ثلاثة خيارات أحلاهم مر .. ما الذي سيفعله السومة الموسم القادم؟

يعيش عمر السومة موقفًا لا يُحسد عليه أبدًا، يقف في مفترق طرق صعب ومعقد خاص بمسيرته الكروية التي لا يُمكن أن تُوصف إلا بالناجحة جدًا حتى الآن، أو لنكن أكثر دقة حتى ما قبل بداية الموسم الأخير من الدوري السعودي.

السومة الذي ارتدى قميص الأهلي صيف 2014 وحقق معه نجاحات مذهلة عاش موسمًا محبطًا للغاية في 2021-2022، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، وما كان هبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى السعودي إلا تتويجًا لهذا الموسم المخيب للآمال.

المهاجم السوري لم يُسجل سوى 10 أهداف خلال المباريات الـ25 التي لعبها في الموسم الأخير من الدوري السعودي، وهو أسوأ رقم يُسجله منذ وطأت قدماه أرض السعودية، ولم يصنع سوى 3 أهداف.

السؤال الأهم الآن والذي يبحث الجميع له عن إجابة، ما الذي سيفعله السومة في الموسم القادم؟ ما هي خياراته وما هو الأفضل له؟ هذا مع سنحاول الإجابة عليه مع التأكيد على أمر وهو أن جميع خيارات "العقيد"، وهي ثلاثة، صعبة وقاسية وأن أحلاهم مر.

الخيار الأول | البقاء في الأهلي

السومة جدد عقده مع الأهلي العام الماضي حتى صيف 2024 مقابل حصوله على 10 ملايين ريال سعودي سنويًا، ولهذا يمتلك اللاعب خيار البقاء مع ناديه حتى نهاية عقده على الأقل.

بقاء السومة مع الأهلي قبل الهبوط كان خيارًا صعبًا جدًا، ولكنه أصبح أكثر صعوبة بعد السقوط من دوري المحترفين إلى دوري يلو.

صاحب الـ33 عامًا تعرض لانتقادات لاذعة طوال الموسم، سواء من إعلاميي أو جمهور الأهلي، نظرًا لمستواه المتواضع وأرقامه المخجلة وعدم قدرته مساعدة فريقه رغم قيمته الفنية الكبيرة.

اللاعب أمامه فرصة لتعويض الجمهور عن إخفاق الموسم الأخير بإظهار عشقه وانتمائه ووفائه للكيان الأهلاوي ومساعدة الفريق في دوري يلو الموسم القادم ليعود في نهايته لدوري المحترفين، لكن هذا القرار ليس سهلًا بالنظر لبيئة وأجواء دوري الدرجة الأولى الصعبة، سواء من حيث الملاعب أو التنقلات أو المنافسين أو التغطية الإعلامية والاهتمام الجماهيري.

المشكلة أن البقاء في ظل هذه الظروف قد تدفع اللاعب للمزيد من التراجع للخلف وهو ما سيضعه في مرمى نيران الإعلام والجمهور الأهلاوي مجددًا ويجعلهم يتجاهلون تمامًا تضحيته وبقائه مع الفريق للعب في دوري يلو.

الخيار الثاني | الرحيل لنادٍ أقل في السعودية

السومة لن يضحك على نفسه، رحيله عن الأهلي لن يكون أبدًا لأحد كبار الدوري السعودي، امتلك تلك الفرصة قديمًا ولكنها لم تعد متاحة حاليًا بعد وصوله لعامه الـ33 وتراجع مستواه بتلك الصورة ووجود مهاجمين أجانب كبار في الهلال والنصر والاتحاد والشباب.

الهداف التاريخي لدوري المحترفين السعودي وحال رحيله عن الأهلي وبقائه في السعودية سينتقل لأحد أندية الوسط أو المؤخرة، أي أنها ستكون خطوة للخلف في مسيرته الكروية.

هذا المصير سيكون ثقيلًا جدًا من الناحية النفسية على السومة، صحيح أنه منطقي وحدث لجُل نجوم العالم الكبار، لكن تقبله ليس سهلًا أبدًا، خاصة أن له توابع عديدة على الصعيد الاجتماعي والإعلامي والجماهيري.

اختبار صعب وعديد النجوم فشلوا في اجتيازه وانتهى بهم المطاف إما لاعتزال الكرة نهائيًا أو للتنقل بين الأندية الصغيرة في محاولة لإيجاد دوافع وتحدٍ جديد، لكن البعض نجح في تخطيه والانطلاق منه للقمة من جديد.

الخيار الثالث | الرحيل عن الدوري السعودي

الدوري السعودي هو الأقوى في المنطقة العربية حاليًا، ولذا النجاح به يتطلب جهدًا هائلًا وإمكانيات فنية وبدنية كبيرة، وبالتالي الهروب منه لدوري أقل قوة وتنافسية قد يكون الحل لدى بعض النجوم بعد تراجع مستواهم.

السومة لديه فرصة جيدة جدًا للعب لأحد الأندية الجيدة جدًا في دول الخليج العربي، في الإمارات أو قطر أو الكويت أو البحرين، أو حتى الانتقال لنادٍ مصري أو أردني، فهو يبقى النجم الكبير صاحب القدرات الهجومية الممتازة، وتراجعه لموسم أو موسمين لا ينفي تلك الحقيقة أبدًا، خاصة بالنظر لظروف الأهلي وعدم استقراره إداريًا وماليًا وفنيًا خلال تلك الفترة، وهي ظروف لا تدفع اللاعبين للنجاح أبدًا، بل العكس.

هذا الخيار ربما الأفضل للسومة حاليًا، لكنه يبقى مر كذلك، نظرًا لأنه اعتاد الحياة في السعودية وتحديدًا مدينة جدة، أسس هناك حياة عائلية واجتماعية منذ 2014، خروجه لمدينة أخرى والبدء من الصفر لن يكون سهلًا أبدًا، وقد يضطر للسفر وحده وترك عائلته في المدينة الساحلية وهو وضع نفسي غير مرحب به بالطبع.

ماذا سيفعل العقيد؟

تلك هي خيارات السومة هذا الصيف، وكما قلت في البداية أحلاهم مر .. كل خيار منهم له وجه إيجابي ووجوه أخرى سلبية واللاعب عليه أن يختار ويحسم مصيره.

هل هناك خيار رابع هو اعتزال كرة القدم نهائيًا؟ صحيح أن السومة مازال قادرًا على العطاء لكن ربما ونظرًا لكل تلك الظروف فإن هذا الخيار يستحق أن يكون موجودًا على الطاولة أمام اللاعب وأن يُقيمه ويدرس إيجابياته وسلبيته جيدًا والأهم أن يُقارنه ببقية الخيارات.