شكراً باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي .. جعلتم الأعداء أحباء!

GOAL [1] 0 تعليق 14 ارسل طباعة تبليغ حذف

التاسعة إلا ربع، أو العاشرة إلا ربع إذا كنت في مصر، تفتح التلفاز في تلك الليلة الشتوية الباردة وتبحث عن قناة "إم بي سي" بشعارها القديم بلونيه الأزرق والذهبي، ها هي موسيقى دوري الأبطال وها هو الأستاذ طارق الأغا يُعلن بداية الليلة الكروية "المجانية" وأنت تدعو أن تكون المباراة المنقولة لفريقك!

من حضر تلك الأيام يتذكرها جيداً، هناك كانت المتعة الحقيقية لمشاهدة دوري أبطال أوروبا بالوطن العربي حيث كانت مباراة واحدة هي بوابتك لمشاهدة البطولة الأهم على الساحة، ويجب الانتظار لليلة الخميس لمشاهدة الملخص ومعرفة ماذا حدث ببقية اللقاءات بصوت حمادة إمام المحبب، والذي ارتبط في ذاكرة الكثيرين بتلك اللقاءات والبطولة.

كانت وقتها كرة القدم غير، أندية إيطاليا كانت الحاكم بأمره، وكل من لا يشجع فريقاً في السيري آ لا يملك إلا الكراهية لتلك الأندية الغنية التي أفسدت متعة الكرة وأخلت بالموازين بتعاقدها مع أفضل اللاعبين وأحسنهم بما تملك من أموال وجاذبية ليست حاضرة في بقية الدوريات وسمعة بنتها على مدار عقود منذ سبعينيات القرن.

تنافس السبعة الكبار في إيطاليا، وكان يوفنتوس عدو الجميع كما هو الحال منذ البدايات وحتى الآن والسبب هيمنته على الألقاب، بالإضافة للاتهامات له بالتلاعب والغش، حاله كحال مانشستر يونايتد في إنجلترا الذي بفضل سيطرته المطلقة مع سير أليكس فيرجسون أصبح العدو الأول لفرق وجمهور إنجلترا وحتى خارجها، ولكن إذا كان هناك ما جمع الجميع فكان هو أن ريال مدريد هو عدو الجميع في أوروبا، فريق القرن الذي كانت زعامته للقارة العجوز كافية لتضعه في كفة والبقية في الكفة الأخرى.

عشرون سنة للأمام ونجد المشهد تغير كثيراً، لا صعوبات في مشاهدة فريقك المفضل، هناك أكثر من 12 قناة لتتنقل بينها ولكن ليس مضموناً أن تجد الدوري الذي تحبه، ولكن من يأبه إذا كنت من محبي بايرن أو أحد فرق إيطاليا، هذه يا صديقي بطولات لا تدر الأموال، عليك بالدوري الإنجليزي الممتاز، أو حتى الدوري الفرنسي إذا أردت استكمال مشاهدة ليونيل ميسي ينثر سحره، ولا عزاء لبرشلونة وريال مدريد والكلاسيكو الذي كان يتابعه المليارات، وحتى لدوري الأبطال التي أصبحت من الماضي ويمكن توقع بطلها قبل بدايتها.

جوهر كرة القدم في خطر.. المال يحكم والفجوة زادت وميسي خير دليل!

لم يعد ريال مدريد كبير الأعداء في عالم كرة القدم، ومانشستر يونايتد أصبح مثاراً للتعاطف رغم محاولاته لمجاراة صرف الأموال لجاره دون فائدة، وحتى هؤلاء عندما عاشوا دور الشرير لأسابيع مع بقية مؤسسي السوبرليج، عادوا من جديد لصفوف الأخيار بعد أحداث الأسابيع الأخيرة، وجائحة وبائية لم تكن في الحسبان أتت على الأخضر واليابس وجعلت من كان كبيراً في الماضي يجرب شعور الصغير الذي يحارب الإفلاس.

أصبحت الأموال ومن يملكها هي عدو كرة القدم ومشجعيها، خصوصاً من عايش سحر التسعينات وما قبلها، ومع سطوة باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وأموال الإنجليز، توسعت الفجوات بين الفرق والدوريات، وانتهى عصر الرومانسية وأصبح باريس يلعب البلاي ستيشن في الواقع وسيتي يتحسر على جعل جاك جريليش أغلى لاعب في تاريخ البريميرلييج بدلاً من ضم ميسي.

قد يقول رئيس باريس إن فريقه لم يخالف قواعد اللعب النظيف أبداً، وقد يبرر بيب جوارديولا تخطي مصروفاته المليار بأنه يبيع لاعبين بقيمة مقاربة، ولكن هؤلاء الذين تزعموا بأموالهم تبوءوا أيضاً دور الشرير رغم التبريرات، أصبح من يملك الأموال هو العدو لأنه دمر كرة القدم وبطولاتها بالشكل المحبوب القديم، وجعلوهم يتحسرون على أعداء الماضي، أعداء كان يمكن هزيمتهم في أرضية الميدان وليس في معركة تدور في قاعات البورصة والبنوك!

 

 

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق