موقع اخبار كورة - في إطار المشروع الأوروبي الجديد الذي يقوده المدرب الدنماركي ييس توروب داخل النادي الأهلي، قرر المدير الفني جلب أحد أكثر المتخصصين خبرة في مجال تدريب حراس المرمى في الدنمارك، وهو المخضرم كاي ستيفانسن، ليقود الجهاز الفني لحراس القلعة الحمراء خلال المرحلة المقبلة.

المدرب الدنماركي صاحب الـ57 عامًا لا يأتي إلى القاهرة صدفة، بل يحمل خلفه مسيرة طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في الملاعب وبين خطوط التدريب، حيث جمع بين التجربة الميدانية كحارس مرمى محترف في كبرى الأندية الإسكندنافية، والخبرة التدريبية العميقة التي صقلها في أوروبا وآسيا على حد سواء.

البداية من المرمى.. مسيرة حارس شجاع

وُلد كاي ستيفانسن في الخامس والعشرين من أبريل عام 1968 في الدنمارك، وبدأ مشواره في عالم كرة القدم منذ شبابه المبكر، حيث احترف في عدة أندية دنماركية بارزة مثل إيكتاس وسيلكيبورج وهيرنينج، كما ارتدى قميص نادي ميتلاند الذي لعب له إمام عاشور في فترة التأسيس الأولى للنادي الذي أصبح لاحقًا أحد كبار الدنمارك.

ولم تقتصر مسيرته على بلاده فقط، فقد خاض تجربة احترافية في النرويج مع نادي فايكينج، كما لعب في الولايات المتحدة الأمريكية، ما أكسبه خبرة ثقافية ورياضية متنوعة في التعامل مع مدارس كروية مختلفة.

أنهى ستيفانسن مشواره في الملاعب مطلع الألفية الجديدة، بعد مسيرة حافلة شهدت له بالالتزام والانضباط والروح القيادية التي أهلته لاحقًا لدخول عالم التدريب بثقة.

من الحراسة إلى التدريب.. مسيرة مهنية متنوعة

مع نهاية مسيرته كلاعب، اتجه كاي ستيفانسن لتطوير نفسه كمدرب متخصص في إعداد حراس المرمى، ليبدأ رحلة طويلة خلف الكواليس ساهمت في تخريج وتطوير عدد كبير من الحراس الدنماركيين.

عمل في بداية مشواره التدريبي داخل أندية إسبجيرج إف بي، سونديرجيسك وإف سي فريدريسيا، قبل أن يلتحق بناديه الأبرز فيجلي، أحد أعرق الأندية في الدنمارك، حيث تولى تدريب حراس المرمى حتى عام 2025.

وتجاوزت خبرته حدود أوروبا، بعدما عمل في عام 2016 كمدرب لحراس مرمى منتخب الصين للسيدات، ضمن استعدادات المنتخب للبطولات القارية والعالمية، في تجربة وصفتها الصحف الدنماركية آنذاك بأنها "منعطف دولي جديد في مسيرة مدرب يؤمن بأن الحارس جزء من منظومة الفريق الهجومية قبل الدفاعية".

فلسفته في التدريب

يؤمن ستيفانسن بأن دور حارس المرمى الحديث لم يعد يقتصر على صد الكرات، بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة في بناء اللعب من الخلف وصناعة الفارق في التمريرات الأولى بعد الاستحواذ.

وفي تصريحات سابقة له، قال إن "الحارس المثالي يجب أن يكون لاعبًا ذهنيًا قبل أن يكون بدنيًا"، موضحًا أن الجانب النفسي للحارس هو ما يحدد قدرته على التعافي من الأخطاء ومواصلة التركيز تحت الضغط.

وتُعرف تدريباته بأنها عالية الكثافة وواقعية، إذ يعتمد على محاكاة مواقف المباريات الفعلية أثناء الحصص التدريبية، مع دراسة الخصوم وأسلوب تسديدهم، لتجهيز الحراس على اتخاذ القرار في أجزاء من الثانية.

مع توروب مجددًا.. من الدنمارك إلى القاهرة

ارتبط اسم كاي ستيفانسن مؤخرًا بالمدرب ييس توروب، الذي رأى فيه العنصر الأنسب لقيادة ملف حراس المرمى داخل الأهلي.

وكان نادي فايله بولدكلوب قد أعلن رسميًا في منتصف أكتوبر 2025 منح ستيفانسن الإذن بالسفر إلى الخارج لمناقشة عرض تدريبي جديد، ليتضح لاحقًا أن الوجهة هي النادي الأهلي المصري، أحد أكبر الأندية في إفريقيا والعالم العربي.

اختيار توروب لمواطنه ستيفانسن ليس مفاجئًا؛ فكلاهما يؤمن بأهمية التنظيم والالتزام التكتيكي والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وهي السمات التي يسعى المدير الفني الدنماركي لغرسها في منظومة الأهلي.

مشروع تطوير حراس الأهلي

سيكون كاي ستيفانسن مسؤولاً عن الإشراف على تطوير أداء حراس مرمى الأهلي، وعلى رأسهم الحارس الدولي محمد الشناوي، إضافة إلى دعم الجيل الشاب الذي يضم مواهب واعدة تنتظر فرصتها في المستقبل، مثل مصطفى شوبير وحمزة علاء ومحمد سيحا.

خبرته الواسعة في التعامل مع مختلف الفئات العمرية، سواء في الأندية أو المنتخبات، تجعل منه خيارًا مثاليًا لتأسيس منظومة متكاملة لتطوير حراس المرمى داخل النادي، سواء على المستوى الفني أو الذهني.

تحدٍ جديد في بيئة جماهيرية مختلفة

العمل في الأهلي يمثل نقلة نوعية لستيفانسن، الذي ينتقل من بيئة هادئة في الدنمارك إلى أجواء مليئة بالشغف والضغوط في القاهرة، حيث يُنظر إلى الفوز كواجب يومي وليس إنجازًا.

ومع ذلك، فإن سيرته المهنية توحي بأنه يملك من الهدوء والخبرة ما يكفي للتأقلم بسرعة مع متطلبات العمل في أكبر نادٍ بالقارة السمراء.