بعد نجاحه المبهر في الإمارات .. من المسؤول عن فشل ماتيوس بيريرا في الهلال؟

shahid

ربما لم يتوقع أكثر المتفائلين من جمهور الوحدة بالتعاقد مع ماتيوس بيريرا لاعب الهلال هذا النجاح المبهر للاعب، خاصة مع موسمه المتواضع جدًا في السعودية وعدم تركه أي بصمة تهديفية خلال مبارياته الـ7 في دوري روشن السعودي.

بيريرا ... من القاع إلى القمة

بيريرا لعب حتى الآن 6 مباريات مع الوحدة سجل خلالها هدفًا واحدًا وصنع 4، كما أصبح عنصرًا أساسيًا ومهمًا في تشكيل الفريق تحت قيادة المدرب مانورو خيمينيز الذي أقيل مؤخرًا من تدريب الفريق وعُين بدلًا منه الهولندي أرنو بويتنويج الذي كان يشغل منصب مدير أكاديمية النادي.

هذا النجاح الكبير لصانع الألعاب البرازيلي مع الوحدة دفع مسؤولو النادي لطلب تمديد إعارته حتى نهاية الموسم القادم لكن طلبهم قوبل بالرفض من الهلال الراغب في التخلص من لاعبه نهائيًا، فما كان من النادي الإماراتي إلا طلب شراء اللاعب نهائيًا في إشارة واضحة على نجاحه وتأثيره الإيجابي الكبير على الفريق.

المتتبع لمسيرة بيريرا مع الهلال قد يندهش من هذا الانسجام السريع والنجاح الكبير للاعب في الإمارات، خاصة أنه احتاج وقتًا طويلًا لإثبات قدراته في السعودية والأهم أنه لم يُقدم أداءً ثابتًا أبدًا بل تذبذب بين الصعود والهبوط كثيرًا.

بيريرا لعب مع الهلال 42 مباراة في جميع البطولات لم يُسجل بها سوى 3 أهداف وصنع 15، وهذا الموسم لعب في دوري روشن السعودي 7 مباريات بجانب مباراة أخرى في كأس خادم الحرمين الشريفين ولم يترك خلالها أي بصمة.

التوظيف .. السبب الأهم في اختلاف بيريرا

لاشك أن بيريرا يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية فشله مع الهلال، إذ ظهر باردًا مستسلمًا في الكثير من المباريات وقد غاب عنه الحماس والجرينتا، وكان مسك الختام خلافه مع المدرب رامون دياز والذي أدى لرحيله إلى الوحدة رغم عدم قدرة الفريق على تعويضه نظرًا لمنعه من القيد.

الملفت في الأمر هو أن بيريرا لعب مع الهلال 21 مباراة في مركز صانع الألعاب و3 مباريات كجناح أيسر و8 مباريات كلاعب وسط، وقد كان أفضل أداء له في المركز الأول، فيما مع الوحدة بدأ اللعب كلاعب وسط مدافع ثم شارك كجناح أيسر في المباراة الثانية ومن ثم انتقل ليلعب في خانة الجناح الأيمن بعد ذلك.

تلك الخطوة فجرت طاقات بيريرا، حيث استطاع إحراز هدف بتسديدة مذهلة من كرة ثابتة وصناعة 3 أهداف، وهذا الأمر ربما يبدو غريبًا في ظل أن بيريرا مناسب أكثر لمركز صناعة اللعب والذي سبق أن تألق به مع وست بروميتش ألبيون، لكن بالعودة إلى تلك الفترة من مسيرته نجد أنه لعب 32 مباراة في إنجلترا سجل خلالها 6 أهداف وصنع 9.

بيريرا لم يلعب أبدًا مع الهلال في خانة الجناح الأيمن، إلا قليلًا خلال المباريات، وربما كان جديرًا بالتجربة بدلًا من موسى ماريجا خاصة خلال فترة إصابة أوديون إيجالو وانتقال المالي لمركز المهاجم، لكن دياز كان يُفضل الدفع بأندريه كاريلو.

ذلك الاختلاف في التوظيف هو السبب الأهم في تفوق بيريرا واستعادته لجزء كبير من مستواه السابق، والذي دفع الهلال لدفع 18 مليون يورو لضمه من ناديه الإنجليزي.

اختلاف الدوري وغياب الضغوطات .. السبب الآخر

لا يُمكن إنكار حقيقة الفارق في القوة والضغوطات بين الدوري السعودي ونظيره الإماراتي، وهذا دون شك ساعد بيريرا في استعادة مستواه والانسجام مع زملائه الجدد بهدوء ودون أي ضغوطات إعلامية وجماهيرية.

فارق الجودة في اللاعبين والمدربين وأساليب اللعب واضح بين البطولتين، والأهم الضغوطات الإعلامية والجماهيرية، هذا كله بجانب قوة المنافسة في الدوري السعودي تجعل من الصعب جدًا على أي لاعب أن ينجح دون أن يُقدم 100% من جهده وإمكانياته، ونحن نرى الآن كيف يُعاني كريستيانو رونالدو مع النصر من قوة الخصوم وعنادهم وعدم تخليهم بسهولة عن أي نقطة.

الخلاصة .. رحيل بيريرا مكسب أم خسارة؟

في النهاية، بيريرا لن يكون أول لاعب فشل مع فريق وتألق مع آخر .. وأحيانًا تكون كل العوامل المساعدة متوفرة للاعب للنجاح ولكنه لا يُقدم المستوى المأمول، وهنا الرحيل يكون الخيار الأفضل مهما كان مكلفًا وصعبًا.

بيريرا لم يُكتب له النجاح مع الهلال، هو لعب دورًا في ذلك بشخصيته واستسلامه ورضاه بالأمر الواقع، ومدربه دياز لعب دورًا كذلك بعدم توظيفه بالشكل المناسب ومنحه الفرصة الحقيقية، وظروف أخرى لعبت دورًا في الأمر كذلك.

الهلال عليه غلق هذا الملف تمامًا وبيع اللاعب نهائيًا للوحدة أو غيره والبدء من جديد مع لاعب آخر.

Shahid