قلق منطقي في ليفربول.. عقم هجومي وتاريخ سيئ لكلوب، هل تنقلب الأمور؟

اختبار أول ناجح رغم الضغوطات، هكذا سار ليفربول في دربه بالموسم الجديد بالفوز بملعب كارو رود على نوريتش سيتي بثلاثية نظيفة في أولى مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.

ظهر محمد صلاح بصورة البطل في المباراة بصناعة هدفين وإحراز آخر، فيما كان أداء ديوجو جوتا وروبيرتو فيرمينو وساديو ماني جيدًا للغاية، واطمأنت الجماهير إلى حد كبير على فيرجيل فان دايك بعد طول غياب.

لكن الموسم طويل، ليفربول ينافس فيه على أربع بطولات، في وقت لم تقم فيه الإدارة إلا بتدعيم واحد وهو ضم إبراهيما كوناتي من لايبزيج.

كين.. "أمير" مع وقف التنفيذ يبحث عن الخلاص في سيتي

في الموسم الماضي، دمرت الإصابات وقلة الخيارات ليفربول، ليبقى السؤال، هل يتكرر هذا الأمر هذا الموسم مجددًا؟ أم أن يورجن كلوب لديه الحل؟

سياسة مقلقة

في أول مؤتمر صحفي له، قال يورجن كلوب أن ليفربول ليس في حاجة إلى ضم لاعب لتعويض رحيل جورجينيو فاينالدوم في وسط الملعب، وأخذ في تعديد الأسماء التي لديه.

من الناحية النظرية، يبدو كلام كلوب مقنعًا، لكن عمليًا؟ الأمر لا يبدو كذلك أبدًا، فهذه هي نفس الأسماء التي تواجدت في العام الماضي والمحصلة كانت سيئة في نهاية المطاف.

ليس لسوء مستوى اللاعبين ولكن بسبب الإصابات، وتاريخ غالبية من عددهم مع الإصابات سيئ ويُنذر بأن الإصابات ستضرب وسط الملعب مع هذا الموسم الطويل المُجهِد لا محالة.

لاعب مثل تياجو ألكنتارا كثيرًا ما يصاب، الأمر نفسه مع تشامبرلين وهندرسون، ومع الضغط الكبير، كان على الأقل ليفربول في حاجة إلى لاعب وسط بديل جيد، ليس تشافي أو إنييستا، بل لاعب يمكنه لعب دور جيد حينما تُغلق الأمور في وجه الريدز.

الحقيقة لا يمكن أن يُقال سوى أن سياسة ليفربول وإدارته مقلقة، النادي يمكن أن يُنعت حاليًا بـ"البخيل"، توجد أموال إلى حد ما ويُرفض صرفها بحجة الاكتفاء، وفي الواقع لا تبدو الأمر هكذا.

من الطبيعي أن يسود القلق جماهير ليفربول خصوصًا وأن التاريخ يعيد نفسه، بداية الريدز للموسم الماضي كانت بانتصار على ليدز يونايتد وأداء مقبول، ومن ثم؟ تراجع وإصابات إلى أن أصبح دوري أبطال أوروبا حلمًا.

العقم الهجومي

من تابع الشوط الأول تحديدًا من مباراة ليفربول ونوريتش سيتي سيجد حقيقة أن كتيبة كلوب لا تزال في أزمة قريبة من أزمتها العام الماضي وهي العقم الهجومي.

حفظ الجميع تقريبًا طريقة لعب ليفربول الهجومية، حتى الضغط العالي لم يعد كالماضي في الريدز، في النهاية لا يمكن تصنيف حالة الهجوم إلا بالعقم، وهذه مسؤولية كلوب في المقام الأول.

إن كان العقم يكسر بصورة أو بأخرى أمام الصغار فليس بالضرورة أن الأمر سيتكرر أمام الكبار، ويؤكد حقيقة أن ليفربول احتاج إلى تدعيم جديد في خط الهجوم لفرض بعض الديناميكية على قائمة الفريق.

تاريخ كلوب

تجربة يورجن كلوب في بوروسيا دورتموند كانت قريبة جدًا من تجربته في ليفربول الحالية، نجاح مبهر ثم انخفاض في المنحنى بصورة مرعبة والحجة عدم القدرة على تعويض الراحلين.

هل يعيد التاريخ نفسه؟ هذا هو المقلق حقًا، فيبدو أن الألماني لم يتعلم من ماضيه جيدًا بإصراره على طريقة لعب واحدة وأفكار ثابتة في نهاية المطاف ستتسبب عاجلًا أو آجلًا في عقم هجومي وأزمة دفاعية.

كلوب في حاجة إلى مرونة، وفي حاجة أكبر إلى صفقات للدعم في وسط الملعب والهجوم، وهو نفسه يدرك ذلك ولكنه يدرك أكثر أن الأزمة الإدارية تحول دون تحقيق هذا المبتغى.

في النهاية، الأمور في ليفربول غير مطمئنة، إصابات كثيرة، عقم هجومي، بخل إداري وتاريخ لا يبشر بالخير لمدرب مر بتجربة شبيهة، فهل ينجح الريدز في قلب المعطيات والتنافس مجددًا على كل الألقاب أم يرضى بدور المنافس على المراكز الأوروبية؟