كأنكم عرفتم الهلال بالأمس!

تتفقد الأحاديث الدائرة في وسائل التواصل الاجتماعي وبين إعلاميي الأندية المنافسة، تشعر وكأنهم يتحدثون عن هلال آخر، ليس الذي نعرفه، ربما هو الهلال يونايتد الإماراتي، الذي وُلد في العام الماضي، وليس الهلال السعودي!

الغالبية تتحدث عن صعوبة منافسة الهلال على لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بالموسم الجاري، بعدما تعثر في آخر أربع مباريات له، وبشكل عام تعادل في ست مباريات وخسر مباراتين وفاز في خمس.

ربما هذه النتائج إذا قيلت لك دون إخبارك باسم النادي، ستقول هو فريق يحتضر الآن، لكن ما إن علمت أن الحديث عن الزعيم فالوضع حتمًا مختلف.

نعم! فخامة الاسم وحدها تكفي، لتؤكد لك أن العثرات ما هي إلا محطات للصعود من جديد بالنسبة للأزرق.

إذا نظرت بنظرة واقعية للهلال وما يدور به من أمور فنية بالموسم الجاري، فلن ترشحه لحصد لقب دوري أبطال آسيا 2021، حتى ستجد أنه لا يمكن أن يتماسك إلى الآن ويتواجد في المركز الخامس بجدول الترتيب بـ21 نقطة مع وجود مباراة مؤجلة له، لأسباب كثيرة على رأسها الطرق التكيتيكة التي يعتمدها مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم، والتي تحتاج لعديد الوقفات، لا مجال لها الآن.

فهذا هو الهلال، إذا كان مدربه ليس بالكفء، فروح لاعبيه قادرة على حمله إلى بر الأمان، للخروج بأقل الخسائر، فرغم المشكلات الفنية، هو لم يصارع الهبوط إلى الآن، ولم يبتعد عن المربع الذهبي، بل أنه الفارق بينه وبين المركز الرابع نقطتين فقط، مع خوض صاحب ذاك المركز مباراة أكثر من الهلال.

هذا الهلال الذي كان مهددًا بوداع دور المجموعات في النسخة الماضية من دوري الأبطال، ها هو الآن بطلًا لآسيا للمرة الرابعة في تاريخه.

هذا الهلال الذي عانى الأمرين في الموسم الماضي، بعدما ضرب فيروس كورنا الفريق وتراجع مستوى غالبية اللاعبين بدنيًا وفنيًا، ها هو الآن يحتفظ بدرع الدوري في خزينته للموسم الثاني على التوالي.

مواسم كثيرة حسمها الزعيم حتى وإن لم يكن الأفضل وقتها، لكن بخبرات لاعبيه وشخصية الفريق وروح جماهيره، تلاشت كافة الصعوبات.

لكن الحديث الحالي في الإعلام يشعرك كأنهم عرفوا الهلال بالأمس!، 17 مباراة متبقية للزعيم على نهاية موسمه، وهم يتحدثون عن صعوبة تحقيقه للقب!، إن الغد لناظره لقريب، لن نجزم بتحقيق الأزرق للقب الدوري السعودي في نهاية الموسم، لكن بعد ميركاتو الشتاء، منتظر أن يستفيق الجميع، وتشتد المنافسة.