تحت المقصلة .. دروس ريال مدريد لترهيب الحكام!

احذر من غضب ريال مدريد!

ما إن أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة ريال مدريد وجيرونا والتي سقط فيها الملكي في فخ التعادل وتقلص الفارق بينه وبين برشلونة صاحب المركز الثاني لنقطة واحدة، حتى انتفض حامل لقب الدوري الإسباني ليشن حملة جديدة على حكم اللقاء.

حساب النادي الرسمي على "تويتر" يؤكد أنّ المباراة حُسمت بقرار تحكيمي، والنادي يصدر بيانًا رسميًا يشجب ويعترض عن الأخطاء التحكيمية، ناهيك عن تصريحات كارلو أنشيلوتي التي انتقد فيها ركلة الجزاء المحتسبة على ماركو أسينسيو.

تعامل ريال مدريد مع حكم المباراة، ماريو ميليرو لوبيز، ليس فريدًا من نوعه، فمن قبل شنّ الملكي وإعلامه حملات شرسة على حكام آخرين لمجرد أنّ النتيجة النهائية لم تكن في صالحه وهناك لقطات مثيرة للجدل.

في التقرير الآتي، نستعرض فلسفة لوس بلانكوس في التعامل مع التحكيم، وكيف يجعل أي حكم يتردد أكثر من مرة قبل أن يصدر قراره النهائي ضد ريال مدريد!

عين على الحكم .. هل تعرض ريال مدريد للظلم أمام جيرونا؟

في موسم 2020-2021، وبينما كان يقاتل ريال مدريد لخطف اللقب من أتلتيكو، جاء الديربي لينتهي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق وتتعزز فرص روخي بلانكوس لتحقيق البطولة.

في الدقائق الأخيرة، كانت هناك لمسة يد على مدافع أتلتيكو، لكن الحكم هيرنانديز هيرنانديز لم يراها تستحق ركلة جزاء ولم يحتسبها، ليتحول بعدها إلى خانة الأعداء.

ريال مدريد أصدر بيانه الرسمي المعتاد عقب المباراة وهاجم الحكم بالاسم، ثم جاءت صحيفة "ماركا" لتنشر تصريحات قالها الحكم حينما كان بعمر 11 عامًا فقط حول تشجيعه لبرشلونة، وبدأت الصحف في نشر مقالات حول الأخطاء المكررة التي ارتكبها هيرنانديز ضد لوس بلانكوس!

أصبح الحكم إذًا في مهب الريح، وتحت مقصلة الانتقادات، بل ويتعرض لهجوم مماثل قبل أي مباراة يحكمها لريال مدريد.

صحيح لم يتم منع الحكم أو تحجيمه ضد الريال، لكن ذكر اسمه كان كفيلًا بضغط إعلامي وجماهيري قوي عليه، مما يعني أنّه في كل مباراة يكون فيها الملكي خصمًا ولا تنتهي بنتيجة إيجابية سوف يكون تحت موقف صعب في كل لقطة حرجة!

عواقب الفكرة

ربما يقول البعض إن هيرنانديز هيرنانديز لم يُحرم من التواجد في مباريات لريال مدريد، وبالتالي الحملة الشرسة لم تؤثر عليه، لكنّه بالطبع لا ينظر إلى الصورة الأكبر، أنّ هذه الحملة تجعل أي حكم يتوتر في أي مباراة تتوتر فيها الأجواء ويكون طرفها ريال مدريد.

ففي دراسة صدرت في كتاب " علم نفس الرياضة والتمارين الرياضية" بعنوان " تأثير ضجيج الجماهير على قرارات التحكيم في كرة القدم"، تمت على 40 حكمًا يمتلكون خبرة كبيرة في المجال، وتم عرض عليهم مباراة بين ليفربول وليستر سيتي على ملعب أنفيلد، وطُلب رأيهم في 47 موقفًا تحكيميًا بين إن كان هناك مخالفة أو عدم وجود مخالفة أو أنّ الصورة ليست واضحة للحكم عليها.

الجميع شاهد نفس الفيديو المجمع من المباراة، ولكن نصف الحكام كانوا يشاهدون أثناء وجود جماهير من ليفربول – أصحاب الأرض – والنتيجة أنّ بوجود الجماهير والضوضاء حول الحكم أصبحت 15.5% من القرارات في صالح أصحاب الأرض.

هذه هو تأثير عامل الأرض على الحكام، فماذا لو تم استهداف حكم بالاسم وشيطنته واعتباره متواطئًا؟ سوف يثور الجمهور ضده وتصبح الضوضاء أعلى في كل مرة يظهر فيها في "سانتياجو برنابيو"، مما يعني أنّ العديد من قرارته ستكون لصالح أصحاب الأرض!

ليس ريال مدريد وحده، والعواقب وخيمة

بالطبع ريال مدريد ليس الفريق الوحيد الذي يبذل جهدًا كبيرًا لضمان أنّ التحكيم لا يصدر أي قرارات ضده، فسبق وقام جمهور تشيلسي بعمل عريضة ضد الحكم أنتوني تايلور، وذلك عقب لقاء توتنهام في الدوري الإنجليزي الموسم الجاري.

لكن ما يفعله ريال مدريد يجعل أنّ النادي نفسه على منصاته الرسمية يحرض على الحكام ويهاجمهم بالاسم، مما قد يؤدي لعواقب وخيمة تحت رعاية الملكي.

فمن يدري ما الذي قد يحدث إن قرأ مشجع متعصب هذه البيانات فقرر أن يثأر لريال مدريد ويعتدي على الحكم؟ هل يجب انتظار الكارثة لنقول إن الحملات الموجهة من أندية ضد حكام بالاسم أمر مخيف؟

الأندية يجب أن تساعد على امتصاص طاقة التعصب والعنف من الجماهير، وذلك بنشر ما يحث على احترام الخصم واحترام الحكم حتى لو أخطأ، وإن كان هناك دليل واحد على أنّ هذه الأخطاء متعمدة، فهناك الجهات القانونية المباشرة.Getty Images

حكام كثر في تاريخ اللعبة تدمرت حياتهم بسبب مباراة كرة قدم، أهمهم الحكم النرويجي السابق، توم هينينج أوفريبو، الذي أدار لقاء تشيلسي وبرشلونة في 2009، ولذلك فالأمر محتمل ووارد الحدوث.

فبدلا من أن يسارع فريق ريال مدريد لمحاولة تجنب كارثة قد تتسبب في إيذاء حكم، قرر أن يدعم الحملات ضده بل ويقودها، مما قد يزيد من نيران التعصب والغضب!

أتمنى بالطبع أن يمر الأمر بهدوء دون كوارث، ولكن ما أتمناه حقًا أن تتوقف الأندية عن تأجيج النيران حتى لا تحترق بها في يوم من الأيام!