موقع اخبار كورة - توابع غياب الأهلى عن مباراة القمة أمام الزمالك ردا على عدم إسناد المباراة إلى طاقم تحكيم أجنبى ، وضع الكرة المصرية كلها فى مفترق طرق ، وألقى بكرة من النار بين الأندية الجماهيرية وبين اتحاد الكرة ورابطة الأندية المحترفة ، وكل طرف فى هذه الأطراف لديه أوراق ضغط وبنود فى اللائحة المنظمة تنتصر لموقفه ، لكن لو استمر العناد فالخاسر الأكبر هو الرياضة المصرية وتحديدا منتج كرة القدم المصرية التى أصبحت "براند" إقليمى ودولى مطلوب فى السوق الكروى وفى مجال اقتصاديات وصناعة كرة القدم ، بما يعنيه ذلك من مكاسب.

لابد من جلوس كل الأطراف والتوصل إلى حل للأزمة الحالية والتى نتجت عن سوء تواصل وسوء تنظيم من جميع الأطراف مع تشبث النادى الأهلى بمواقفه ورفضه خوض المباراة بطاقم تحكيم مصرى ، ومازاد من تعقد الموقف هواستكمال الإجراءات القانونية للمباراة من وصول طاقم الحكام والفريق المنافس وانتظار وصول فريق الأهلى الوقت القانونى ، قبل أن يضطر الحكم محمود بسيونى إلى إلغاء المباراة لغياب أحد طرفيها.

استمرار العناد:

استمرار العناد من كل أطراف الأزمة لن يحقق المكسب لأى أحد وستتعرض الرياضة المصرية وبراند الكرة المصرية حاليا إلى ضرر بالغ ، وبعد تزايد الطلب على أطراف المنتج للعب المباريات الودية والاستعراضية فى الخارج ، ستتراجع قيمة البراند نتيجة عدم احترافية أطراف اللعبة
الأهلى مصر على موقفه ولا يعتبر نفسه منسحبا ، ولو كان أدى المباراة بطاقم الحكام المصرى لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ، لكن الواقع يقول إن الأهلى بشعبيته الكاسحة يعتبر نفسه غير منسحب ويرحب بإقامة المباراة بحكام أجانب ، وفى الوقت نفسه يتسلح بخطاب رابطة الأندية المحترفة بأن مباريات الزمالك والأهلى والزمالك وبيراميدز وبيراميدز والأهلى سيديرها حكام أجانب، واتحاد الكرة يرى أنه يطبق اللائحة وأن خطاب رابطة الأندية لم يصل فى موعده ، الجميع يحاول التنصل من الأزمة ويختبئ وراء العناد بدلا من الجلوس والبحث عن حل ، ولو تمسك الأهلى بانسحابه من الدورى لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تصل المسابقة أو مدى الأضرار التى ستلحق بالكرة المصرية، لأن الأهلى شاء من شاء وأبى من أبى هو أهم سفراء الكرة المصرية ولا يليق أن توقع عليه عقوبة الهبوط للدرجات الأدنى حال انسحابه من الدورى ،وهو يشارك فى أول كأس عالم للأندية!!!

إلغاء الموسم الكارثى:

من الممكن جلوس كافة الأطراف المسئولة عن الكرة المصرية والبحث عن حل جذرى يمنع تلاحم المواسم ويراجع لائحة رابطة الأندية ، وأن يقرر انتخابات للرابطة ومسئوليها ، لأن رابطة الأندية الحالية غير منتخبة ، ويعطى فرصة للمنتخب والأندية بمراجعة مواقفها من الموسم الجديد ، ولكن ذلك لن يتم إلا بوقفة تصحيح جذرية تبدأ بإلغاء الدورى وتقييم النتائج على أساس الدور الأول سواء بالنسبة لأندية الهبوط أو الأندية المشاركة فى البطولات الأفريقية مع إجراء انتخابات جديدة لرابطة الأندية.

هذا الحل التفاوضى بالتراضى يجنب كل الأطراف تفجير الموقف سواء بالعناد أو بلجوء أحد الأطراف المتضررة إلى جهات المنازعة الرياضية والحصول على حكم ببطلان رابطة الأندية المحترفة التى أدارت الموسم الحالى ، وهذا معناه بطلان الموسم كله والعودة إلى نقطة الصفر ، وما يترتب على ذلك من خسائر جسيمة للكرة المصرية.

تراجع الأهلي:

هل يمكن أن يتراجع الأهلى عن موقفه بالانسحاب من استكمال الدورى وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها ؟ أم أن تراجع الأهلى مرتبط بأمور أخرى ومنها إعادة المباراة مع الزمالك وإجراء انتخابات الرابطة ، ولكن لو تم التراجع من قبل الأهلى عن موقفه مقابل إعادة المباراة هل سيقبل الزمالك الذى ضمن لائحيا ثلاثة نقاط فى رصيده بهذا الموقف؟ لابد أن يتراجع جميع الأطراف خطوة إلى الوراء والنظر إلى المصلحة العامة.