"يمكن خير" والخروج من ثلاث بطولات .. هل كان موسم برشلونة ناجحًا حقًا؟!

أنهى نادي برشلونة موسمه بشكل رسمي بعد مباراة الفريق الأخيرة في الدوري الإسباني أمام سيلتا فيجو والتي كانت بمثابة لقاء تحصيل حاصل بعد حسم الفريق الكتالوني للقب الدوري.

الموسم الذي بدأ في أغسطس الماضي كان صعبًا للغاية وشاقًا وطويلًا على النادي الكتالوني الذي خرج منه متوجًا بلقب الدوري الإسباني بعد غياب دام أربعة مواسم.

بالرغم من ذلك فهناك أحاديث على أن الموسم لم يكن ناجحًا للنادي الكتالوني نظرًا للتوقعات التي أحاطت بالصفقات التي قام بها في سوق الانتقالات الصيفية، فهل كان حقًا موسمًا ناجحًا؟

هل كان موسم برشلونة ناجحًا؟

بحسبة بسيطة، برشلونة شارك في ثلاث بطولات محلية وفاز ببطولتين منهما وخرج من نصف نهائي الثالثة، إذًا فالموسم على المستوى المحلي ناجح إلى حد كبير بالأخص أن إحدى البطولتين تخص الدوري الذي يحتاج للنفس الطويل والاستمرارية والتركيز طوال تسعة أشهر.

على الجانب الآخر وأوروبيًا فبرشلونة قدم واحد من أسوأ مواسمه على الإطلاق، بعد الخروج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي ثم الذهاب إلى الدوري الأوروبي ليغادر البطولة فورًا بعد أول مواجهتين أمام مانشستر يونايتد.

إذًا فأوروبيًا الموسم لم يكن ناجحًا على الإطلاق، لكن بنظرة أوسع سنجد أنه يمكن النظر له كموسم مقبول بالنسبة لجماهير الفريق الكتالوني.

الخروج من ثلاثة بطولات وعذر تشافي!

رغم تحقيق الدوري إلا أن النادي قد خرج خلال الموسم الجاري من ثلاث بطولات، هي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس ملك إسبانيا.

لكن البعض يلتمس الأعذار للمدير الفني تشافي هيرنانديز الذي وجد دائمًا أزمة ما أو ظرف كارثي واستثنائي في كل مرة خرج فيها فريقه من أي بطولة.

في دوري أبطال أوروبا وبعد جدل تحكيمي كبير ضد بايرن ميونخ في ألمانيا وضد إنتر وفي ظروف خاصة دفاعيًا لعب فيها برشلونة بخط دفاعه الثاني لم تستطع الكثير من الجماهير لوم تشافي هيرنانديز.

وأمام مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي وريال مدريد في الكأس عندما لعب الفريق دون خط وسطه الأساسي وفي غياب العديد من العناصر، هنا أيضًا لا يمكن تحميل اللوم على تشافي.

لكن وجهة نظر أخرى تقول أن تشافي هو المدير الفني، وعليه أن يخلق الحلول لنفسه ولفريقه حتى في غياب أهم عناصره، وفي ذلك الحديث الكثير من المنطق، لكنه يحتاج في المقابل لتدعيمات سنتحدث عنها لاحقًا.

"يمكن خير"

لو كنت من مستمعي الأغاني العربية لابد أنك استمعت لأغنية المطرب المصري رامي صبري التي أصدرها تحت عنوان "يمكن خير"، والتي تناقش أن الأمور السيئة التي تحدث لنا ليست بالضرورة تأتي بتبعات مشابهة، وربما تأتي بالخير دون حسبان.

هذا بالتحديد ما حدث مع برشلونة، فمغادرة أوروبا مبكرًا سواء متمثلة في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي جاءت لهم بالخير محليًا بشكل واضح.

فلولا ما حدث أوروبيًا للنادي الكتالوني لما كان الفريق سيستطيع أن يمتلك ذلك النفس الطويل في الدوري، في ظل الغيابات والإصابات وتلاحم المباريات.

برشلونة حقق الدوري وهو يلعب بميزة لم يمتلكها منافسه المباشر ريال مدريد، والذي ظل يلعب حتى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والميزة هي التفرغ للبطولات المحلية.

موسم جديد صعب للغاية

الحديث عن الميزة التي تمتع بها برشلونة يفتح لنا حديثًا آخر عن مدى صعوبة المنافسة في الموسم المقبل لو وضع النادي نصب أعينه التنافس على أكثر من جبهة.

الرغبة في المنافسة الأوروبية أمام العمالقة حتى لو كان تصنيف برشلونة قد اختلف عن الموسم السابق تتطلب بالضرورة القيام بالعديد من الصفقات ودعم بعض المراكز ببديل واثنين وأكثر.

بالأخص أن الوضع محليًا لن يكون كما كان في العام الماضي، مع كل هؤلاء الذين يغادرون ريال مدريد من المؤكد أن إدارة الملكي تخطط للكثير من العمل، وسنرى الكثير من النجوم يأتون لعل أبرزهم حتى الآن هما جود بيلينجهام وكاي هافيرتس، وربما نرى غيرهم بعد ارتباط الملكي بهاري كين وغيره من الكبار في الهجوم.

بيت القصيد

موسم برشلونة لا يمكن أن نطلق عليه موسم فاشل ولو كان قد غادر كافة البطولات الأوروبية من أبكر نقطة ممكنة، فالفريق الذي حقق لقب الدوري والسوبر على حساب ريال مدريد بشكل مباشر، والذي قاتل ليحصد لقب الدفاع الأقوى في الدوري وكاد يحقق رقمًا قياسيًا فريدًا لا يمكن أن نوصم موسمه بتلك الصفة.

على النقيض فمغادرة البطولات الأوروبية سمحت لبرشلونة بالتنفس وضمنت النجاح المحلي للفريق رغم التشكيك من قبل البعض.

لكن في النهاية لو أراد النادي المنافسة على كافة الجبهات في الموسم المقبل سيكون أمامه الكثير من العمل في سوق الانتقالات حتى يضاهي ريال مدريد على الأقل.