عبر الدولي المغربي إلياس الشاعر، لاعب كوينز بارك رينجرز البلجيكي، عن ندمه الشديد بعد اعتدائه على سائق شاحنة قبل 4 سنوات بالحجر على مستوى الرأس، مؤكدا أن موقفا بسيطا تحول إلى كارثة تسبب في الأذى لكثير من الأشخاص.

وروى الشاعر تفاصيل الحادثة، مؤكدا أنه كان يقضي عطلة صيفية سنة 2020 رفقة عدد من أفراد عائلته وأصدقائه في رحلة تجديف بغابات أردين جنوب بلجيكا، وعند نهاية الرحلة، وأثناء انتظار الحافلة، وقع خلاف بين مجموعته ومجموعة أخرى حول أولوية الصعود إلى الحافلة، وسرعان ما تطور إلى شجار أُصيبت خلاله والدة اللاعب، قبل أن يقوم بضرب السائق بحجر، ليُنقل على إثرها على وجه السرعة إلى المستشفى في حالة حرجة.

وتحدث الشاعر لأول مرة عن تفاصيل الواقعة، في مقابلة مع "ذا أتلتيك"، مؤكدا أنه لم يكن على علم بتطورات القضية وخطورتها، لأنه كان يثق بفريقه القانوني: "ربما كنت ساذجا بتركي الأمور لهم. هذه مسؤوليتي. أنا رجل بالغ، وكان يجب أن أتحمل زمام الأمور منذ البداية. ما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد".

وفي 23 فبراير 2024، حضر الشاعر إلى المحكمة برفقة محاميه الجديد، وطلب جلسة استماع جديدة ليتمكّن من سرد روايته وقال: "رغم علمي بأن وقت الإدلاء بأقوالي قد فات في جلسة النطق بالحكم، فقد حضرت لأول مرة مع فريقي القانوني الجديد، لأُظهر احترامي للنظام القضائي البلجيكي، ولأؤكد أنني لم أقصد أبدا الإساءة إليه".

"كان ذلك على الأرجح أسوأ يوم في حياتي. كل ما عملت من أجله، وكل ما فعلته لنفسي ولعائلتي، قد يضيع. لا زال الأمر يثير مشاعري عندما أفكر فيه الآن"، يستطرد الشاعر في حديثه.

وأوضح: "هناك الكثير مما حدث في حياتي، وعندما أكون في الملعب، أميل إلى نسيان ذلك، لكن هذه القضية بقيت عالقة في ذهني طوال الوقت. نصحني الكثيرون بالذهاب إلى طبيب نفسي، لكني جربت أطباء نفسيين رياضيين ولم يكن ذلك فعالا معي. أكثر ما يفيدني هو التحدث عن الأمر مع عائلتي. كان علي أن أواجه هذه المعركة بنفسي مع شياطيني الداخلية".

وأضاف: "كتبت للرجل ولعائلته رسالة أعبر فيها عن أسفي الشديد، وأقدم اعتذاري من أعماق قلبي، متمنيا لهم كل الخير في حياتهم. قلت ذلك طوال العملية، وقلت ذلك للقاضي في ذلك اليوم: 'أنا آسف حقا لما حدث لذلك الشخص. أتمنى لو أستطيع أن أُعيد الزمن للخلف. أقدم اعتذاري الصادق لتلك العائلة بأكملها'".

وأكمل: "والآن، بعد مرور أكثر من عام، تعلمت من كل ما حدث كأب، وكنموذج يحتذى به، وكل ما يجب أن أكون عليه من أجل ابني. حان الوقت لأتأكد من أن هذه الأمور لن تُرتبط بي بعد الآن. نحن بشر ونرتكب أخطاء. لقد غيّرني ذلك للأفضل من حيث تحمل المزيد من المسؤولية".