كرة القدم أنقذته .. رحلة دياز من "الموت جوعًا" إلى ليفربول!

GOAL [1] 0 تعليق 1 ارسل طباعة تبليغ حذف

في الوقت التي تتجه فيه كرة القدم نحو الاهتمام بالتأهيل البدني للاعبين بسبب تزايد عدد المباريات وبالتالي زيادة الجهد البدني التي تتطلبه التكتيكات الجديدة، هناك طفلًا من شعب وايو الأصلي في مدينة بارانكاس بكولومبيا يحلم بركل الكرة، لكن سوء التغذية الشديد الذي يعاني منه يحرمه من ذلك وتوافيه المنية قبل أن يصل لسن البلوغ. (بحسب الإحصائيات التي نشرتها صحيفة ديلي ميل فإنه بين عامي 2008 و2016، توفى حوالي 4770 طفلًا من وايو بسبب سوء التغذية وإهمال الحكومة الكولومبية).

لويس دياز، الذي يتردد اسمه في الأيام الماضية بعد أن أتم انتقاله إلى ليفربول، قادمًا من بورتو بمبلغ 40 مليون يورو، بالإضافة إلي 20 مليون يورو إضافية، كان واحدًا من أطفال شعب وايو.

لم يعش دياز أحداثًا مختلفة عن هؤلاء الأطفال وعانى من سوء تغذية وفقر شديد منعه من ممارسة كرة القدم التي كان يعشقها لكن ربما الاختلاف الوحيد التي شهدته حياته هو أن كرة القدم ابتسمت له وانتشلته من المصير المأسأوي الذي كان ينتظره.

رحلة صعود

 في قريته بارانكاس القريبة من حدود فنزويلا، كان الطفل دياز الحالم باللعب في أوروبا، يراقب القطارات الضخمة المحملة بالفحم والتي تقل أيضًا الركاب إلى الساحل ليذهبوا منه إلى أوروبا حيث الحلم بالاحتراف وتحقيق النجومية.

وعندما بلغ دياز سن 17 عاما، تألق في بطولة كوبا أمريكا للسكان الأصليين عام 2015 في تشيلي، وهناك اكتشفه الأسطورة الكولومبية كارلوس فالديراما، لكن الضعف الجسدي الذي عانى منه هدد مستقبله الكروي، وشكل مصدر قلق لدى مختلف المدربين الذين رأوه.

 مدرب كولومبيا في تلك البطولة، جون بوسيلو دياز، كان واحدًا منهم وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "راودتنا مخاوف أحيانًا من أن دياز الملقب بـ"لتوشو"، سيواجه صعوبة في لعب كرة القدم؛ لأنه كان يعاني من مشاكل سوء التغذية. لقد كان نحيلاً للغاية وتفوق عليه لاعبون آخرون، لكنه على الرغم من ذلك، نجح من بين 400 مرشحًا في حجز مكانه بقائمة المنتخب المكونة من 26 لاعبًا".

في النهاية، نجح دياز خلال المنافسات في تسجيل هدفين وأسهم في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية التي خسرها أمام باراجواي بهدف دون رد.

بداية مسيرته في كولومبيا

 المستويات التي أظهرها دياز في تلك البطولة، حثت فريق بارانكيا الكولومبي من الدرجة الثانية للإسراع من أجل ضمه نظرا لموهبته المميزة.

وبدأ تأهيل لوتشو الهزيل بدينًا، وخضع لنظام غذائي خاص من أجل زيادة عدد من الجرامات الإضافية.

تألق دياز مع بارانكيا، لفت إليه أنظار فريق أتلتيكو جونيور، أحد أبرز الأندية دوري الدرجة الأولى الكولومبي، ليقرر التعاقد معه عام 2017.

ومنذ تلك اللحظة بدأت مسيرة اللاعب الكروية في الصعود، حيث نجح في تسجيل 15 هدفًا في 67 مباراة.

الأمر الذي أجبر المدرب الوطني لمنتخب كولومبيا لاستدعائه عام 2018 في مباراة المنتخب أمام الأرجنتين في نيوجيرسي.

وواصل "لوتشو" تمثيل منتخب بلاده الذي خاض معه، حتى الآن، 32 مباراة دولية سجل خلالها 7 أهداف. 

 الحلم الأكبر.. أوروبا

 تمثيل منتخبك الوطني هو بالطبع فرصة من أجل الظهور والتعرف عليك على مستوى أكبر، وهذا ما حدث مع دياز التي انهالت عليه العروض في الحال.

وبدأ الأمر بعرض من نادي كارديف سيتي عام 2018 الذي رفضه دياز وآخر من زينيت سان بطرسبورغ الروسي في العام التالي والذي فضل الانتقال إلى العملاق البرتغالي بورتو بدلًا منه.

وبحسب "دايلي ميل" فإن البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب كولومبيا حينها والمنتخب المصري حاليًا، كان وراء إتمام الصفقة، ليلتحق "لوتشو" بمواطنيه خاميس رودريجيز وراداميل فالكاو وفريدي جوارين وجاكسون مارتينيز الذين سبق لهم تمثيل النادي البرتغالي.

صناعة اسم

واصل لوتشو صناعة الأرقام رفقة بورتو ولم يتوقف للحظة، وتمكن من تسجيل 14 هدفًا في الدوري البرتغالي موسم 2019-2020، و11 هدفًا في الموسم التالي، وسجل في هذا الموسم هدفين على ميلان ذهابًا وإيابًا في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

أما على المستوى الدولي، فقد تألق دياز مع منتخب كولومبيا في كوبا أمريكا الصيف الماضي عبر تسجيله 4 أهداف جعلته يفوز بجائزة الحذاء الذهبي مناصفة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

هذا التوهج مع بورتو ومنتخب كولومبيا، جعل من دياز محط أنظار العديد من أندية أوروبا، وعلى وجه الخصوص من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ما جعل النادي البرتغالي يسارع لتحصين نجمه المتوهج من هذه المطامع ويضع شرطًا جزائيًا ضخمًا في عقد اللاعب بلغ 67 مليون جنيه إسترليني. 

الوصول إلى القمة

البعض يختزل رحلة وصول المواهب الشابة إلى الفرق الكبيرة أنها مجرد فرصة لكن الأمر مختلف مع دياز الذي كانت أعينه تترقب القطارات الذاهبة إلى "أرض الأحلام" منذ زمن، المعاناة التي شهدها جسده القليل ليست هينة والوصول إلى القمة حتمًا كانت رحلة وشهدت محطات لم تكن بسيطة.

لا يتبقى الكثير، مجرد أيام وسنرى ذلك الشاب الذي تحدى فقره وضعفه ووصل إلى أرض الأحلام.. رحلة لويس دياز كانت ملهمة، وجاء الانتقال إلى ليفربول ليكتب سطرًا جديدًا في هذه المسيرة المثيرة للاهتمام.

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

0 تعليق