه بالشكل المطلوب، وهي جزء من التفاصيل الصغيرة التي تحسم الأمور دوماً في المسابقة الأعرق أوروبياً.

برشلونة – الدوري الإسباني

نصف الكوب الممتلئ

صحيح أن برشلونة خسر، والتاريخ لن يتذكر في النهاية أي شيء بخلاف النتيجة، لكن يجب أن ينظر جمهور البارسا لنصف الكوب الممتلئ، شوط رائع قدمه الفريق وظهر خلاله وكأنه يلعب في الكامب نو وليس في ميونخ، رغم بداية البايرن بالضغط القوي في أول 5 دقائق، لكن الفريق تحرر بعد ذلك وعرف كيف يتدرج بالكرة ويخرج بها ويخلق الفرص على المرمى، ومنذ لقطة بيدري والبارسا في نسق تصاعدي.

بكل أمانة، كان البايرن محظوظاً أن يخرج لغرف الملابس بنتيجة التعادل، ربما لو كان الهدف الأول جاء من أي فرصة للبارسا لكانت المحصلة شيء آخر، لكن على تشافي ورجاله أن يبنوا على ما قدموه في 45 دقيقة من أجل المستقبل، فهذا الفريق أثبت قدرته على التنافس وتقديم مستويات عالية، صحيح أن النهاية كانت واحدة، لكن الكواليس مختلفة، وسيجني اللاعبون ثمار ثقة خنق البايرن في ملعبه وتقديم هذا المستوى في قادم المواعيد.

برشلونة ضد بايرن ميونخ – دوري أبطال أوروبا

معضلة بوسكيتس

ومن جديد يمكن الإشارة لسيرجيو بوسكيتس كنقطة ضعف في خط وسط برشلونة، اللاعب الذي يعتبر من أفضل لاعبي المحور عبر تاريخ كرة القدم لم يعد لديه القدرة على لعب مباراة بأكملها، لذلك كان يجب على تشافي أن يمنحه بطاقة الراحة وأن يبعده عن التشكيلة الأساسية اليوم.

فكرة الاعتماد على الثنائي فرينكي دي يونج وفرانك كيسي كانت يمكن أن تكون مثمرة أكثر، مع وجود بيدري معهما، بسبب امتلاك كليهما الخليط المكون من القوة البدنية والقدرة على الخروج بالكرة تحت ضغط.

تشافي قرر الدفع به أساسياً، حسناً، كان يمكن أن يمنحه الراحة بين الشوطين ويعجل بالتغيير، فالإسباني كان من أسباب الهدف الثاني بشكل واضح، بوسكيتس ترك الوسط مفتوحاً وسهل من عملية دخول ليروى ساني قرب منطقة الجزاء وهو ما أسفر عن الهدف في نهاية المطاف.

والنقطة الإيجابية التي أظهرها برشلونة، بجانب مردوده ضد البايرن، أنه لم ينهار ذهنياً وأظهر تماسكاً واضحاً بعد الهدف الثاني، وسعى بكل قوته لتسجيل هدف تقليص الفارق، وكان على وشك فعلها لولا الحظ الذي عاند بيدري بإبعاد القائم لكرته.