موقع اخبار كورة - شنّت الشرطة الفيدرالية الأرجنتينية سلسلة من المداهمات على مقر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم (AFA) و17 ناديًا محترفًا، في إطار تحقيق جنائي واسع يُعد من أكبر التحقيقات في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية.

وجاءت المداهمات، التي نُفذت في 9 ديسمبر، بأمر من القاضي الفيدرالي لويس أرميلّا، ضمن تحقيقات مرتبطة بشركة "Sur Finanzas"، وهي شركة خدمات مالية خاصة كانت ترعى بعض المسابقات المحلية، وشملت العملية أكثر من 30 تفتيشًا في بوينس آيرس ومدن أخرى، حيث صودرت أجهزة إلكترونية وحسابات وملفات بهدف تتبع حركة الأموال بين الشركة والاتحاد والأندية.

وأتى التحقيق بعد شكوى قدمتها هيئة الجمارك الأرجنتينية (ARCA)، والتي اتهمت الشركة بالاشتراك في غسل أموال من خلال قروض واتفاقيات رعاية تجارية مع الأندية، ويمتلك الشركة رجل الأعمال أرييل فالّيجو، الذي بات يظهر بشكل متزايد كراعٍ للأندية في المواسم الأخيرة.

واستهدفت المداهمات أندية من الدرجة الأولى مثل: راسينج كلوب، سان لورينزو، إنديبنديينتي، بانفيلد، أرجنتينوس جونيورز، وبلاتينسي، إلى جانب أندية من الدرجة الثانية والدوريات الأدنى مثل: باراكاس سنترال، إكزكورسونيستاس، لوس أنديس، ديبورتيفو أرمينيو، أكاسوسو، وبراون دي أدروجيه، وركزت التحقيقات بشكل خاص على باراكاس سنترال المرتبط تاريخيًا برئيس الاتحاد كلوديو "شيكي" تابيا، الذي سبق أن ترأس النادي ويترأسه الآن ابنه.

ولم تكشف السلطات حتى الآن عن قيمة الأموال المشكوك فيها، إلا أن تقارير محلية تشير إلى أن التحقيق يشمل صفقات تصل لمئات الملايين من البيزوس، وقد طلب المدعون بالفعل من المحكمة رفع السرية المصرفية والمالية للأندية للتحقق من حساباتها وعقودها التفصيلية.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الاتحاد الأرجنتيني أو شركة "Sur Finanzas"، بينما أكدت بعض الأندية المستهدفة حضور الشرطة لمقرّاتها، ولم تُعلن أي تهم رسمية بعد، ويظل التحقيق في مراحله الأولى.

ويأتي هذا التدخل في وقت حساس سياسيًا لكرة القدم الأرجنتينية، حيث يضغط الرئيس خافيير ميلي لإجراء إصلاحات هيكلية تشمل إمكانية ملكية خاصة للأندية، وهو ما يواجه معارضة قيادة الاتحاد.

وفي الأرجنتين، الأندية ليست شركات خاصة كما في أوروبا، بل جمعيات غير ربحية يسيطر عليها الأعضاء عبر مجالس منتخبة، ما يعني أنها لا توزع أرباحًا ويُعاد استثمار الفائض في الأنشطة الرياضية والمجتمعية.

ويثير التحقيق تساؤلات حول معايير الحوكمة في كرة القدم الأرجنتينية، خصوصًا مع تزايد صفقات الرعاية التجارية والتمويل الخارجي وسط التقلبات الاقتصادية، ومن المتوقع أن تتخذ السلطات الفيدرالية إجراءات قضائية إضافية في الأسابيع المقبلة بعد تحليل المستندات والبيانات المالية المصادرة.

ويجد الاتحاد الأرجنتيني نفسه في ورطة قبل أشهر قليلة من دفاع المنتخب الأرجنتيني عن لقبه في كأس العالم 2026.