بيب جوارديولا .. ملك الدوريات الذي حول أقوى بطولة في العالم إلى نزهة!

"لقد قام مانشستر سيتي بانقلاب حقيقي بحصوله عليه، لكن بيب لن يجد الأمر سهلًا، كرة القدم الإنجليزية ليست سهلة"، كانت تلك بعض كلمات في حوار طويل أدلى به السير أليكس فيرجسون المدرب الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد لشبكة "سكاي سبورتس" عند إعلان غريمه مانشستر سيتي عن التعاقد مع بيب جوارديولا لقيادة الفريق في مارس 2016 بداية من يونيو في العام نفسه.

فيرجسون تنبأ في الحوار نفسه بأن جوارديولا لن يتمكن من تحقيق ذات النجاح الذي حققه أثناء فترته مع برشلونة الإسباني، حيث قال: "بيب سيكون ناجحًا لكنني لا أعتقد أنه سوف يكرر ما فعله في برشلونة لأنه كان يمتلك فريقًا على أعلى مستوى، لقد كانوا الأفضل".

جوارديولا، وبعد سبعة مواسم في إنجلترا، أثبت بما لا يدع مجالًا للشك خطأ نبوءة فيرجسون، بسيطرته شبه الكاملة على صورة الألقاب في كرة القدم الإنجليزية، خاصة البطولة الأهم، الدوري الإنجليزي.

انتقادات وسخرية

موسم جوارديولا الأول في الدوري الإنجليزي كان صادمًا حقًا، ليس بسبب إنهاء المسابقة في المركز الثالث بفارق كبير وصل إلى 15 نقطة مع تشيلسي البطل، لكن بسبب الانتقادات الحادة التي وجهت إلى المدرب الإسباني في الصحافة الإنجليزية.

قمة حملة الانتقادات والسخرية كانت في يناير 2017، عندما سقط مانشستر سيتي على ملعب "جوديسون بارك" برباعية نظيفة أمام إيفرتون.

جوارديولا كان قد فاز بلقب الدوري الإسباني والدوري الألماني في أول مواسمه كمدرب مع برشلونة وبايرن ميونخ، وهو ما لم يتكرر مع مانشستر سيتي بطبيعة الحال.

الصحف الإنجليزية استخدمت تلك المباراة تحديدًا للبرهنة على أن جوارديولا لن ينجح في "البريمييرليج"، حيث استخدمت صحيفة "ديلي ميل" عنوان: "صورة بيب جوارديولا تنهار، مدرب مانشستر سيتي ليس قريبًا من حل اللغز".

وبالطبع فإن تلك الخسارة كانت ممتعة للعديد من المشجعين والمراقبين، الذين سخروا بشكل كبير من صور جوارديولا بعد تلك النتيجة.

خمسة من سبعة!

لكن بعد ذلك الموسم المحبط بشكل خاص، تمكن من تحقيق لقب الدوري الإنجليزي مرتين متتاليتين في 2017-18 و2018-19، بسيطرة كاملة على البطولة.

في 2017-18، حقق مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي برصيد 100 نقطة، وهو أعلى رصيد في موسم واحد من "البريمييرليج".

مانشستر سيتي حقق اللقب قبل خمس جولات على نهاية المسابقة، وبفارق 19 نقطة عن مانشستر يونايتد الوصيف.

ولك أن تتخيل أن فريق المدرب بيب جوارديولا سجل 106 أهداف بمعدل 2.7 هدفًا في المباراة الواحدة.

في موسم 2018-19 كانت بداية المنافسة المذهلة بين ليفربول يورجن كلوب، ومانشستر سيتي جوارديولا، والتي أنهاها الأخير لصالحه بفارق نقطة واحدة فقط، بعدما جمع 98 نقطة، ليكون ثالث أكبر عدد من النقاط في موسم واحد من الدوري الإنجليزي.

مانشستر سيتي خسر لقب الدوري الإنجليزي في موسم 2019-20 لصالح ليفربول، الذي حقق اللقب برصيد 99 نقطة، وبفارق 18 نقطة عن مانشستر سيتي، في موسم استثنائي لكتيبة يورجن كلوب.

لكن يبدو أن جوارديولا كان قد عقد العزم على السيطرة على الدوري الإنجليزي، حيث حقق اللقب في موسمي 2020-21 و2021-22 متفوقًا على ليفربول بالذات.

أما في موسم 2022-23، فقد أسقط جوارديولا وفريقه نادي آرسنال من قمة الدوري الإنجليزي بعد سلسلة مذهلة من الانتصارات، والتي قابلها تعثرات محبطة لفريق المدرب ميكيل أرتيتا.

جوارديولا "ملك الدوريات" الأول

يمكن النظر حقًا إلى بيب جوارديولا على أنه "ملك الدوريات" حيث أنه خلال 14 موسمًا درب خلالها برشلونة، وبايرن ميونخ، ومانشستر سيتي، حصد خلالها 11 لقبًا في الدوري الإسباني، والدوري الألماني، والدوري الإنجليزي.

جوارديولا خسر الدوري في ثلاث مناسبات فقط، الأولى الدوري الإسباني في موسم 2011-12 لصالح ريال مدريد، والثانية في 2016-17 لصالح تشيلسي ثم في 2019-20 لصالح ليفربول في الدوري الإنجليزي.

ومع الأخذ في الاعتبار أن جوارديولا غاب عن التدريب في موسم 2012-13 عندما قرر الحصول على فترة راحة بعد فترته مع برشلونة وقبل الانتقال لتدريب بايرن ميونخ، فإن بيب بحق هو "ملك الدوريات" المتوج الذي يحول أي بطولة إلى نزهة.