موقع اخبار كورة - انتشرت قبل منافسات كأس العالم 2014 صورة لصحيفة بلجيكية زعم البعض أنها تعود إلى عام 2002 وتتحدث عن مواهب ناشئة متوقع بزوغها مستقبلا، ولكن الحقيقة أن تلك الصورة كانت لعام 2013 وتتحدث عن فترة نجوم المنتخب في ذلك الوقت خلال فترة طفولتهم.
ولكن هل ظهور الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا كان وليد الصدفة؟ الحقيقة أنه في نفس الفترة تقريبا خلال بداية الألفية بدأت بلجيكا إعداد جيل جديد للمنافسة تم تسميته بعد ذلك بالجيل الذهبي وكان ذلك بخطة من ميشيل سابلون.
وبدأ سابلون الاهتمام بقطاع الناشئين وتغيير خطة اللعب التي رأى أنها عفى عليها الزمن.
قبل عام 2002 لم ينجح منتخب بلجيكا في تحقيق أي ميدالية في منافسات كأس العالم وكانت النتيجة الأفضل في تاريخ الشياطين الحمر هي تحقيق المركز الرابع في نسخة 1986.
أما على المستوى القاري فحصد منتخب بلجيكا المركز الثالث والميدالية البرونزية في نسخة 1972 والفضية في 1980 ولكن ذلك كان خلال مشاركة 4 و 8 منتخبات على الترتيب وقبل المنافسات الحديثة.
تاريخ لا يعتبر قويا مقارنة بالمنتخبات الأوروبية الأعلى تصنيفا من بلجيكا في تلك الفترة والتي بدأ منتخب بلجيكا إعداد جيلا قويا لتحقيق الحلم.
وشهدت فترة 2002 - 2003 طفرة للمنتخب البلجيكي الذي بلغ المركزين 17 و16 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وهو التصنيف الأعلى في تاريخ الفريق وقتها قبل أن ينجح الجيل الحالي في قيادة بلجيكا للتصنيف الأول عالميا لعامين متتاليين والثاني عالميا في الوقت الحالي.
ولكن تلك الفترة لم تستمر طويلا إذا هبط منتخب بلجيكا في التصنيف العالمي بصورة كبيرة قبل أن يظهر جيل المستقبل المنتظر لتحقيق الحلم.
إعداد نجوم المستقبل
استشعر المسؤولون عن كرة القدم البلجيكية الخطر من مستقبل المنتخب بداية من يورو 2000 عندما ودع الفريق المنافسات من دور المجموعات بالخسارة أمام تركيا بهدفين دون مقابل في ختام ذلك الدور.
وكشف سابلون عن ارتجافه وتصبب العرق على وجهه رغم درجات الحرارة الاستوائية في ذلك التوقيت بسبب أداء المنتخب.
كانت بلجيكا في حاجة للفوز من أجل تحقيق التأهل لكنه ما لم يحدث بعد فوز تركيا.
وبعد إقصاء بلجيكا في مونديال 2002 أمام البرازيل، اعتزل مارك فيلمونتس النجم الأول في المنتخب بالإضافة لعدد من اللاعبين.
حاول مسؤولوا الاتحاد البلجيكي لكرة القدم تدارك الأمر بتكليف ميشيل سابلون المدير الفني للاتحاد بإعداد جيل للمستقبل وتطوير كرة القدم في البلاد.
سابلون كان لاعبا متواضعا خلال فترة السبعينيات ولكن عمل كمساعد لمدرب بلجيكا في نهائيات كأس العالم نسخ 86 و90 و94.
استقر سابلون على أن العلم هو الطريقة المثالية لإعداد الجيل المقبل ولذلك طالب بتحليل 1500 ساعة من لقطات كرة القدم بمساعدة ستة طلاب وركز على لمسات كل لاعب والتمريرات القصيرة والكرة الطويلة.
قرر سابلون الاستغناء عن خطة 3-5-2 والتركيز على 4-3-3 وبدأ بمراحل الناشئين ومدارس الكرة وجعل ذلك إجباريا كما قرر أن يبدأ الناشئون على ملاعب الخماسي ثم 7 لاعبين وذلك لتحسين التمريرات والمهارات الفردية.
تنبأ سابلون بمستقبل مشرق للثنائي دي بروين وهازارد منذ كان عمرهما 16 عاما واكتشف أنهم أسرع ثلاث مرات من أقرانهم، وكان سابلون يرى أن الثنائي يوازن بين اللعب الجماعي والفردي وهو ما كان يرغب فيه.
واستشعر سابلون بنجاح إعداد جيل المستقبل عندما وصل منتخب بلجيكا لنصف نهائي بطولة أوروبا تحت 17 عاما ثم المركز الرابع في أولمبياد بكين التي أظهرت وقتها الثنائي مروان فيلايني وفينسنت كومباني.
فرصة أخيرة
غابت بلجيكا عن منافسات كأس العالم في نسختي 2006 و2010 من أجل إعداد الجيل الحالي الذي يعتبر ذهبيا بكل المقاييس رغم عدم تحقيق بطولة حتى الآن.
وصل الجيل الحالي لربع نهائي مونديال 2014 وحقق برونزية النسخة الأخيرة في 2018 كما بلغ ربع نهائي نسختي يورو 2016 و2020.
قد لا يتمكن أغلب لاعبي الجيل الحالي من خوض كأس عالم جديدة في 2026 وربما تكون فرصتهم الأخيرة المونديال الحالي بجانب يورو 2024.
وصل جيل المستقبل الذي أعده سابلون إلى مراحله الأخيرة كجيل ذهبي كما تمنى ولكن تبقى الفرصة الأخيرة حاليا من أجل تحقيق حلمه برفع أول ألقاب البلاد.
تأهل دون خسارة
رغم عناء التأهل إلى كأس العالم في الحقبة الماضية أو عدم التأهل من الأساس مثلما حدث في نسختي 2006 و2010، تأهل منتخب بلجيكا إلى منافسات كأس العالم دون أي خسارة في التصفيات للمرة الثالثة على التوالي.
واصل منتخب بلجيكا هيمنته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بتصدر مجموعته دون أي خسارة.
وخاض منتخب بلجيكا ثماني مباريات في المجموعة الخامسة من تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022.
وضمت المجموعة بجوار بلجيكا كل من ويلز والتشيك وإستونيا وبيلاروسيا.
وجمع الشياطين الحمر 10 نقاط في جولات الدور الأول بتحقيق الانتصار في ثلاث مباريات أمام كل من ويلز وإستونيا وبيلاروسيا والتعادل بهدف لكل فريق أمام التشيك.
وفي الدور الثاني نجح منتخب بلجيكا في جمع 10 نقاط جديدة بثلاثة انتصارات وتعادل ولكن هذه المرة كان التعادل أمام ويلز في ختام منافسات التصفيات وبعد ضمان التأهل.
حصد المنتخب البلجيكي 20 نقطة في الصدارة وحيدا وبفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه.
ويتأهل متصدر كل مجموعة إلى كأس العالم مباشرة بينما خاض صاحبا المركزين الثاني والثالث ملحقا من أجل التأهل.
وكان المنتخب البلجيكي أقوى هجوم بعد تسجيل 25 هدفا في ثماني مباريات واستقبلت شباكه 6 أهداف فقط.
وبذلك يكون منتخب بلجيكا في آخر 28 مباراة خاضهم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم منذ عام 2012 لم يتعرض لأي خسارة.
عهد جديد
يعتبر منتخب بلجيكا من المنتخبات متوسطة المستوى تاريخيا، إذ لم يسبق له حصد لقب بطولة كأس العالم أو أمم أوروبا من قبل.
ويبدأ الشياطين الحمر عهدا جديدا بالجيل الحالي منذ تأهله إلى كأس العالم 2014 ويورو 2016 بعد فترة غياب.
ونجح الجيل الحالي في تحقيق الإنجاز الأكبر في تاريخ كرة القدم في بلجيكا وهو حصد برونزية كأس العالم في النسخة الأخيرة عام 2018.
ويتواجد منتخب بلجيكا في كأس العالم للمرة 14 في تاريخه إذ شهدت النسخ الثلاثة الأولى ظهوره ولكن دون إنجاز يذكر إذ كان دائم الخروج المبكر.
وكانت الفترة بين 1982 و2002 هي الأبرز في تاريخ بلجيكا سابقا إذ تواجد المنتخب في جميع النسخ خلال تلك الفترة وحقق إنجازه الأبرز وقتها إذ تواجد في المربع الذهبي وحقق المركز الرابع بنسخة 1986.
وبخلاف إنجاز المركز الرابع تنوع حضور بلجيكا خلال تلك الفترة بين الخروج من دور المجموعات أو الإقصاء من ثمن النهائي.
وفي آخر نسختين وصل منتخب بلجيكا إلى ربع نهائي نسخة 2014 والمربع الذهبي وتحقيق برونزية نسخة 2018.
فهل ينجح منتخب بلجيكا في تحقيق حلم سابلون والتأهل إلى نهائي البطولة الأبرز في كرة القدم؟
الشياطين الحمر
يعود تسمية منتخب بلجيكا بـ الشياطين الحمر إلى عام 1906 بعد مواجهة أمام جارتها هولندا.
اختار منتخب بلجيكا في 1905 القميص الأحمر لخوض مبارياته وخسر وديا أمام هولندا مرتين بنتيجة 4-1 و4-0 على الترتيب.
ولعب منتخب بلجيكا مجددا أمام هولندا في أبريل 1906 وكانت كل التوقعات تصب في صالح هولندا ولكن على عكس التوقعات حقق منتخب بلجيكا الفوز بنتيجة كبيرة بخسمة أهداف دون مقابل.
وأطلق وقتها بيير والكييرز رئيس تحرير الجريدة الرسمية لدوري كرة القدم البلجيكية على منتخب بلاده لقب الشياطين الحمر.
وكتب بيير وقتها "هولندا كانت المرشحة ولكن ذلك لم يكن كافيا بعد ظهور شجاعة شياطينا الحمر".
مزيج من الخبرة والشباب
تضم قائمة منتخب بلجيكا في كأس العالم مزيج من الخبرة والشباب.
فأكثر ثمانية لاعبين مشاركة دوليا في تاريخ بلجيكا متواجدين في القائمة الحالية للشياطين الحمر في كأس العالم.
ويعتبر يان فيرتونخين قائد منتخب بلجيكا الأكثر مشاركة ويليه على الترتيب أكسيل فيتسل وتوبي ألدرفيلد وإدين هازارد ودريس ميرتينز وروميلو لوكاكو وتيبو كورتوا وكيفن دي بروين.
وبالرغم من عناصر الخبرة الموجودة يدعم روبرتو مارتينيز قائمة المنتخب بعدد من عناصر الشباب.
فيتواجد بجانب عناصر الخبرة كل من أرتور تياتي ووت فايس في الدفاع وتشارلز دو كاتيلير وأمادو أونانا في الوسط وأخيرا جيريمي دوكو ولويس أوبيندا في الهجوم.
وتتعلق آمال جماهير بلجيكا في النسخة الحالية على خبرات دي بروين وإدين هازارد كونهما مفاتيح اللعب بجانب تيبو كورتوا الحارس الأفضل في العالم.
استقرار فني
يعيش منتخب بلجيكا حالة من الاستقرار الفني تحت قيادة الإسباني روبرتو مارتينيز.
ويتولى مارتينيز قيادة منتخب بلجيكا منذ أغسطس 2016 أي أكثر من ست سنوات.
ونجحت بلجيكا في تصفيات آخر نسختين من كأس العالم تحت قيادة مارتينيز في التأهل دون أي خسارة.
وحصد الشياطين الحمر تحت ولايته الإنجاز الأبرز في تاريخ بلجيكا بعد الفوز بالميدالية البرونزية في النسخة الأخيرة من كأس العالم.
وخاض منتخب بلجيكا تحت قيادة مارتينيز 75 مباراة ونجح في تحقيق الفوز في 55 منهم.
وتعرض منتخب بلجيكا للخسارة مع مارتينيز في 8 مباريات فقط بينهم أول مباراة مع الفريق وكانت أمام إسبانيا وديا بينما تعادل 12 مرة.
ورغم إنجازات بلجيكا تحت قيادة مارتينيز إلا أن الحلم الأكبر بتحقيق لقب أول في تاريخ الشياطين الحمر لم يتحقق حتى الآن.
مجموعة متوازنة
يقع منتخب بلجيكا في المجموعة السادسة المتوازنة من كأس العالم.
ويتواجد بجوار بلجيكا كل من كرواتيا والمغرب وكندا.
وتقام المباريات على النحو التالي:
الأربعاء 23 نوفمبر: بلجيكا × كندا (الساعة 9 مساء)
الأحد 27 نوفمبر: بلجيكا × المغرب (الساعة 3 عصرا)
الخميس 1 ديسمبر: بلجيكا × كرواتيا (الساعة 5 مساء)
لم يسبق لمنتخب بلجيكا مواجهة كندا سوى في مباراة وحيدة عام 1989 وكانت ودية.
ونجح منتخب بلجيكا تحقيق الفوز في تلك المباراة بهدفين دون مقابل.
ويتفوق منتخب بلجيكا على المغرب في المواجهات المباشرة بعد الفوز في مباراتين عامي 94 و99، ولكن شهدت المباراة الأخيرة تفوق أسود أطلس بنتيجة 4-1 والتي كانت ودية.
وكانت المواجهة الأولى بين المنتخبين في كأس العالم 94 وكانت الوحيدة في منافسة رسمية وحسمها المنتخب البلجيكي بهدف دون مقابل.
ولعب منتخب بلجيكا أمام كرواتيا في ثماني مناسبات من قبل وتشهد المواجهات تكافؤ بين الفريقين.
نجح منتخب بلجيكا في الفوز بثلاث مباريات وخسارة مثلهم بينما تعادلا مرتين.
وكانت آخر مواجهة بين المنتخبين في 2021 وديا وانتهت بفوز بلجيكا بهدف دون مقابل، بينما آخر فوز لكرواتيا يعود إلى 2010 وكان أيضا في مباراة ودية وفاز بنفس النتيجة.
وينتظر منتخب بلجيكا مواجهة نارية في ثمن النهائي حال تأهله سواء كان متصدرا أو وصيف للمجموعة.
ففي حالة تأهل بلجيكا يلعب مع ثاني المجموعة التي تضم إسبانيا وألمانيا وكوستاريكا واليابان.
المصادر:
تصريحات سابلون عن تطوير كرة القدم في بلجيكا في حوار سابق مع موقع بليتشر ريبورت
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : فالجول , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : فالجول مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق