فاتي لا يضاهى وخسارة أراوخو .. تشافي يحير جماهير برشلونة ضد سوسييداد

حقق برشلونة فوزًا كبيرًا على ريال سوسييداد بأربعة أهداف لهدف في لقاء الجولة الثانية من الدوري الإسباني والذي جمعهما على ملعب الأخير.

الفوز جاء في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، بعد أن ظل برشلونة لأكثر من ساعة عاجز عن التقدم على سوسييداد بعد أن عدل أصحاب الأرض النتيجة مبكرًا.

ما حدث في المباراة يستحق النقاش، بالأخص لأنه أمر قد يصبح متكرر في الأسابيع المقبلة لو لم ينتبه له تشافي هيرنانديز.

تأثير فاتي الذي لا يضاهى

لا أستطيع وأنا رجل يقترب من منتصف عقده الثالث أن أتذكر لاعب شاب في عمر فاتي بهذا التأثير على أحد الفرق الكبرى وهو مجرد بديل.

لاعب بديل عائد من إصابة قوية وغياب طويل، ومن أول لمسة له يصنع هدف التقدم بعد دقائق طويلة من اللا شيء في هجوم برشلونة.

بعدها بلحظات يصنع الهدف الثاني بعد أن أعاد الهجمة للحياة برأسية وسرعة بديهة كبيرة ويعود ليصنع الهدف بنفسه من نفس الفرصة.

وقبل النهاية بدقائق يسجل الهدف الرابع كما لو كان يلعب رياضة أخرى غير تلك التي كان زملائه في أرض الملعب يلعبونها قبل حلوله كبديل، ذلك هو التفسير الوحيد لتعامله السلس والسهل في كرات كانت تبدو في غاية الصعوبة قبل أن يقرر تشافي الدفع به.

في دقائق قليلة فقط ساهم فاتي في ثلاثة أهداف وهو بديل وليس في كامل حالته البدنية، هل تتخيل ما هو قادر عليه لو كان في أفضل حالاته؟

ثنائية نارية تنتظر جماهير برشلونة

ما قدمه فاتي ضد ريال سوسييداد أسس لمبدأ هجومي في غاية الأهمية كانت قد ظهرت منه ملامح ضد رايو فاييكانو في الدقائق القليلة التي شارك فيها.

فاتي هو الشريك المثالي في الهجوم بجوار روبرت ليفاندوفسكي، ومرور أي دقيقة من عمر أي مباراة دون وجود الثنائي سويًا هذا الموسم هي إهدار للوقت والمجهود.

صحيح أن فاتي سجل وحده من قبل، وليفاندوفسكي سجل مئات الأهداف دون وجود فاتي خلفه أو إلى جواره، لكن وجود الثنائي سويًا سيسهل الكثير عليهما في أرض الملعب.

البولندي يبحث عن شخص يجعله يصل للمرمى بسهولة، والإسباني لن يجد أفضل من ليفاندوفسكي لينهي له الهجمات ويمنحه فرصة في الهجوم للحصول على إمكانية التسجيل بسحب تركيز الدفاعات.

إشادة واجبة بتير شتيجن

منذ خضوعه لعملية جراحية قبل حوالي عام ونصف لم يعد تير شتيجن لما كان عليه من قبلها أبدًا، لكن ذلك كان قبل بداية الموسم الجديد.

تشيجن أنقذ برشلونة ضد رايو من هزيمة بعد تصديه لكرة في منتهى الخطورة، واليوم ضد سوسييداد نجح في القيام بالأمر مثله بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله.

يبدو أن النجم الألماني في طريقه لإثبات خطأ الانتقادات التي تعرض لها على مدار الموسمين الماضيين، وسيقدم أفضل مستوياته من جديد، وهو ما قد يساعد برشلونة كثيرًا في طريقه نحو المنافسة على البطولات من جديد.

ربما كل ما كان شتيجن في حاجة له هو ابتعاد الإصابات عنه، كما هو الحال بالنسبة لأنسو فاتي الذي عانى منها كثيرًا.

خسارة أراوخو ومكسب بالدي

بالرغم من كل الإيجابيات التي تمتع بها برشلونة في لقاء سوسييداد إلا أن النادي عانى بسبب وجود رونالد أراوخو في مركز الظهير الأيمن.

برشلونة في حاجة وبشكل فوري إلى ظهير أيمن، ربما كان يجب أن يتمم مثل تلك الصفقة قبل صفقات أخرى لكن هكذا هو الحال.

غياب الظهير الأيمن في تشكيل برشلونة والدفع بأراوخو في ذلك المركز يفقد النادي الكتالوني مركزين في الملعب، أولهما هو وجود الأوروجوياني في قلب الدفاع.

وعلى الجانب الآخر ظهر بالدي أساسيًا ومنح تشافي سببًا لجعل جوردي ألبا اللاعب الثاني في مركز الظهير الأيسر لنادي برشلوة.

بيت القصيد

برشلونة لم يقدم أفضل نسخة منه اليوم، الفريق عانى هجوميًا لأكثر من ساعة حتى حل أنسو فاتي كبديل، لكن لا يجب أن يكون ذلك هو الحال طوال الوقت.

ماذا سيحدث لو أصيب أنسو فاتي من جديد؟ ماذا سيحدث لو لم يكن متاحًا أو ليس في يومه؟ على برشلونة أن يتفادى سيناريو الاعتمادية التي مرت عليهم قبل سنوات في وجود ليونيل ميسي، مع الفارق الكبير بين النجمين.

بالرغم من ذلك لا يجب أن يعني حديثنا ألا يستفيد برشلونة من الإمكانات الجبارة لفاتي، الذي سيشكل ثنائية رهيبة مع ليفاندوفسكي.

في النهاية هي مباراة ومرت، وسيكون أمام تشافي الكثير من العمل حتى يأتي موعد المواجهة المقبلة والتي ستكون ضد بلد الوليد.