تحليل | انقلب السحر على الساحر .. لن يتذكر أحد ريال مدريد اليوم يا أنشيلوتي!

"ريال مدريد ليس له هوية، لا يهمني سوى الفوز فقط"!

قبل انطلاق مواجهة ريال مدريد الصعبة ضد ريال سوسييداد في الدوري الإسباني، كان هذا هو تصريح المدرب كارلو أنشيلوتي ردًا على انتقادات مستوى الفريق في المباريات الأخيرة.

صحيح ريال مدريد عاد لينقذ نفسه من خسارة ضد فياريال ثم أتلتيكو مدريد في السوبر الإسباني، وبينهما انتصار على ملعب صعب ضد أتلتيك بيلباو، لكن في أوقات كثيرة من هذه المواجهات لم يكن الملكي مقنعًا بما يكفي.

ورغم أنّ تصريح أنشيلوتي في هذا الموقف – النتائج إيجابية والأداء سلبي – نجح في إسكات الانتقادات، لكن لم تمر سوى سوى ساعات وانقلب السحر على الساحر.

ريال مدريد سقط في فخ التعادل أمام ريال سوسييداد وترك برشلونة في الصدارة بفارق خمس نقاط كاملة، رغم أنّ عدل المباراة يقول إن الملكي فقد فرصة مستحقة للفوز.

تجديد الدماء

بدأ ريال مدريد اللقاء بعناصر الشباب وأبقى الخبرات على مقاعد البدلاء.

كامافينجا يحل أزمة الظهير الأيسر بعد إصابة ميندي، وداني سيبايوس ورودريجو يحصلان على فرصتهما المستحقة بعد تألقهما في الأيام الأخيرة، وفالفيردي يعود إلى الوسط، بينما يحصل ناتشو على فرصة لشغل مركز كارباخال.

ربما كانت بعض هذه الحلول لجأ إليها أنشيلوتي مضطرًا بسبب الإصابات، لكنّ قراره بإبقاء مودريتش على مقاعد البدلاء مجددًا يؤكد أنّ كارلو يسعى لتجديد الدماء.

النتيجة كانت تفوق كاسح للملكي في الشوط الأول وأغلب فترات الشوط الثاني، وغياب أي محاولات حقيقية من الفريق الباسكي على مرمى تيبو كورتوا.

الجبهة اليسرى انتعشت كثيرًا، وشكّل كامافينجا ثنائية مميزة مع فينيسيوس، وشاهدنا حلولًا متعددة.

تحسن ضغط ريال مدريد

النادي الملكي وجد صعوبة كبيرة في مباراتي فياريال في الدوري وبرشلونة وفالنسيا في السوبر، بل وحتى ضد فياريال في الكأس رغم الفوز في عملية الضغط على عناصر المنافس.

شاهدنا الفريق مهلهلًا بصورة واضحة، ويعاني من استعادة الكرة بوجود مودريتش وكروس في الملعب، ولكن بوجود الشباب صارت الأمور أفضل بشكل واضح.

البداية كانت باستفادة أكبر من فالفيردي في الوسط، كما أنّ كامافينجا وجد مساحته للظهور في الوسط تارة ثم في مركز الظهير الأيسر ليضيف قوة للملكي في عملية الضغط.

ورغم الأداء الجيد اليوم، ضد ريال سوسييداد، لكنّ اللمسة الأخيرة كانت سيئة، والمردود البدني تراجع في أوقات الحسم.

انقلب السحر على الساحر

منذ أيام قال أنشيلوتي إن الأداء لا يهم طالما الفريق ينتصر، واليوم سقط الريال على مستوى النتيجة رغم أنّ الأداء كان مميزًا للغاية.

ولكنّ هذه أزمة أي مدرب يبحث عن النتائج دون النظر إلى الأداء، لأنّه إن خذلته النتيجة – وهذه يحدث عادة – فإنّه لا يملك أي شيء يستحق ذكره.

ريال مدريد فاز سابقًا وهو الطرف الأسوأ، واليوم يتعادل وهو الطرف الأفضل، لكن الأهم أنّ أنشيلوتي لن يشعر بالسعادة لأنّ الفريق لم يحقق فوزًا لا يمتلك هو له تفسيرًا في أوقات سابقة.

الأداء هو دور المدرب يا سيد أنشيلوتي، والاعتماد على النتائج فقط يخذلك عاجلًا أم آجلًا.