رونالدو وماجواير كبشا فداء منظومة يونايتد المهترئة وأنصاف اللاعبين!

بعد أداء مثالي في فترة التحضير للموسم الجديد، والانتصارات العريضة التي حققها مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل انطلاق منافسات موسم 2022-23، اصطدمت جماهير "الشياطين الحمر" بأرض الواقع بعد بداية مخيبة للموسم.

مانشستر يونايتد تعرض لهزيمتين في أول جولتين من الدوري الإنجليزي، بالسقوط أمام برايتون بنتيجة 2-1، ثم أمام برينتفورد برباعية نظيفة.

ويواجه مانشستر يونايتد على ملعبه "أولد ترافورد" الاختبار الأصعب، حين يواجه ليفربول في قمة الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، خاصة وأن "الريدز" افتتح الموسم هو الآخر بتعادلين مخيبين لآمال جماهيره.

جماهير مانشستر يونايتد ألقت باللوم في الهزيمتين على البرتغالي كريستيانو رونالدو والإنجليزي هاري ماجواير، بسبب تفكير الأول في الرحيل عن النادي، وأخطاء الثاني الدفاعية القاتلة التي استمرت في إهداء المنافسين أهدافًا كان يمكن تجنبها.

من حق الجماهير أن تغضب من الهزائم، خاصة وأن البداية من أسوأ ما يكون، لكن أن يتلقى لاعبان فقط كل اللوم ليس منطقيًا، لأن كل شيء يشير إلى أن معاناة مانشستر يونايتد متعددة الأسباب.

المنظومة لا تزال مهترئة!

رغم محاولات الهولندي إريك تين هاج الحثيثة لتحسين منظومة مانشستر يونايتد، إلا أن مدرب "الشياطين الحمر" الجديد لم ينجح بعد في ذلك.

المدرب الهولندي يرى بأن الفريق يحتاج إلى الكثير من الدعم على مستوى اللاعبين وعمق التشكيل من أجل التحسن أكثر وتنفيذ أفكاره على الوجه الأمثل.

بداية مانشستر يونايتد في فترة التحضير كانت مثالية بالفوز على ليفربول برباعية نظيفة، وتكررت الانتصارات أمام ملبورن فيكتوري الأسترالي ثم كريستال بالاس، قبل أن يبدأ الأداء في التراجع خلال النصف الثاني من فترة الاستعداد.

وجاء التعادل أمام أستون فيلا، ثم الخسارة ضد أتلتيكو مدريد والعودة للتعادل أمام رايو فاييكانو، ليتأكد للجميع أن الفريق يحتاج إلى الكثير من العمل.

مانشستر يونايتد حتى الآن أضاف أربعة لاعبين جدد إلى صفوفه، بداية من الدنماركي كريستيان إريكسن، والبرازيلي كاسيميرو الذي لم يشارك بعد مع الفريق، والهولندي تيريل مالاسيا، وأخيرًا المدافع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز.

ومن المؤكد أن كاسيميرو وإريكسن ومارتينيز سيلعبون دورًا هامًا في خطط تين هاج خلال الفترة القادمة، لكن التحسن الشامل سيعتمد بالتأكيد على بقية عناصر الفريق ومدى انخراط الجميع في أسلوب لعب المدرب الهولندي.

أنصاف اللاعبين .. معضلة يونايتد!

يعاني مانشستر يونايتد من معضلة لم يجد لها حلًا بعد، تتمثل في تراجع مستوى بعض اللاعبين، رغم تألقهم بشكل مذهل قبل الانتقال إلى "أولد ترافورد".

لاعبون أمثال برونو فيرنانديش، الذي انفجر خلال أول نصف موسم له مع "الشياطين الحمر" بعد انضمامه في يناير 2020 قادمًا من سبورتينج لشبونة البرتغالي.

أداء برونو تحديدًا تراجع بشكل ملحوظ مؤخرًا، وفقد لمسته المميزة للكرة، ولم يعد قادرًا على تقديم اللمسة الإبداعية في الوسط الهجومي التي ميزت بدايته مع الفريق بالإضافة إلى غياب الحسم أمام المرمى بشكل كامل.

وهناك أيضًا الظهير الأيمن آرون وان بيساكا، الذي أصبح ثغرة واضحة في خط دفاع مانشستر يونايتد، بعد أن واحدًا من بين أفضل الأظهرة في الدوري الإنجليزي.

وان بيساكا، المنضم إلى مانشستر يونايتد في صيف 2019 مقابل 55 مليون يورو، أصبح عبئًا واضحًا على دفاع "الشياطين الحمر"، ولم يتمكن من فرض نفسه على التشكيل الأساسي حتى الآن مع تين هاج.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثنائي الوسط الدفاعي سكوت ماكتوميناي وفريد يقدمان أداءً من أسوأ ما يمكن، حيث لا ينجحان في الضغط على المنافسين في وسط الملعب، أو إمداد الدعم الهجومي لباقي اللاعبين، وهو ما يؤثر بشكل مؤكد على الفريق بالكامل.

ولا يجب أن ننسى أيضًا أن الفرنسي رافاييل فاران، المنتقل إلى مانشستر يونايتد من ريال مدريد في صيف 2021، لم يتمكن من فرض نفسه حتى الآن على تشكيل الفريق، بسبب الإصابات التي تلاحقه منذ انتقاله إلى "أولد ترافورد".

معاناة مانشستر يونايتد مع اللاعبين لا تقتصر فقط على الوسط والدفاع، حيث يعج الهجوم بالعديد من الأمثلة، وعلى رأسها جادون سانشو وماركوس راشفورد، وأنتوني مارسيال.

ما الحل؟

مانشستر يونايتد أمامه طريق واحد لتحسين قائمته، حيث يجب أن تكون البداية بالتخلص من اللاعبين الذين لا يرغب فيهم تين هاج.

جزء من ذلك حدث بالفعل خلال الصيف الحالي، بعد رحيل جيسي لينجارد، ودين هيندرسون، وأليكس تيليس، ونيمانيا ماتيتش، وبول بوجبا، إلى جانب عدد آخر من اللاعبين.

وبالتوازي مع ذلك، فإن مانشستر يونايتد مطالب، إذا ما أراد نجاح تين هاج، أن يوفر له كافة طلباته من اللاعبين في سوق الانتقالات.

بالطبع ذلك لن يكون ممكنًا أبدًا في فترة انتقالات واحدة، لكن على عدة فترات، من أجل إنهاء أزمة الفريق بالكامل، والعودة من جديد لمنافسة مانشستر سيتي وليفربول على صورة الألقاب في كرة القدم الإنجليزية، ثم استكمال ذلك بمحاولة العودة إلى الواجهة أوروبيًا.