إلى فينيسيوس بعد الإهانة العنصرية .. كن مثل ألفيش واستمع لنصيحة تيريون لانيستر!

GOAL [2] 0 تعليق 2 ارسل طباعة تبليغ حذف

"ارتديه مثل الدرع، لا تجعل الأخرين يستخدمونه لإيذائك".

لا يمكن لأي إنسان سوي أنّ يدافع عن العنصرية، أو يدعم من ارتكبها، أو حتى يجد مبررات لقبول إهانة شخص بسبب عرقه أو شكله أو دينه أو لغته.

لا أحد متزن يقبل اضطهاد أشخاص مهما كانت التبريرات، فالعنصرية أمر مقيت للغاية، والتساهل معها كارثي ويؤدي إلى المزيد من التفرقة بين البشر مما يدفع للاحتقان واللجوء إلى العنف وكوارث أخرى لا تحمد عقباها.

والعنصرية مثلها مثل أي حماقة بشرية، من الصعب القضاء عليه، فيستحيل أن نمنع الكذب بين البشر أو نلغي الظلم من الأرض أو ننهي للأبد الغش والخداع، لكن كل هذه الأمور السلبية يتم تجريمها ومعاقبة مرتكبيها على أمل تقليل أثرهم الدامغ على باقي أفراد المجتمع.

ربما تبدو المقدمة غير ضرورية أو سردًا لبديهيات، لكن صدقني نحتاج إليها كثيرًا لشرح ما نرغب في قوله بشأن أزمة فينيسيوس جونيور الأخيرة مع العنصرية من جماهير فالنسيا، ولكن نؤكد بكل الطرق أن هذا الطرح لا يعني بأي حال من الأحوال دعم العنصرية أو تأييد إهانة الأخرين بسبب لون البشرة أو العرق.

ما هي العنصرية؟ وهل الجمهور حقًا عنصريًا؟

أحيانًا نحتاج للعودة إلى الأساسيات لشرح الفكرة الكاملة دون أن يتهم توجيه لنا أي اتهامات بالدعم.

العنصرية هي ببساطة انحياز ضد الأخر لأسباب تتعلق بعرقه أو دينه أو لغته أو غيرها، وعدم التعامل مع الإنسان بأنه إنسانًا أولًا قبل أن يكون أي شيء آخر.

إذًا العنصرية موقف ثابت، فهناك من يرفض جاره لمجرد أنّه من أصحاب البشرة السمراء، أو يتجنب التواصل مع زميله في الجامعة لمجرد أنّه من ديانة مختلفة، فهذا لا يهتم بالشخص سوى فقط بالجانب المتعلق بعرقه أو دينه أو لونه.

لكن الجمهور لا يفعل ذلك، فلا مانع لجماهير تشيلسي من الهتاف ضد رحيم ستيرلينج حينما كان لاعبًا في مانشستر سيتي بعبارات عنصرية وهو يمتلك في سجل أساطيره أسماءً مثل ديدييه دروجبا ومايكل إيسيان، بل حتى جماهير فالنسيا لها واقعة غير بعيدة من تعرض اللاعب دياخابي لأزمة عنصرية في مباراة ضد قادش.

إذًا الجمهور لا ينتهج العنصرية كغاية بل كوسيلة، ولا عجب من تضاعف العنصرية ضد فينيسيوس بعد أزمته مع مباراة أتلتيكو مدريد مقارنة بما قبلها، فهذه الأزمة تحديدًا أظهرت أنّ اللاعب ينفعل ويخرج عن شعوره كثيرًا مع توجيه الإهانات العنصرية.

هنا لا نقول إن موقف الجماهير مقبولًا، ولكن نقول إنّه أمر مفهوم، فالجمهور اعتاد على سماع عبارات الفوز والهزيمة وأن النتيجة النهائية هي ما يهم مما دفعه لفعل أي شيء - ولو كان ميكافيليًا -لضمان الفوز.

الإهانات العنصرية هنا ليست نهجًا، ولكنّها رغبة في مضايقة المنافس وإيذائه حتى لو وصل الأمر إلى الانحدار لهذا الحد، تمامًا مثل هتاف جماهير إسبانيول ضد جيرارد بيكيه واتهامه في عرضه وأبنائه، الهدف هو إيذاء المنافس دون أي اعتبارات أخلاقية.

إذًا الجمهور قد لا يكون عنصريًا، لكنه يستسيغ العنصرية ويتقبلها كوسيلة لإيذاء المنافس، حتى لو كانت هذه الوسيلة قذرة وغير أخلاقية، المهم – بالنسبة لهم – أنّها ناجحة.

هل يهم؟

بالطبع من الضروري البحث عن الدوافع الحقيقة وراء توجيه الإهانات العنصرية، لأنه معرفة السبب تؤدي إلى إيجاد الحل.

المحاولات الأولى من فالنسيا لمنع العنصرية كانت جيدة، فهذه المرة قبضوا على الأشخاص الذين أهانوا فينيسيوس ومنعوهم من دخول الملعب مدى الحياة، لكن هذه الأمور غير كافية.

ربما نتحدث لفترات طويلة عن رفض العنصرية ونبذها، ولكن الأولى أن نتحدث عن رفض التعصب الأعمى للفريق وعدم اعتبار الدعم المطلق أمر عظيم وله كل التقدير، فالتعصب والدعم المطلق يؤدي في النهاية عادة إلى استخدام الوسائل القذرة.

لابد من إعلاء قيم الإنسانية على قيم الانتماء للفريق، لأن احترام الآخر لن يحدث مع تزايد المشاحنات – المدعومة إعلاميًا أحيانًا – بين الجماهير.

على سبيل المثال، في ذهاب كلاسيكو كأس الملك 2019 والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، انتهت المباراة بمصافحات بين اللاعبين وتبادل النكات والضحكات، فما كان من الإعلام إلا أنّ عبر عن سخطه، فالكلاسيكو لا ينتهي بالضحك بل بشجار بين اللاعبين أو على الأقل تحية فاترة.

الجميع هنا يتعلم حقيقة واحدة، أنّ كرة القدم تقدر الانتماء بين المشجعين، وتقدر التعصب بينهم، وتقدر وجود مشاحنات بين أبناء البلد الواحد أو حتى المدينة الواحدة، ولكن تغذية هذه الأفكار يؤدي مع الوقت لقبول فكرة العنصرية كسلاح لرفض المنافس وإيذائه.

هنا يجب أن تكون المناقشة غير مرتبطة بالعنصرية كفكرة، ولكن بالتعصب والانتماء الأعمى الذي يجرد المشجع من إنسانيته ويجعله فقط باحثًا عن أي وسيلة للتفوق على المنافس.

حلول سريعة – داني ألفيش نموذجًا

نوضح أيضًا أننا لا نقول إنّ فينيسيوس – الضحية – يجب أن يجد الحل، لكن بالتجربة، فنصيحة تيريون لانستر لجون سنو كانت مفيدة.

النصيحة التي ذكرتها في بداية المقال: "ارتديه مثل الدرع، لا تجعل الأخرين يستخدمونه لإيذائك"، وهذا ما فعله داني ألفيش مع جماهير فياريال العنصرية حينما التقط الموز وأكله، ليؤجج القضية ويصنع هدفي فوز برشلونة باللقاء، الرد في الملعب.

فينيسيوس بحاجة للتعلم أنّه في الوقت الحالي وحتى لو تم إيقاف جماهير فالنسيا بالكامل فلن تتوقف الهتافات العنصرية ضده، لكنّه قادر على تجاهل الجماهير ومحاولة ضبط أعصابه حتى يتعلموا أنّ هذه الهتافات لن تنال منه.

الرد يكون في الملعب كما يقولون، فبدلًا من النزول لمستوى الجمهور المتدني – لأن هذا يجعلهم يكسبون – يكون الرد بالصمت دون انفعال مع الاستمرار في التسجيل ودك حصون المنافس.

على فيني أن يستخدم الهتافات العنصرية كدرع يجعل الجماهير عاجزة عن استخدامه لإيذائه!

من هو أفضل مهاجم رقم 9 في العالم؟

720954 الأصوات

شكرًا للتصويت.

سيتم مشاركة النتائج قريبًا.

من هو أفضل مهاجم رقم 9 في العالم؟

720954 الأصوات

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق