بعد تدميره في بايرن .. هل استعاد أنشيلوتي شغفه مع ريال مدريد؟

يمكن ببساطة المجادلة بأن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، قد استعاد شبابه بالفعل خلال منافسات موسم 2021-22.

أنشيلوتي عاد إلى ريال مدريد في صيف 2021، ليعوض رحيل الفرنسي زين الدين زيدان على رأس القيادة الفنية في "سانتياجو برنابيو".

وتملك الخوف من جماهير ريال مدريد بعد قرار إدارة ريال مدريد بإعادة أنشيلوتي، خاصة وأن المدرب الإيطالي خلال السنوات الماضية لم يكن على قدر التطلعات، حيث تراجعت مسيرته بشكل ملحوظ.

لكن أنشيلوتي خالف كافة التوقعات، ونجح بعد انتصاف الموسم في كسب احترام وحب جماهير ريال مدريد مرة أخرى، بسبب النتائج المميزة للفريق الملكي من جهة، والأداء المميز للعديد من النجوم، وعلى رأسهم البرازيلي فينيسيوس جونيور.

رحلة أنشيلوتي، منذ رحيله عن ريال مدريد في صيف 2015، كانت مليئة بالتناقضات والمطبات الصعبة، وهو ما جعل النظرة إلى مسيرة المدرب الإيطالي الخبير تختلف بعد رحلة استثنائية في عدد من الأندية.

أنشيلوتي .. مسيرة طويلة مع التدريب

مسيرة أنشيلوتي التدريبية بدأت من عمله مساعدًا في منتخب إيطاليا بين 1992 و1995، ثم انتقل لتدريب نادي ريجينا في موسم 1995-96، ومنه إلى بارما بين عامي 1996 و98.

انطلاقة أنشيلوتي الحقيقية كانت توليه تدريب يوفنتوس بين 1999 و2001، والتي مهدت أطول فتراته كمدرب مع ميلان بين 2001 و2009.

وبعد رحيله عن ميلان، قضى أنشيلوتي موسمين مع تشيلسي الإنجليزي، ثم انتقل في 2011 إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وقضى موسمين في قيادته.

أنشيلوتي قاد ريال مدريد بداية من عام 2013، وقاده لموسمين حقق خلالهما اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا للنادي الملكي.

وبعد فترة راحة لمدة موسم، انتقل أنشيلوتي لتدريب بايرن ميونخ الألماني في صيف 2016، ورحل بعد عام واحد فقط.

وفي عام 2018، تولى المدرب الإيطالي الخبير تدريب نادي نابولي الإيطالي، لكنه أقيل في ديسمبر 2019 بسبب أزمة مع إدارة النادي.

وبعد أيام قليلة من رحيله عن نابولي، تولى أنشيلوتي تدريب إيفرتون الإنجليزي، والذي قاده لموسم ونصف قبل العودة من جديد إلى ريال مدريد.

بايرن ميونخ .. قشة قصمت ظهر أنشيلوتي

كان رحيل أنشيلوتي عن بايرن ميونخ الألماني، بعد شهر فقط من بداية موسم 2017-18 بمثابة القشة التي قصمت ظهر المدرب الإيطالي.

أنشيلوتي خسر مع بايرن ميونخ ضد باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة في الجولة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، لتقرر إقالة النادي البافاري إقالته في اليوم التالي للمباراة.

وخرجت تقارير أفادت بأن أنشيلوتي خسر دعم غرفة ملابس الفريق البافاري، وأن خمسة لاعبين من قادة الفريق أرادوا رحيله.

رحيل أنشيلوتي عن بايرن ربما كان سببًا مباشرًا في تراجع ثقة المدرب الخبير في نفسه، وأدى إلى قبوله أدوارًا مع فرق أقل شأنًا من الأندية التي دربها طوال مسيرته.

نابولي وإيفرتون .. حقًا؟!

أنشيلوتي، وبعد رحيله عن بايرن ميونخ، انتظر أنشيلوتي حتى مايو 2018 ليشرف على تدريب نادي نابولي الإيطالي.

وخاض أنشيلوتي منافسة شرسة في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس خلال موسم 2018-19، لكنه اكتفى في النهاية بالمركز الثاني.

موسم أنشيلوتي الثاني مع نابولي كان مخيبًا بكل المقاييس، حيث رحل عن الفريق في ديسمبر، بعد خلافات حادة مع الإدارة.

أيام قليلة فصلت أنشيلوتي عن الانتقال إلى تدريب إيفرتون الإنجليزي، وهي نقلة مختلفة للغاية في مسيرة المدرب الإيطالي.

أنشيلوتي، وللمرة الأولى في مسيرته، تولى فريق بعيد تمامًا عن صورة المنافسة على الألقاب.

وأنهى الموسم الأول في المركز 12 في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، وتحسنت الأمور نسبيًا في موسم 2020-21 حيث أنهى "البريميرليج" في المركز العاشر.

لكن بدا أن أنشيلوتي قد فقد الكثير من شغفه باللعبة مع نابولي وإيفرتون، وارتضى بدور مدرب أندية الوسط، رغم أن مسيرته لم تعرف سوى القمة.

ولعل الدليل على ذلك هو أنه قد يكون المدرب الوحيد الذي حقق لقب الدوري في إنجلترا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، ولا ينقصه سوى تحقيق الدوري مع ريال مدريد ليكون المدرب الوحيد في التاريخ الذي يحقق لقب الدوري في الدوريات الخمس الكبرى.

ريال مدريد .. عودة الشغف

ربما ما نشاهده من أنشيلوتي مع ريال مدريد هذا الموسم هو الدليل على أن عودة الشغف لما تقوم به قد تصنع المعجزات.

المدرب الإيطالي وافق على تخفيض راتبه، والامتثال لقرار ريال مدريد بتقليص النفقات، والانتقال لقيادة الفريق في مرحلة انتقالية حاسمة في تاريخه.

ولعل ما يقدمه ريال مدريد في الموسم الحالي، من أداء هجومي قوي، والتحسن الملحوظ في منظومة الدفاع، واستعادة العديد من اللاعبين لمستواهم دليل على أن أنشيلوتي قادر على صناعة المعجزة بالفعل، والعودة لأفضل مستوياته.

تطور مستوى فينيسيوس كان التحدي الأول أمام أنشيلوتي، ونجح فيه بالنظر إلى انفجار البرازيلي تهديفيًا ومهاريًا في الموسم الحالي.

ثم جاءت معضلة رحيل رافاييل فاران وسيرخيو راموس، لكن منظومة دفاع ريال مدريد تحسنت بفضل تواجد الثنائي دافيد ألابا وإيدير ميليتاو ومن خلفهما تيبو كورتوا.

وإذا ما تمكن أنشيلوتي من النجاح في النصف الثاني من الموسم الحالي، فيمكن القول بمنتهى الأريحية أن قرار تعاقد ريال مدريد مع الإيطالي كان الأفضل لقيادة المرحلة الانتقالية.

ما هي البطولات التي حققها أنشيلوتي في مسيرته؟

مسيرة كارلو أنشيلوتي الطويلة شهدت تتويجه بعشرين لقبًا مختلفًا مع الأندية التي تولى تدريبها.

وحقق أنشيلوتي لقب كأس إنترتوتو مع يوفنتوس في عام 1999، قبل الانتقال إلى ميلان، والذي حصد معه لقب الدوري الإيطالي مرة واحدة، ومثلها في كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.

وقاد أنشيلوتي ميلان إلى المجد القاري بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي، كما حقق لقب كأس العالم للأندية مرة واحدة.

كما حقق المدرب الإيطالي لقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي، بالإضافة إلى كأس إنجلترا، والدرع الخيرية.

أما مع باريس سان جيرمان، فقد حقق لقب الدوري الفرنسي في موسم 2012-13.

وخلال فترته الأولى مع ريال مدريد، حقق المدرب الإيطالي لقب كأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.

فيما حصد لقب الدوري الألماني مع بايرن ميونخ، ولقبين في كأس السوبر الألماني.

اقرأ أيضًا

رونالدينيو: مبابي بالفعل في أفضل أندية العالم!

رسميًا: برشلونة يلبي طلب تشافي الأول ويعلن ضم توريس

قرعة الكونفدرالية وأبطال إفريقيا .. الأهلي رفقة صن داونز والزمالك في مجموعة صعبة