حكاية من الكلاسيكو | حينما تسبب تشافي في تدمير مسيرة كاسياس في ريال مدريد!

هكذا هو الكلاسيكو دائمًا

مثير، مجنون، لا يخضع لحسابات موقف الفريقين أو قدراتهم الخاصة، والأهم أنّه جزء أصيل من تاريخ كرة القدم، كيف لا وهو أحد أقدم وأكثر المنافسات استمرارية في اللعبة.

ولأن الكلاسيكو دائمًا يتميز بقصصه المثيرة والمجنونة، عادت فقرة حكايات من الكلاسيكو لتذكر الجميع بأبرز الأحداث التي عاشها ريال مدريد وبرشلونة في المواجهات بينهما، والروايات التي عُرفت خارج الملعب قبل أن تكون داخله.

واليوم وقبل الكلاسيكو رقم 100 في سانتياجو برنابيو، نتحدث عن قصة دارت بين تشافي وإيكر كاسياس كان ضحيتها الأخير، والذي بدأت معه نهاية مسيرته مع ريال مدريد وتحوله لبديل ثم في النهاية الرحيل في مؤتمر وداعي لم يحضره أحد من زملائه!

حكاية من الكلاسيكو - حصن برشلونة يصمد أمام ريال مدريد لمدة 20 عامًا

بداية الغضب

Jose Mourinho Tito Vilanova

الحدث كان في كلاسيكو السوبر الإسباني عام 2011 حينما كاد جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد، أن يفقأ عين تيتو فيلانوفا مساعد بيب جوارديولا في برشلونة.

هذا التصرف كان جزءًا من أزمات متكررة بين الفريقين في الكلاسيكو، قادها بالطبع مورينيو الذي فضّل إشعال الخلافات بين ريال مدريد وبرشلونة وتحويل المواجهات بينهما لساحة حرب.

وبعد أن وصل الأمر إلى محاولة فقأ العين، شعر قائد الملكي إيكر كاسياس أنّ الوضع وصل إلى الحضيض، وأنّ النزاع بين برشلونة وريال مدريد لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات والذي قد يضر منتخب إسبانيا، لذلك تصرف.

حكاية من الكلاسيكو | عندما حطم راموس كأس الملك وكسر فرحة ريال مدريد

ما الذي فعله كاسياس؟

قرر كاسياس التواصل مع صديقه تشافي هيرنانديز، نجم برشلونة ومدربه الحالي، وهاتفه ليعتذر له عما حدث ويطلب منه أن يكون وسيط لحل أي أزمات بين الفريقين.

تشافي استجاب بالطبع لمكالمة كاسياس، وبدأت عملية المصالحة بين قطبي الكرة الإسبانية، وفض النزاعات بينهما وإنهاء كل محاولات الوقيعة التي قادها المدرب البرتغالي.

وحينما علم مورينيو بمبادرة قائد ريال مدريد لم يعجبه الأمر على الإطلاق، ورأي أنّ السبيل الأمثل لمواجهة هذا الجيل التاريخي لبرشلونة هو بتحويل الكلاسيكو لساحة حرب لا تعترف بالقواعد والقوانين التنافسية الشريفة.

هذه المكالمة كانت أول شرخ في العلاقة بين كاسياس ومورينيو وانتقده كثيرًا عليها ورأي أنّ هذا التصرف لن يكون مفيدًا لاستراتيجيته في التعامل مع الغريم التقليدي.

حكاية من الكلاسيكو - روماريو يحرج كرويف ويسحق ريال مدريد

تطور الأزمة بين مورينيو وكاسياس

ورغم أنّ الموقف مر بعدها واستمر كاسياس أساسيًا، لكن مورينيو لم يتجاوز ما حدث، ولم يمر عام على الواقعة إلا وازدادت الخلافات بين المدرب وحارس المرمى.

ففي موسم 2012-2013، اتهم مورينيو كاسياس بتسريب التشكيل وأخبار غرفة خلع الملابس إلى الصحافة وأجلسه على مقاعد البدلاء لصالح آدان، ثم بعدها تعاقد في يناير مع لوبيز ليكون الحارس الأساسي لريال مدريد.

استمر كاسياس مهمشًا مع مورينيو، ثم عاد للعب مع كارلو أنشيلوتي لكن لم يكون الخيار الأول، وفي الأخير بدأ مستواه في التراجع مع موسم 2014-2015 ليلعن في النهاية الرحيل إلى بورتو.

صحيح أنّ كاسياس لم يغادر ريال مدريد خلال فترة مورينيو، لكن الشقاق الذي نتج بينه وبين المدرب البرتغالي كان الممهد لموافقة الجمهور وتأييده لفكرة رحيل الحارس التاريخي.

كل هذا الشقاق بدأ بمكالمة هاتفية ومحاولة للإصلاح بين ريال مدريد وبرشلونة، ليتسبب الكلاسيكو في تدمير مسيرة كاسياس مع النادي الملكي!